القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
اختلطت مشاعر الإيمان بالدعاء من القلب لله سبحانه وتعالي بان يتحرر بيت المقدس من الاحتلال وأن يتحرر الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية في إحياء (ليلة القدر) في رحاب المسجد الأقصى المبارك بمشاركة قرابة نصف مليون مسلم من سكان الضفة الغربية وأهالي القدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، والعرب الوافدين من الأردن ومملكة البحرين.
وامتلأت مصليات المسجد الأقصى المبارك وساحاته منذ ساعات ظهر الثلاثاء(14-8) وما بعد صلاة المغرب لإحياء ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك ( ليلة القدر) في المسجد الأقصى المبارك، وسط انتشار أعداد كبيرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي على أبواب المسجد الأقصى، ومداخل البلدة القديمة عدى عن انتشار الحواجز العسكرية على مداخل مدينة القدس.
واختتم أئمة المسجد الأقصى تلاوة القرآن الكريم برفع الأيدي والدعاء إلى الله عز وجل، بتحرير المسجد الأقصى و الفلسطينيين من الاحتلال الإسرائيلي، فيما كانت قد قدمت المؤسسات والجمعيات الفاعلة في المسجد الأقصى آلاف وجبات الإفطار للصائمين الوافدين إلى القدس .
هذا وانشغل المصلون بعد انتهاء الصلاة بتلاوة القرآن وبالاستماع إلى الدروس الدينية لعدد من العلماء والدعاء، فيما فضلت الغالبية العظمى من المصلين اعتكاف هذه الليلة بالمسجد الأقصى للتعبد والدعاء فيها.
من جهة أخرى رصدت مراسلة وكالة قدس نت للأنباء في القدس المحتلة، زيارة الوفد البحريني الثاني لمدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك لإحياء ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان في رحاب الأقصى، وكان في استقبال الوفد وزير القدس عدنان الحسيني، ومفتي القدس وخطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين.
ويقول رئيس وفد البحرين الشيخ علي مطر في تصريح خاص لمراسلتنا " لقد شرفنا الله عز وجل وأكرمنا والوفد المرافق بهذه الكرامة العظيمة في هذه الليلة ليلة الخيرات وليلة البركات والنفحات والأجور العظيمة أن وفقنا في الصلاة في المسجد الأقصى المبارك وفي ليلة مباركة".
ويضيف"ونحن بمجيئنا للمسجد الأقصى المبارك لبينا أمر النبي علية الصلاة والسلام بشد الرحال إلى المسجد الأقصى، علماً بان جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يشدون الرحال في كل وقتٍ وزمان وخاصةً في العشرة الأواخر من شهر رمضان المبارك الرحال إلى مكة المكرمة والمدينة النبوية شرفها الله، ولكن هناك عزوف عن شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، فتعمدنا بان تكون هذه الرحلة وهي الرحلة الثانية لفلسطين والمسجد الأقصى المبارك بان تكون في العشرة الأواخر من الشهر الفضيل لإحياء هذا الأمر الشرعي الذي أمر الرسول (صلي الله عليه وسلم) أن نأتي للمسجد الأقصى وان نصلى فيه".
ويتابع الشيخ مطر قائلا" عندما نشاهد الجموع الغفيرة من المسلمين من أبناء الضفة الغربية وأهل القدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 والزحف للمسجد الأقصى المبارك فهي لدلالة على تحرير المسجد الأقصى المبارك من الاحتلال الإسرائيلي".
بدوره يقول سفير فلسطين في مملكة البحرين خالد عارف في تصريح خاص لمراسلة وكالة قدس نت للأنباء :" ليلة عظيمة تختلط فيها المشاعر مشاعر الإيمان ومشاعر الحب والحنين والشوق للوطن والدعاء من القلب لله سبحانه وتعالى بان يستجيب لدعاء كل المصلين في هذا المكان الطاهر ليحرر بيت المقدس من هذا الاحتلال البغيض ولتعود القدس عاصمة عربية إسلامية عاصمة أبدية لفلسطين".
وعبر عن شعوره بالقول إن "الله عز وجل أكرمه بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك في ليلة القدر بوجود مجموعة من مواطنين مملكة البحرين بزيارة بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك لأول مرة".
