هل ستضرب إسرائيل إيران؟

بقلم: رائد موسى


كثر الجدل حول قضية مدى جدية إسرائيل في التهديد بضرب إيران، وهل إسرائيل قادرة على ضرب إيران منفردة، وقادرة على استيعاب الرد الإيراني، إن كان هنالك رد، ولتقدير ذلك يجب أن ندرك بان إسرائيل قادرة على التعبئة والتحول إلى وضع الحرب عسكريا ومدنيا بأقل من 24 ساعة وهي الأسرع في ذلك بالعالم، فلذلك هي قادرة على تنفيذ ضربة سريعة مفاجئة، وانتظار الرد، ولتكون الضربة محدودة لا تجر حرب مفتوحة ستنفذ إسرائيل الضربة منفردة وسريعة ومركزة على أهداف محددة، كي لا تعطي مجال لإيران بتهديد المصالح الأمريكية في الخليج العربي.

فدول الخليج قد أعلنت رفضها المطلق لاستخدام أجوائها بضرب إيران وان تمت الضربة الإسرائيلية ستدينها وستنادي إلى حل الأزمة بالطرق السلمية، وستنئى بنفسها عن أي مواجهة مع إيران وبذلك ستحرم إيران من الرد الأبرز الذي تهدد به وهو إغلاق مضيق هرمز بإلقاء ألغام بحرية فيه، والولايات المتحدة كذلك ستدعو الطرفين إلى ضبط النفس وستسعى إلى وقف إطلاق النار وستنئى بنفسها عن أي احتكاك بإيران لتحرمها من أي رد ضد مصالحها في الخليج وأيضا سيكون من مصلحة إيران عدم تصعيد الوضع عسكريا لأنه في جميع الأحوال لا عسكريا ولا اقتصاديا تحتمل إيران تصعيد الحرب ومع أكثر من طرف ولكن سيبقى لإيران أن ترد اعتبارها، فلن تجد سبيل لذلك إلا بإطلاق عدد من صواريخ ارض ارض باتجاه إسرائيل، أما إسرائيل فستكون جاهزة لاستقبال تلك الصواريخ، فطول مسافة تحليقها سيعطي إسرائيل فرص جيدة لتتبعها ومحاولة اعتراضها، و في أحسن الأحوال ستعترض نصفها أو اقل بقليل أما الصواريخ التي ستسقط على إسرائيل فلم تكون آثارها كارثية لدرجة تجعلها تقبل بإيران نووية لتفادي ذلك، فهاهي غزة بالعدوان الإسرائيلي 2008-2009 تعرضت لأطنان من القنابل والصواريخ وعلى مدى 22 يوما وأهلها دون ملاجئ ولا أي وسائل حماية، ومع ذلك انتهت الحرب واستمرت الحياة و لم تفنى غزة على الرغم من كل ما خلفه العدوان من مآسي، فما بالنا بقدرة إسرائيل بكل ملاجئها ووسائل دفاعاتها على استيعاب ضربة ستكون اقل بكثير من حجم العدوان على غزة.

أما بخصوص قرار ضرب إيران ومدى حاجة إسرائيل له فهو متعلق بحقيقة المشروع النووي الإيراني، هل هو فعلا ممكن أن يحولها إلى قوة عسكرية نووية أما هو فقط مشروع سلمي كما تدعي إيران وكما أكدت جميع لجان المراقبة الدولية على ذلك، فإذا كانت إسرائيل تدرك ان مشروع إيران النووي مجرد مشروع سلمي فكل تهديداتها مجرد عمليات ابتزاز سياسي لتحقيق مصالح عسكرية وللتهرب من استحقاقات سياسية تجاه عملية التسوية، وأما إن كانت لدى إسرائيل قناعة بان إيران ستصبح قوة عسكرية نووية، فذلك لن تسمح به وستنفذ ضربتها للمشروع النووي منفردة كما أسلفنا، والسبب هو ليس الخوف من كون إيران نووية، فإيران حتى لو امتلك القدرة العسكرية النووية لن تهدد إسرائيل بقدر ما تهدد العرب، ولكن الخطر عند إسرائيل هو أن تُدخل إيران المنطقة في سباق نووي، فلا تركيا ولا السعودية ولا مصر وغيرها من الدول العربية تقبل أن تبقى غير نووية مع امتلاك إيران للسلاح النووي، خلافا لقبولهم بإسرائيل نووية بالمنطقة رضوخا للرغبة الأمريكية بذلك .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت