الغاية ...لا تبرر الوسيلة ...!

بقلم: د.كمال الشاعر


لا يختلف اثنان من جمهورية مصر العربية وقطاع غزة المحاصر على أن "إسرائيل" هي العدو للعرب والمسلمين، وأن قتالهم ومقاومتهم من أجل تحرير فلسطين هو هدف سامي، وأن جميع الشعوب العربية والمسلمة تتمنى أن تأتي إلى الحدود مع فلسطين المحتلة وتحارب الصهاينة الذين اغتصبوا الأرض وشردوا السكان وأصبحوا بعدها لاجئين في دول الجوار.

فمنذ تولي الحكومة الفلسطينية قيادة قطاع غزة عام 2007، وهي تدعم المقاومة بشتى الوسائل، سواءً دعماً ماديًا أو دعماً لوجستياً أو معنوياً، وهي الحكومة الأولى في الوطن العربي؛ وتكاد تكون الوحيدة في المنطقة التي تجمع بين السياسة والمقاومة؛ وذات طابع اسلامي أو كما يقال في وسائل الاعلام ذات "خلفية سياسية إسلامية".
فلقد أمست الجماهير الفلسطينية في قطاع غزة على فاجعة استشهاد العساكر المصرين الستة عشر؛ وتألمت لما سمعت وتفاجئت وتساءلت من المستفيد من وراء ذلك؟ ولماذا هذا التوقيت بالذات؟ ومن الجهة التي تقف وراء مثل هذا السلوك الغريب عن ثقافتنا الاسلامية الحنيفة؟

لقد تألم الجميع في منطقة الحادث وامتد الألم إلى قطاع غزة وأصبح الجميع يتساءل لماذا هذا السلوك الغريب عن ثقافتنا، خاصة في ظل توصل دولة رئيس الوزراء د. إسماعيل هنية مع فخامة الرئيس أ. د. محمد مرسي الذي يقضي القيام بخطوات عملية من أجل تخفيف الحصار عن الشعب الغزي الذي فرح كثيراً لهذا الاتفاق؛ وخاصة بعد وصول رئيس محسوب على تيار اسلامي إلى سدة الحكم.

فلو عدنا إلى حسابات الربح والخسارة نجد أن المستفيد الوحيد من الإيقاع بين حماس والحكومة المصرية هو العدو الإسرائيلي وبالتالي تجميد ما تم الاتفاق علية مع الحكومة الفلسطينية من أجل تخفيف الحصار بل ورفع الحصار تدريجيا عن طريق مد ساعات العمل في معبر رفح البري وزيادة كمية توصيل الكهرباء إلى القطاع وضخ المزيد من البترول القطري عن طريق كرم أبو سالم التجاري وإقامة المنطقة الحرة المزمعة بين مصر والقطاع غرب معبر رفح.

فمن خلال ما حدث يذكرنا ذلك بمسرحية أحداث طابا 2005، وكنيسة الاسكندرية 2011، وما تبعه من رد فعل واعتقالات بحق سكان سيناء ومحاولة تحميل قطاع غزة المسئولية الكاملة عن تلك العملية؛ والآن نسمع في وسائل الاعلام نفس اللهجة سواء كان في الجانب الإسرائيلي أو في الصحافة العربية التي تحاول أن تُدّفِع الشعب الفلسطيني القابع في قطاع غزة ثمن تلك الجريمة النكراء التي يرفضها الجميع.
رفح في 07/08/2012


الكاتب والمحلل السياسي
المحاضر في جامعة فلسطين
أ.د. كمال محمد الشاعر

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت