أما الدول التي تحيا حياتها (البيولوجية) فقط، فهي الدول التي أهملت التعليم، ولم تسعَ في تطويره، والاستفادة من تكنلوجيا العصر في هذا المجال، وكذلك هي الدول التي اعتبرت التعليم مصدرَ كلِّ الشرور والثورة، لذا فإنها قامتْ بتجميده، وفرضت المقررات التي تقوم باغتيال عقول الأبناء، وجعلهم نسخةً مطابقة لأجيال غابرة، وجعلت المقررات المدرسية دواء مرا، يتجرعه الأبناء صباح مساء، ثم يتقيؤونه على أوراق الاختبارات!!
ويعود سببُ فتحي ملفَ التعليم إلى أنني قرأت هذا اليوم 15/8/2012 لائحة (جامعة شنغهاي) السنوية، وهي التي ترصد أفضل خمسمائة جامعة في العالم، تقود التطور والنهضة والرقي!!
وكالعادة فإنني وجدت أفضل أربعة جامعات هي أمريكية، ثم بريطانية وغيرها من جامعات الدول المتقدمة!
وأقرب الجامعات العربية جاءت في ترتيب 200 كانت جامعة الملك سعود، ثم تلتها جامعة القاهرة التي خرجت من التصنيف، أي كان ترتيبها 501 !
يجب الإشارة أولا إلى أن التصنيف السابق هو تصنيف من جامعة صينية، لا تنظر بإعجاب لأمريكا والدول الغربية، غير أن تصنيفها المحكم جاء وفق أسس علمية أبرزها:
كفاءة طاقم التدريس في الجامعة وعدد شهادات نوبل التي حصل عليها أفراد الطاقم، ويخصص لهذا البند 20%
ثم عدد الحاصلين من الباحثين على ميداليات تكريمية لأبحاثهم الرائدة، ويخصص له 10%
ثم مجموع الأبحاث العلمية المتخصصة والمتميزة وخُصص له 20%
ثم عدد الأبحاث والدراسات المنشورة في مجلات علمية محكمة أيضا له 20%
ثم طرائق البحث العلمي وأساليبه أيضا 20%
ثم الأداء الأكاديمي والنظام المتبع في الجامعات ، وله 10%
وقد تابعتُ مسيرةَ الجامعات في إسرائيل فوجدتُ بأنها حظيتْ في هذا التصنيف بأربعة جامعات ومعاهد علمية.
كان أولها الجامعة العبرية التي حصلت على الترتيب الثالث والخمسين، وقد حسَّنت من موقعها في العام السابق بأربع درجات، مع الإشارة إلى أن تقرير شنغهاي منح أيضا الجامعة العبرية الترتيب السادس عشر بين كل الجامعات في مجال تدريس [ الرياضيات]!!
أما جامعة التخنيون في حيفا فقد حصلت على المركز الثامن والسبعين، وحصل معهد فايتسمان للعلوم على المركز الثالث والتسعين!!
هذا إذن أبرز مضمار في سباق التقدم والحضارة والرقي، إنه التعليم بمختلف فروعه، وأبرز هذه الفروع ، هو التعليم الجامعي!
عندما راجعتُ تقرير شنغهاي الذي بدأ منذ عام 2003 للأعوام السابقة، وجدتُ بان جامعاتٍ عربيةً كانت لها مراكز ضمن الخمسمائة جامعة جرى إسقاطها، أي أنها تراجعتْ!!
وهذه سمة من يسيرون بسرعة، ولكن للخلف، فكثير من الجامعات العربية والفلسطينية، كانت تحتفظ بمستوى مقبولا، تراجعتْ اليوم لتصبح دفيئات لتخريج موظفين بلا وظائف، وحاملي شهادات بلا علوم، وأعباء بشرية، لا طاقات ومعاول لبناء الأوطان!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت