غزة – وكالة قدس نت للأنباء
تجمع عشرات من الشبان والشابات العاطلين عن العمل أمام وزارة العمل والدوائر التابع لها في قطاع غزة بمناسبة يوم الشباب العالمي, مطلقين صفارات الإنذار على غير عادتها لإرسال رسالة إلى الجهات الحكومية بأن ناقوس خطر البطالة في قطاع غزة تعدى كل الخطوط الحمراء , وضرب أرقامه القياسية وهو في نمو مستمر إن لم يسارع المسئولين لعمل شيء يحد من تصاعده .
وقد أطلق المتجمعون من أمام وزارة العمل في مدينة غزة، اليوم الأحد, صفارات الإنذار لمدة خمسة عشر دقيقة تحت أشعت الشمس الحارقة, فيما رفعت اللافتات التي كتب عليها " نصحونا وقالو الشهادة سلا حكوا ...ومن يوم ما أخذنا الشهادة واحنا للوظائف بنلا حقوا " , " يا وزارة ارحمينا.. ومن الواقع انجدينا ..وبالوظيفة حررينا " .
وقد انُشأت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك تحت عنوان "صفارات إنذار الخريجين والعاطلين عن العمل"، وهي كانت الخطوة الأولي لدعوة جميع الخريجين والعاطلين عن العمل اليوم للتوجه إلى مكاتب المحافظات مصطحبين معهم صفارات وذلك للتصفير لدفع المسئولين بضرورة توفير الملاجئ من " المصانع والمشروعات والشركات " التي وحدها من ستحمي الخرجين وستوفر لهم فرص عمل في ظل غلاء معيشي لا يطاق.
ويقول منشئ هذه الصفحة الشاب ماهر سلوت الذي احتشد اليوم مع زملائه من الخرجين الجامعين العاطلين عن العمل ان هذه الفكرة بدأت في تاريخ 8/8/2012م بإنشاء صفحة الفيس بوك , وان اليوم كانت اول خطوه عملية في اتجاه الضغط على المسئولين بضرورة الالتفات إليهم وان سياسة التهميش لا يمكن السكوت عنها .
وتساءل ما هي خطط الحكومة لتشغيلهم ؟ وكم من هذه الأرقام حصل على وظيفة دائمة ومؤقتة حتى الآن ؟ وهل هناك خطط من الاساس لتشغيلهم ؟ مطالباً إياهم بضرورة المسارعة في الإجابة عن هذه الأسئلة التي تدور في ذهن كل خرج عاطل عن العمل في القطاع.
ويوضح السلوت في حديث لمراسل وكالة قدس نت للأنباء ، طارق الزعنون، أنه خريج يحمل شهادة البكالوريوس محاسبة منذ 2010م بمعدل 80%, وحاصل على 10 دورات خبرة وعاطل عن العمل ولم يحصل على أي فرصة عمل حتى منذ أن تخرج من جامعته .
وقد قام وفد من الشباب والشابات بنيابة عن الخرجين العاطلين عن العمل في القطاع بتسليم رساله احتجاجية لوزير العمل في حكومة غزة أحمد حرب الكرد , طالبوه فيها بضرورة توفير لهم فرص عمل وسلم له ملف احتوى علي عدة شهادات جامعة تم كتابة رسالة على ظهره كل واحد منها تفاصيل كل خريج والوضع الذي يمر فيه وكم مضي من السنوات على تخرجه دون حصوله على وظيفه ومطالبته بضرورة توفير له فرصة عمل .
وأشار السلوت أن الخريجين العاطلين عن العمل في الضفة الغربية وقطاع غزة وصل إلى 222 ألف عاطل عن العمل , فيما بلغ 124 ألف عاطل عن العمل وفي قطاع غزة حوالي 98 ألف خلال العام 2011 , مضيفاً أن الجامعات تخرج كل عام ما يقارب 30 ألف خريج حامل لشهادة علمية معرباً عن تخوفه الشديد من هذا الوضع الخطير جداً .
فيما يقول الخريج محمود البارود الحامل لشهادة الهندسة المدنية , أنه وسبق وأجتمع هو والخرجين من كلية العلوم التطبيقية في غزة بالوزير العمل احمد الكرد في عام 2008م , وتم وعُدهم بتوفير لهم فرص عمل تحت بند البطالة ولكن للأسف بعد مرور أربع سنوات لم يروا شيء من ذلك .
من جهته يضيف الخريج محمد الدشنى انه رغم حصوله على خمسة سنوات خبرة بالإضافة الى 30 ساعة تدريبة بمجال تخصصه إلا انه لم يحصل علي فرصة عمل إلا لمدة شهرين فقط داعياً كل الجهات الرسمية بضرورة الابتعاد عن المحسوبية وتوظيف الأقارب
واستنكر من انتشار بما بات يعرف في المحسوبية " الواسطة " بشكل كبير قائلاً " يلى ابوه وزير ولا قريبه مدير بلاقي وظيفه لكن يلى متل حالنا مكانه هان يقف تحت الشمس يعتصم وما حد يسمعه "
هذا وتوعد الشبان والشابات المحتشدين بخطوات تصعيده إن بقت سياسة التهميش قائمة ولم يشعروا بتحسن واضح في عمل الجهات المختصة في هذا المجال معبرين عن أمالهم بأن يتغير حالهم إلى الأفضل وأن تتوفر لهم الملاجئ الخاصة بهم من مصانع ومشاريع تستوعبهم وتحد من حالة البطالة التي يعانون منها .
من ناحيته يقول وزير العمل في حكومة غزة أحمد الكرد إن لدى الحكومة بغزة توجه لدراسة رفع نسبة الاستقطاع من الموظفين لتصل إلى 10 % لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المستفيدين من برنامج التشغيل المؤقت و أن إجمالي المستفيدين من بند التشغيل المؤقت وصل إلى 40 % من الخريجين.
ويضيف الكرد خلال لقائه مجموعه من الخريجين بوزارة العمل أن قضية الخريجين هي من أولويات القضايا التي تهتم بها الوزارة ، ووعد ببذل أقصى الجهود لتشغيل أكبر عدد منهم .
ولفت إلى أنه سيسعي من خلال التواصل مع دائرة ديوان الموظفين بغزة من اتخاذ الإجراءات التي تساهم في توظيف الخرجين على مبدأ الكفاءة ودون التحيز ودون محسوبية وإتاحة فرص التنافس للجميع بتساوي مشيداً بعمل ديوان الموظفين بذلك .
ونوه إلى أن الاحتلال هو المسئول عن ما ألت إليه الأوضاع في قطاع غزة , من خلال الحصار المفروض على قطاع غزة وتدمير الكثير من المشاريع التي كانت توفر الكثير من فرص العمل .