خاص: بل مزقت مصر الكوفية

بقلم: فايز أبو شمالة


رن هاتفي وقت الظهيرة، إنه رقم خاص، يثير الريبة، ولاسيما أن الصوت يتحدث بلغة الواثق من نفسه، وهو يسألني: هل أنت فلان؟. أجبت: نعم، أنا هو!
سألني: هل أنت الذي كتب على الصفحة الخامسة في صحيفة فلسطين التي تصدر في قطاع غزة مقال "هل مزقت مصر الكوفية الفلسطينية؟". أجبت: نعم، أنا هو!
واصل حديثه بلغة المعاتب واللائم: وكيف تنشر كلاماً كهذا؟ كيف تنكر أن الشعب المصري يكره الفلسطينيين؟ لقد مزق المصريون الكوفية الفلسطينية علانية، إلى متى سنظل نجامل المصريين؟ إلى متى سنظل ننافق، ولا نقول الحقيقة عن المصريين الذين مزقوا الكوفية، وداسوا عليها بأقدامهم؟! لقد شاهدتهم بأم عيني على شاشة التلفاز! فلماذا لا تكتب: أن غالبية الشعب المصري يتهم الفلسطينيين في قطاع غزة بالجريمة؟ لماذا لا تقول ذلك؟!
تعجب لهذا التحريض على مصر، وسألته: من أنت؟ فأنا لا أجيب على أصحاب الهواتف الخاصة قبل أن يعرفوا أنفسهم، ولن أرد عليك طالما لم تعرفني بنفسك، فمن أنت؟
قال بلهجة المتشدد: ليس مهماً من أنا، المهم الموضوع الذي نتحدث عنه، المهم كرامة الشعب الفلسطيني، المهم أن تعاود الكتابة بنفس الموضوع، وتقول للناس الحقيقة، كي يعرفوا حقد المصريين على الفلسطينيين، وكي يكون هناك رأي عام ضد تصرفهم بحق القضية الفلسطينية، عليك أن ترضي القراء، وأن تقول في مقالك: بل مزقت مصر الكوفية!.
قلت له: بل المهم عندي أن أعرف من أنت؟ هذا أهم لدي من كل المواضيع، فلو عرفت من أنت؟ لعرفت غرضك، والدافع وراء هذا التطرف في كراهية المصريين، وسيكون عندي الرد المناسب، من أنت؟ صرخت عليه، وأضفت بحده: لن أتحدث مع مجهول!
رد غاضباً: هكذا أنتم دائماً، صار لديكم الحس الأمني عالياً، صرتم حذرين، لا تريد التحدث مع رقم مجهول، يلعن .... نطقها بلكنة غير عربية، وأغلق الهاتف!
هل عرفتم من هو؟ هل تشكون مثلي بهذا الذي يحرض على الفتنة بين المصريين والفلسطينيين، هل تأكد لكم مثلي أن هذا المجهول يرتبط بعلاقة قوية بذاك المعلوم الذي ذبح الجنود المصريين في رفح، وألقى بالسكين على تخوم قطاع غزة، كي يثير الأحقاد بين العباد؟ هل عرفتم الجهة التي يغضبها تلاحم مصير قطاع غزة مع كرامة مصر الثورة، ويقهرها أن يرتفع رأس مصر العربية عالياً في سماء فلسطين المحررة؟
أطمئنكم على وجدان الشعب المصري، فقد أيقن بحسه الوطني أن المخابرات الإسرائيلية هي التي نفذت الجريمة البشعة بحق الجنود المصريين، وأيقن الشعب المصري أن المخابرات الإسرائيلية تستنهض إعلامييها لاستغلال الجريمة، وإحداث الوقيعة بين العربي وأخيه العربي، وبين المسلم وأخيه المسيحي، وبين المصري وأخيه الفلسطيني!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت