القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
كشف تحقيق صحافي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس، أن مئات العائلات الإسرائيلية العلمانية (داخل حدود عام 1967) انتقلت أخيراً للسكن في مستوطنات الأراضي الفلسطينية المحتلة "لأسباب اقتصادية وليست أيديولوجيةط، مثل توافر شقق سكنية بأسعار أقل بكثير من أسعارها داخل إسرائيل، وحصول سكان المستوطنات على تخفيض ضريبي كبير وعلى مساعدات حكومية سخية في مجال الرفاه الاجتماعي، وذلك في إطار سياسة الحكومة تشجيع الإسرائيليين على السكن في المستوطنات.
ونقل التحقيق عن الذين انتقلوا أخيراً إلى مستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خصوصاً تلك المحاذية للبلدات الإسرائيلية (غرب الضفة الغربية) أو في القدس المحتلة، تأكيدهم أن لا علاقة بينهم وبين اليمين أو معركته على "أرض إسرائيل الكاملة"، مضيفين أن "جلّ همنا هو التخلص من عبء أجرة الشقق المبالغ فيها داخل إسرائيل".
ويرى رئيس مستوطنة "أريئل" رون نحمان، أن مستوطنته غدت "عاصمة للعقارات" بالنسبة إلى سكان وسط تل أبيب غير القادرين على اقتناء شقق فيها ويبحثون عن شقق يمكنهم دفع ثمنها.
وأشار التحقيق إلى أن الحكومة الإسرائيلية وفرت في الفترة الأخيرة مساحات جديدة في المستوطنات لبناء مئات الشقق السكنية فيها، "ما شجع الإسرائيليين على الانتقال للسكن فيها". وأضاف أن معطيات دائرة الإحصاء المركزية تشير هي أيضاً إلى "تغيير دراماتيكي في الاستثمار في مستوطنات الضفة"، وأنه بين الأعوام 2003 و2011 وظّفت الحكومات الإسرائيلية في المستوطنات أكثر من 2.5 مليون دولار في المستوطنات خارج "الخط الأخضر"، وأكثر من 250 مليون دولار العام الماضي.
وتقول إحدى المنتقلات للسكن في مستوطنة في الضفة: "نحن قريبون من اليسار بآرائنا، لكننا عندما نفكر بأولادنا، فلا يسار ولا يمين يرشدنا في اختيار موقع السكن، إنما مستقبل أولادنا، إنهم يعيشون اليوم برفاهية أكبر". وتضيف أخرى: "نُعتبر مستوطنين رغماً عن أنفنا... لسنا مستوطنين بالمعنى العام للكلمة. الجميع هنا يعرف أننا لسنا يمينيين، لكننا سعداء بمستوى المعيشة هنا وجودة الحياة والإمكانات المتاحة لتربية أبنائنا". وتتابع أنه "طالما بقيت كلفة السكن في الوسط عالية، فإن السكن هنا هو الخيار الأفضل".