"وطن على وتر.. هي هيك "من النقد السياسي إلى القضايا الاجتماعية

غزة - وكالة قدس نت للأنباء
عاد من جديد هذا العام فريق الكوميديا الفلسطيني "وطن على وتر" ولكن في عمل حمل مسمى "هي هيك "، ويتضح بعد بث أكثر من 20 حلقة من هذا العمل عبر قناة "الفلسطينية" الفضائية خلال شهر رمضان المبارك، بأن القائمون عليه وسعوا دائرة طرحهم للمشاكل والقضايا التي يعاني منها الفلسطينيين، وانتقلوا خطوة إلى الأمام بتناولهم المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني بعيداً عن انتقادهم للمسئولين السياسيين .

ويقول المخرج والممثل الرئيسي في العمل الكوميدي عماد فراجين إنه وُفق هو وزملائه خلال العام الحالي في إنتاج حلقات برنامج "وطن على وتر...هي هيك ", وأنه بعد مرور ثلاث سنوات من إنتاج هذا العمل إكتسب هو والعاملين معه الكثير من الخبرة التي جعلتهم يتجنبون الهفوات والغلطات التي كانت تحدث، وأن كثير من الملاحظات أخذوها بعين الاعتبار، وهو راضي تماماً عن الصورة التي خرج بها البرنامج هذا العام .

ويتابع قائلاً إن :أكبر دليل على نجاح برنامج "وطن على وتر...هي هيك" نسبة المشاهدين للبرنامج الذين بلغوا 600 ألف مشاهد على صفحة البرنامج الخاصة على الشبكة الاجتماعية "الفيس بوك" ، ناهيك عن حجم المشاهدين الذين يتابعونه على قناة "الفلسطينية" .

ويضيف فراجين في حديث لمراسل وكالة قدس نت للأنباء، طارق الزعنون، بانه "رغم تعود المشاهدين أن يروا البرنامج على تلفزيون فلسطين إلا أن بث البرنامج في هذا العام على قناة الفلسطينية الجديدة على تردد (NILESAT 12467H) لم يضعف البرنامج بل زاد حجم المتابعين له قائلاً " كفنان لا يمكن أن أتقيد بالظهور على شاشة معينة وكل القنوات مفتوحة أمامنا ويمكن أن نظهر على أي فضائية ".

ويوضح فراجين بانه هو وطاقم الممثلين معه مازالوا يعملون في نفس الإتجاه بتناول القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني مثل الغلاء المعيشي وقضية الكهرباء والمياه وقتل النساء وغيرها الكثير من القضايا التي يشعر بها كأي مواطن فلسطيني.

ويكمل حديثه قائلاً "على مدار ثلاث سنوات مضت، انتقد البرنامج المسئولين بالاسم والمواقف السياسية السائدة في الوضع الفلسطيني بكل مكونات الطيف السياسي الفلسطيني ، ولكن للأسف بقي الوضع السياسي كما هو ولم يتغير شيء ولذلك حتى لا نقدم أنفسنا مرة أخرى بنفس الطريقة إتجهنا خطوة إلى الأمام وتناولنا في العام الحالي القضايا الاجتماعية للشعب الفلسطيني" .

ويوضح بان "البرنامج ليس متعلق باسم معين ولكن مرتبط في المواضيع التي يحملها ويطرحها أمام المشاهدين، ورغم تغيير اسم البرنامج من "وطن على وتر" إلى "هي هيك " إلا أنه اسم وطن على وتر مازال محفوظ في أذهان المشاهدين ، ولذلك هم مصرين على ربط المسلسل أو البرنامج الجديد بوطن على وتر، ومن هذه النقطة كان هناك أشياء مختلفة كثيرة في هذا العام، مثل حلقة قتل النساء التي كانت حلقة جادة جداً أكثر من أنها حلقة كوميديا ".

وكشف الفنان فراجين عن أنه في طور الإعداد المبدئي لمسلسل كوميدي جديد يختلف عن "وطن على وتر" سيبث في الأشهر العادية خلال السنة وليس في شهر رمضان المبارك، وأن المسلسل سيحمل أفكار جديدة جداً مشابهة للمسلسل الكوميدي المصري "راجل وست ستات " أو المسلسل السوري "عائلة ست نجوم".

وفي رده على سؤال، هل من الممكن إشراك فنانين جدد وتوسيع الكادر الفني في العمل القادم ، وخاصة أن " وطن على وتر ..وهي هيك" يقتصر على ثلاثة ممثلين (عماد فراجين ومنال صالح وخالد المصو) قال فراجين إن "فكرة البرنامج ومدته التي لا تتجاوز 10 دقائق وستايل وطريقة عمل البرنامج لا يتحمل أكثر من ذلك من الممثلين، وهذا لا يعني ذلك احتكار العمل الفني"، معرباً عن محبته في العمل مع أكبر عدد من الفنانين سواء في غزة أو الضفة الغربية .