وتمني عارف أن تشد الرحال لمدينة القدس والمسجد الأقصى لكل المسلمين ويلبوا نداءات أهل القدس وللوقوف إلى جانبهم أمام الهجمة الاحتلالية الإسرائيلية ، موضحاً بان زيارة الوفد الثاني لمملكة البحرين هي مقدمة لوفود عربية أخرى من دول الخليج ليقفوا بجانبهم".
نادية عقل فلسطينية لاجئة مقيمة في السعودية قالت لمراسلتنا والدموع تملئ عينها إن "زيارتها للمسجد الأقصى المبارك كانت عبارة عن حلم منذ الطفولة", وأضافت أن" أقوم بزيارته والصلاة فيه، ولكن حتى اللحظة اشعر بأنني احلم عندما وطأة قدامي ارض المسجد المبارك في ليلة القدر من الشهر الفضيل، ولكن يرجع الفضل كله لله عز وجل بتحقيق هذا الحلم".
أما الاعلامي اللبناني من أصول فلسطينية هيثم زعيتر فقال في تصريح خاص لمراسلة قدس نت "انها أمنية كبيرة لأي فلسطيني لاجئ بان يزور مدينة القدس والصلاة في المسجد الأقصى المبارك وخصوصا بانه اكرمنا المولى عز وجل أن تكون هذه الزيارة في ليلة القدر من شهر رمضان المبارك هذه الليلة المباركة التي هي خيرٌ من ألف شهر".
ويوضح الاعلامي زعيتر قائلا "من الممكن بان يزور المسلم مكة المكرمة أو الحرم النبوي الشريف بسهولة لكن من المستحيلات ولربما من المعجزات بان يزور المسجد الأقصى المبارك بسبب الإجراءات الاحتلالية في المدينة الطاهرة المقدسة".
ويبين زعيتر، بان زيارته للمسجد الأقصى المبارك جاءت ضمن وفد بحريني يتضامن مع الشعب الفلسطيني، ووصف شعوره في أول مرة يدخل فيها القدس بالقول:" اغرورقت عيناي بالدموع، حيث عاد لي المشهد الذي كان عام 2009 عندما وطأة قدماه لأول مرة ارض الوطن بعد أن تجاوز جسر الملك حسين، وكانت بدايته الأولى مع اصدار كتاب لحظات من عمري لدخول فلسطين، ومنعه من دخولها (القدس) بسبب الإجراءات الاحتلالية وأيضا منع من توقيع الكتاب في الأراضي الفلسطينية ، وتكرر مشهد المنع للمرة الثانية في عام 2010 والثالثة عام 2011 أما عام 2012 وتحديدا في شهر رمضان سمح له من الدخول للأراضي الفلسطينية".
وشدد زعيتر بالقول:" في هذا اليوم أثلج قلوبنا هذا الاندفاع والأعداد الهائلة من المواطنين المسلمين من جميع انحاء الضفة الغربية والقدس واهالي الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 الذين يرابطون في ارض المقدس إلى يوم قيام الساعة، يحمون المسجد الأقصى المبارك والذي هو بحاجة لتظافر جهود الجميع وليست بالشعارات بل بالعمل والقول،لان الحفاظ على الأقصى هو رمز للمسلمين وللعرب والمسيحيين وأحرار العالم حتى نستحق وطن محرر من دنس الاحتلال الإسرائيلي".
يذكر أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي منعت عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين من محافظات الضفة الغربية ممن تقل أعمارهم عن الأربعين عاما من دخول القدس للمشاركة في احياء ليلة القدر بالمسجد الأقصى.
وشهدت المعابر والحواجز العسكرية الإسرائيلية الثابتة على المداخل الرئيسية للقدس ازدحامات واختناقات غير طبيعية على مدار ساعات النهار، في حين أغلقت قوات الاحتلال الأحياء والشوارع والطرقات الرئيسية القريبة من أسوار مدينة القدس.
وشهدت أسواق القدس القديمة حركة تسوق نشطة جدا، فضلا عن إعلان تجار الأسواق المتاخمة للبلدة القديمة عن فتحها أبوابها طيلة ساعات الليل لإفساح المجال للعائلات للتسوق لاستقبال عيد الفطر السعيد.
عدسة: ديالا جويحان