بيت لاهيا – وكالة قدس نت للأنباء
تمضي السيدة الفلسطينية أم أمجد أبو حجاج معظم وقتها في التنقل بين المستشفيات لعلاج ابنائها،الذين حمل كلاً منهم قصة ألم ومعاناة، جعلتها تحاول أن تخفي دموعها التي رسمت ملامح وجعها، أثناء حديثها لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر.
أم أمجد فقدت اثنين من ابنائها هم إيهاب خمس سنوات، وبلال (15 عاماً) جراء حريق وقع قبل عامين في منزلهم الواقع بمنطقة مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، نتيجة اشتعال مولد كهرباء، فيما تعرض نجلها الأكبر أمجد لحروق من كافة أنحاء جسده من الدرجة الثالثة، بينما والده تعرض لحروق في يده وقدميه.
وتقول أم أمجد " أغلب وقتي في مستشفى كمال عدوان أعالج أمجد، واخوانه واخواته فأنا لدي أربعة ابناء يعانون من التخلف العقلي، إضافة لأمراض أخرى"، مبينة بأن الأمر إذا تعلق بنقل واحد منهم إلى مستشفى بعيدة ويتطلب سيارة لا أتمكن من نقله لعدم قدرتي على توفير أجرة المواصلات.
أحمل صينية...
وتوضح بأن الحروق في جسد أمجد تجعله دائما يشعر بأن جسده يأكله نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، لا سيما وأنهم يعيشون في منزل صغير يفتقر لمقومات الحياة الإنسانية، وتقول " دائما أحمل صينية وأقوم بالتهوية عليه حتى لا يضطر إلى الحك بوجهه مما يعنى حدوث نزيف دم".
وتبين أن الأطباء أخبروها بأنه يمكن أن يعافى(أمجد) من الحروق في حالة واحدة؛ بأن يسافر خارج قطاع غزة ويجري عدد من العمليات الجراحية المتقدمة، ولكن بسبب عدم وجود قدرات مالية لديها لا تتمكن(أم أمجد) من علاجه، مناشدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بالتدخل الفوري لإنقاد أمجد وبقية عائلتها .
أصحاب الديون يهددوها ...
وتلف أم أمجد بأن ابنها أمجد يحتاج يومياً إلى ما يقارب عشرة علب لبن حيث أخبرها الأطباء أن اللبن يحتوي على مادة تخفف درجة الحرارة في جسم الإنسان، لكنها تؤكد عدم قدرتها على شراء هذه الكمية اليومية من اللبن الأمر الذي يجعلها عاجزة أمام ابنها الذي لا يأكل إلا أنواع معينة من الطعام حسب الأطباء.
وتقول" سافرت في بداية الحادث إلى عمان أجريت عدد من العمليات لأمجد ولكن بسبب قلقة المال رجعت إلى غزة ولم أتمكن من إجراء كافة العمليات"، مبينةً أنها باعت في تلك الأوقات كل ما تملك من مقدرات المنزل لإنقاذ ابنها، وتكبلت بالديون، مشيرة إلى أن أصحاب الديون يهددوها بتبليغ الشرطة إذا لم تسدد قائلةً" هو أنا قادرة أسد ديون وأطعمي أولادي وأعالجهم".
أزمة قلبية ...
تعيش عائلة أبو حجاج على المساعدات التي تتلقاها من الشؤون الاجتماعية كل ثلاثة شهور، إضافة إلى ما يقدمه أهل الخير من مساعدات لهم، في حين تبين أم أمجد بأن زوجها غير قادر على العمل نتيجة معاناته من أزمة قلبية إضافة إلى الضغط والسكر، ويحتاج إلى رعاية صحية دائمة لا يستعطون توفيرها له.
وتشير إلى أن أمجد منذ تعرضه لحادثة الحريق أصبح منعزلا ويرفض الذهاب إلى المدرسة جراء نظرات زملائه له، وتؤكد والدته بأنه كان متفوق في دراسته ويتمتع بقدرات عقلية قوية إضافة إلى ذكائه الشديد إلا أنها في هذه الأوقات تعبر عن قلقها عليه لأنه أصبح يعاني مشكلة نفسية.
فشل كلوي ...
وتوضح أم أمجد بأن ابنها معاذ يعاني من فشل كلوي وأن واحدة من الكليتين متوقفة عن العمل والثانية تعمل، قائلة" عندما تدهورت حالة معاذ دبرنا حالنا وربنا وحده يعلم كيف جبنا المصاري وسافرنا في إلى مصر وفي مستشفى ناصر أخبرونا أن واحدة من الكليتين توقفت عن العمل" مبينة بأنه فور عودته إلى غزة أصبح يحتاج لرعاية صحية خاصة.
وتشير إلى أن معاذ لا يقوم بغسيل الكلي، ولكنه بحاجة إلى أنواع معينة من الطعام والأدوية بشكل دوري وهو الأمر الذي زاد معاناتهم، موضحةً بأن صحة معاذ ضعيفة ولا يمتلك مناعة في جسده، متخوفة من أن يتعرض لأي مضاعفات نتيجة عدم قدرتهم على توفير نظام صحي يعيش فيه، لا سيما وأنهم يمضون معظم أوقاتهم في الجلوس أمام باب المنزل لعدم وجود منافس للهواء داخل المنزل.
ياسمين وفاتن ...
وتبين أن ابنها علاء الذي يعاني من التخلف العقلي يحتاج أيضاً لرعاية خاصة وأنه يعاني من مشكلة صحية في العمود الفقري الأمر الذي يجعله دائما يشعر بألم إضافة إلى معاناته من ألم الجيوب الأنفية، في حين تتشابه معاناة الاختين ياسمين وفاتن في ناحية التخلف العقلي.
وتقول أم أمجد إن "فاتن تعاني من ورم الغدة التي تجعل جسدها متنفخ، ولا تتمكن من الحركة بسهولة، إضافة إلى أن الأطباء اكتشفوا اليوم أن لديها مرض الضغط المزمن"، مشيرة إلى أنها فور سماع الخبر كاد أن يغمي عليها بسبب كثرة المعاناة إلا أنها (أم أمجد) أكدت حمدها لله (عز وجل) على كل الأمور.
وتدعو أم أمجد مجدداً الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيسي الوزراء حكومتي رام الله وغزة، وكافة الجهات الرسمية والغير رسمية والمؤسسات المختصة وأهل الخير بضرورة تقديم المساعدات لأفراد عائلتها وخاصة العلاجات اللازمة، لا سيما وأنها تعاني فقر شديد ولا يوجد لديهم أي مصدر رزق ثابت.