ويوضح بان عملية التمثيل الكوميدي الساخرة ليست عملية سهلة بل صعبة جداً، وتحتاج إلى ممثلين يوجد عندهم خبرة في مثل هذه الأنواع من الأعمال التلفزيونية، لافتاً إلى أنه على رغم من ذلك يوجد مواهب فلسطينية وادعوهم إلى أن يبحثوا وراء اكتساب ثقة الشارع الفلسطيني .

وعن الصعوبات التي واجهته في العمل خلال العام الحالي أجاب الفنان فراجين بان " أبرزها الصعوبات المادية وقلة الأموال المتوفرة التي لا تقارن بالأموال التي تنفق في الوطن العربي لدعم البرامج والمسلسلات والأكثر من ذلك ضيق الوقت، وأضاف"هناك فضائيات ما بتصحى إلا قبل رمضان بشهر واحد وتطلب منا تصوير 30 حلقة وهذا يشكل عبء كبير ويتطلب مجهود مضاعف، موضحاً بانه سيحاول تلاشي هذا الخطأ خلال العام القادم ".

ويتابع حديثه عن التقنيات المستخدمة من التصوير والمونتاج وغيرها من الإمكانيات الأخرى قائلاً " هي أفضل من السنوات الماضية" لافتاً إلى أن هناك تطور في هذا الجانب بالأعمال الفنية الفلسطينية بشكل عام.

وقد شكل العمل الكوميدي "وطن على وتر" ردود أفعال كبيرة من قبل كثير من المسئولين واختلاف في أراء المواطنين بين مؤيد ومعارض له في السنوات الثلاث الماضية، ووجه لفريق العمل القائم به تهم بتحقير مقامات المسؤلين والإساءة لهم، وبناء على ذلك رصدت وكالة قدس نت للأنباء ردود فعل المواطنين في هذا العام.

الشاب أدهم اليازجي يقول إن حلقات "هي هيك من وطن على وتر" لهذا العام ما تزال تنتقد المواقف بجراءة ودون تحفظ، مبدياً إعجابه الكبير في فكرة البرنامج والقائمين عليه .

ويوضح بان "الحلقات التي طرحت خلال شهر رمضان المبارك بهذا العام حملت قضايا مهمة وكبيرة جداً مثل غلاء المعيشة وقضية أزمة المياه والإنتخابات الفلسطينية وقتل النساء علي خلفية الشرف، وإنها كلها مشاكل حقيقية يعاني منها الشعب الفلسطيني وليست مخترعة من قبل ممثلين البرنامج بل تحاكي الواقع الموجود تماماً" .

الشاب محمد عماد يرى بان العمل الكوميدي ما زال ينقصه الكثير من المعايير والأشياء لكي يصبح مميز ويقول " يحتاج الممثلين إلى إكتساب الخبرة لتوصيل رسالتهم دون تجريح بأسلوب راقي، وهنا يأتي مهمة الممثل في أداء عمله، معتبراً بان كثير من الهفوات وقع فيها الممثلون في البرنامج خلال الأعوام الماضية والعام الحالي وخاصة على مستوى الأسلوب في مواضيع كل حلقة. "

ويضيف أن "أغلب القضايا التي يطرحها الممثلين داخل البرنامج تعبر عن وجهة نظرهم الشخصية ولا تعبر عن وجهة نظر كثير من الناس الذين يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة".

الطالبة الجامعية أمال عبيد رأت أن إعادة بث " وطن على وتر" لهذا العام هو إنتصار لحرية الرأي والتعبير في المجتمع الفلسطيني وهو تكريس لمبدأ الحرية وقالت " لا يمكن أن نبني وطن حر بالوقت الذي نمنع فيه المواطن من التعبيرعن رأيه بشكل سلمي بالقضايا التي تهمه ".

ومن المعروف أن النائب العام الفلسطيني أحمد المغني كان قد أمر بوقف "وطن ع وتر" الذي كان يبث على تلفزيون فلسطين الرسمي في شهر رمضان خلال العام الماضي، وذلك بسبب ما وصفه بـ "تكرار إساءاته وأخطائه وهفواته وركاكة مضمونه ولتحقيره للمقامات وإساءة في النص والتعبير" .

و"وطن على وتر" هو برنامج فلسطيني كوميدي ساخر قصير تتراوح مدته عشر دقائق وظهر في السنة الأولى من إعداده عبر تلفزيون فلسطين الرسمي بعد حالة الانقسام(الفلسطيني – الفلسطيني) وتميز بإنتقاده الحاد للمسئولين السياسيين الفلسطينيين.