القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن ثمة قلقا في إسرائيل من طلب مصري محتمل ببقاء قواتها في سيناء، بعدما أدخلت إلى هناك فرقا عسكرية من دون تنسيق مع الجانب الإسرائيلي وفق اتفاقية سلام كامب ديفيد لعام 1978.
وبحسب "هآرتس"، فإن مصر أدخلت مؤخرا تشكيلات عسكرية إلى مناطق مختلفة في شبه جزيرة سيناء لمواجهة المجموعات "الإرهابية"، من دون تنسيق مسبق، وهو ما شكل مفاجأة للأذرع العسكرية والأمنية في تل أبيب.
جاء ذلك، بعد أن وافقت إسرائيل على طلب مصري بإدخال عدد متفق عليه من الجنود والدبابات، لكنها اكتشفت لاحقا أن القاهرة حركت قوات من تشكيلات مختلفة داخل شبه جزيرة سيناء دون أي تنسيق.
وقالت "هآرتس" إن الحكومة الإسرائيلية علمت بذلك بعد تحريك هذه القوات. وبحسب "هآرتس"، فإن أجهزة الأمن الإسرائيلية رفضت التطرق إلى هذا الأمر، واكتفت بالقول إن التنسيق الأمني بين الدولتين إيجابي وسليم ولم يمس.
وأكثر ما فاجأ الإسرائيليين أن مصر دفعت بقوات كبيرة ودبابات وطائرات هليكوبتر مقاتلة إلى منطقة العريش التي تدخل ضمن منطقة الحظر، وبعد وقت وافقت عليها إسرائيل بأثر رجعي، كإجراء شكلي فقط. وأقر مصدر أمني مصري الخطوات، وقال إن الوقت لم يكن كافيا لانتظار التنسيق.
وتنص اتفاقية كامب ديفيد التي وقعت في 17 سبتمبر/أيلول 1978 بين الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيغن بعد 12 يوما من المفاوضات في المنتجع الرئاسي كامب ديفيد في ولاية ميريلاند القريبة من واشنطن، على عدم زيادة أي قوات مصرية في سيناء، أو القيام بأي نشاط أمني، إلا بموافقة إسرائيلية، وحظر إدخال الدبابات بأي شكل إلى مناطق في شبه الجزيرة.
وكانت إسرائيل قد وافقت قبل أكثر من عام على السماح لمصر بنشر سبعة ألوية عسكرية وست فرق، بما في ذلك فرقة دبابات، في شبه جزيرة سيناء، إضافة إلى القوات المسموح بانتشارها في سيناء بموجب الاتفاقيات.
وارتفع القلق الإسرائيلي من التحركات المصرية، لأنها جاءت متزامنة مع تصريحات للمستشار القانوني للرئيس المصري محمد جاد الله، قال فيها إن الرئيس المصري يدرس إمكانية إدخال تعديلات على معاهدة كامب ديفيد بما يمكن مصر من بسط كامل نفوذها على كل شبر في سيناء، ويضمن لها سيادة كاملة على كل بقعة من أراضيها.
وحسب "هآرتس"، فإن إسرائيل قررت حاليا عدم الرد على هذا الإجراء الذي جاء من جانب واحد، وذلك لتفادي أي توتر قد يقود إلى اندلاع مواجهة بين الطرفين. غير أن إسرائيل تقر بالمشكلة الحالية، في ضوء تعزيز مكانة حركة الإخوان المسلمين في مصر، وتخشى أن تطلب مصر إبقاء قواتها في سيناء لحين انتهاء حملتها العسكرية، أو بعدها، وهو ما قد يسبب حرجا كبيرا وخلافات أكبر.
وكانت مصر قد بدأت حملة عسكرية كبيرة في سيناء بعد قتل 16 من جنودها على يد مجموعات سلفية جهادية. وتقول مصر وإسرائيل إن عدوهما مشترك في سيناء.