في المرة الأولى بكل قوة وارتفاع الأصوات هتفوا مرددين " Welcome to Palestine " هذا ما وصلني من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وقتها في إبريل 2012، هذا ما حدث في التاريخ المنقضي عندما اعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلية حالة الطوارئ القصوى في جميع مطارات دولة الاحتلال الإسرائيلية وقتها، وعند وصول أنباء عن وجود كم هائل من المتضامنين لأجل القضية الفلسطينية ونصرتها ورفض سياسة الاحتلال وأعمال العنف والقتل التي تمارس ضد المدنيين في قطاع غزة، ليعطي إيهود باراك أوامره للشرطة باستخدام العنف أيضاً ومنعهم من مناصرة الأطفال والمدنيين الفلسطينيين .
الاحتلال الإسرائيلي : قابلوهم بالسب والشتائم وتشابك الأيادي ومن بعدها الاعتقال هنا وهناك .. !
هذا ما حدث معهم وقتها عند وصولهم إلى الأراضي المحتلة ليتم منع التغطية الإعلامية وهذه المهازل والجرائم التي ترتكب في حق كل من يناصر عدالة القضية الفلسطينية، فقد تعرض عدد من المتضامنين للاعتداء والضرب المبرح الذي أدى لدخول عدد منهم المستشفيات ووصفت حالة أحدهم بالحرجة جداً .
وقفوا تضامناً لفلسطين ووجدوا صمتاً من الفلسطينيين، قابلناهم بالصمت .. بعدم المبالاة .. !!
صدقاً وقتها انزعجت جداً عندما لم يتحدث أحداً عن أخبارهم وعن هذا العمل العظيم الذي قام به عدد من المتضامنين الأجانب وكان الجزاء الأكبر، أننا قابلنا أعمالهم بالصمت والجمود والسبات العميق، فأين كان وقتها دور وسائل الإعلام وأين أصحاب الأقلام الحرة والنزيهة وأين القوى الضاغطة ومؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية وحكومتي غزة والضفة أو حتى أعضاء الكنيست العرب، وأين أنت سيدي رئيس دولة فلسطين من ذلك الأمر يومها ..!!
هل نفعلها ثانياً بحقهم، ليجدوا صمتاً مقحفاً بحقهم ..!!
وصلتني معلومات جديدة اليوم أن حملة " أهلاً بكم في فلسطين " سوف يكون لها فعالية بهبوط مئات المتضامنون مع الفلسطينيون الذين يصلون لمطارات الاحتلال الإسرائيلي نهاية شهر أغسطس الحالي، للمرة الثانية في خطوة مماثلة للمرة الأولى، ولكن ما هي مراسم الاستعدادات الفلسطينية لاستقبالهم، أم أن المرة الأولى سوف تتكرر بالصمت حيالهم ليجدوا سوء المعاملة من دولة الاحتلال الإسرائيلي وتجاهل كامل من المُتضامنين لأجلهم في الأراضي الفلسطينية .
كتب : محمد وحيد عوض
مُدرِب إعلامي مُعتمد دولياَ
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت