لقد كرمنا الله عز وجل وخصنا بشهر رمضان المبارك ، هذا الشهر الفضيل الذي كان بمثابة انطلاقة الرسالة السماوية بأن أنزل فيه القرآن الكريم في أعظم ليلة ألا وهي ليلة القدر ، وقد ظلت أمتنا الإسلامية تُحافظ على هذا الشهر بما حمله من توصيات تتعلق بالصبر وحُسن الخُلق والتسامح بين الناس ، إضافة لكونه فرصة للعبادات وإطعام المساكين وإعطاء الزكاة للفقراء من المسلمين .
ولأن شهر رمضان كان ولازال من أهم توصياته حُسن الخُلق والتسامح ، إلا أننا فقدنا هاتين النقطتين في حياتنا اليومية ، فأصبحنا منذ اليوم الأول لشهر رمضان نرى المشاكل العائلية والمشاجرات ، وظاهرة اعتداء الجيران على بعضها ، والتصرف وكأن شهر رمضان هو الصيام فقط عن الأكل والشرب ، دون الأخذ بعين الاعتبار الصوم عن كُل ما هو سلبي من قول وفعل .
منذ اليوم الأول لشهر رمضان ، بدأنا نشهد حالة الانفلات الأخلاقي في محافظات غزة ... مشاجرات عائلية ، خلافات ، ضرب سكاكين ، جيران يختلفون من أجل أطفال ، المهم أنه لا حرمة لشهر رمضان أو احترام للجيرة أو للوحدة الاجتماعية والتكاثف والمحبة بين الناس الذين يحملون نفس الأحلام ويعيشون نفس المعاناة ن والجميع يعيش في حالة من التوتر الشديد في السوق والشارع والبيوت .
وبرغم ارتياد الناس للمساجد وأداءهم للصلوات وحملهم السبح بشكل ظاهري ، إلا أن الباطن يُشير إلى أن هناك حالة من الغل والحقد الداخلي ، فبمجرد التعرض لأي موقف ينفجر الناس وكأنهم بركان يحمل الكثير من الحمم والشظايا ، وهذا بالتأكيد يتنافى مع ديننا الحنيف وعادات وتقاليد شعبنا الذي كان مثالاً للتسامح والوحدة اجتماعية التي جسدها طيلة سنوات النضال الطويلة .
نتمنى من الله العلي القدير أن يحمي شعبنا من الفتن الداخلية ، وأن يُلجم شياطين كُل من يحاول تحويل أيام الناس إلى بؤس وشقاء ، ودعواتنا بالسكينة والاطمئنان لكُل أبناء شعبنا ، داعين العقلاء أخذ زمام المبادرة ومحاولة زرع ثقافة التسامح بين الناس ، كما أنني أدعوا الجهات المختصة من وزارة الأوقاف والداخلية للقيام ببرنامج توعية شامل يتضمن كُل السلبيات التي أصبحت تُشكل خطر على مستقبل شعبنا من انتشار ثقافة العُنف والمخدرات وحمل السلاح الأبيض في الشوارع والأماكن العامة .
&&&&&&&&&&
إعلامي وكاتب صحفي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت