العيد عيدك يا مصر،

بقلم: فايز أبو شمالة


كل عام وأنت بخير يا مصر العرب، كل عام وأنت إلى الله أقرب، كل عام وأنت أكثر تطهراً من سنوات الفساد، ومن سلوك القادة الذين تكبروا على العباد، فهذا العيد عيدك يا أم العرب، وإذا كان للصائم فرحتان، فإن لكم في هذا العيد فرحة ثالثة، وهي فرحتكم بخلاصكم من الاستبداد، وانفرادكم بمستقبل يخلو من الطغاة الذين حسبوا الناس عبيداً، وأنهم أسياد.
في العيد، يشاركني ملايين العرب الفلسطينيين فرحتهم بالتغير الكبير الذي حدث في مصر، التغيير الذي يريح الفؤاد، ويطمئن له الضمير، ولاسيما ونحن نتابع أخبار الرئيس المصري، وقد صلي الجمعة الأخيرة من رمضان في الأزهر الشريف، وكان الرئيس المصري قد صلي الفجر قبل ذلك في الحرم المكي وأجهش بالبكاء، وأمَّ الرئيس المصري الناس في صلاة العشاء في مسجد الحمد في التجمع الخامس، وصلى الرئيس التراويح خلف إمام المسجد، وصلى الرئيس قبل ذلك صلاة الجمعة في مسجد عبد الرحيم القيناوي في قنا، وصلي الرئيس التراويح في جامع عمر بن عبد العزيز، بينما رئيس الوزراء يصلي التراويح في مسجد مصطفى محمود، ليكتمل المشهد السياسي العربي حين أمَّ الأستاذ إسماعيل هنية رئيس الوزراء ألاف الفلسطينيين في صلاة التراويح أمام السفارة المصرية في غزة، تضامناً من الشهداء المصريين، ليصلي ألاف المصريين صلاة التراويح في ميدان التحرير دعماً لقرارات الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي.
ما هذه الروعة!؟ بل ما هذا الورع!؟ ما هذا الولاء للعقيدة الذي ما كان ليظهر عبر وسائل الإعلام من قبل؟ ما هذا الإيمان العميق الذي يعبر عن الوجدان الحقيقي للشعب المصري كافة، والذي ما كان ليحظى بذرة اهتمام من أي مسئول مصري سابق؟
في الأجواء أزعم أن مصر المؤمنة قد أعلنت عن إستراتيجيتها، وقدمت تصوراً دقيقاً عن حالتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية والإنسانية والحضارية، وهي تؤكد على مستقبل جيش مصر العربي الذي يتحالف مع الخالق خمس مرات في اليوم، ويستمد منه الثقة والقوة، قبل أن يمد جسور التعاون مع أي جهة دولية على وجهة الأرض.
في هذه الأجواء الإيمانية التي فاضت على أرض مصر، أدقق في الحالة الصحية والحياتية الباهتة التي يعيشها كل من المخلوع حسني مبارك، ونظيره رئيس الوزراء الإسرائيلي "أرئيل شارون"، لقد كانا في يوم من الأيام ملوكاً للأرض، فأين هما اليوم؟ أين يرقدان قعيدان؟ إنهما يمثلان في بقائهما على قيد الحياة عبرة لكل حاكم لا يعتبر.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت