خان يونس – وكالة قدس نت للأنباء
زينت الفلسطينية أم محمد الأسطل، من سكان مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة في أول أيام عيد الفطر المبارك طاولة بيتها الموجودة داخل غرفة استقبال الضيوف بأطباق من "الكعك والمعمول" من صنع يديها، حيث تقول لمراسلة وكالة قدس نت للأنباء ساجدة عياد "الكعك والمعمول "هو من أهم الحلويات الفلسطينية التي تقدم في العيد للضيوف وأنا أصنعها بيدي ولا أشتريها من الأسواق".
وتوضح بأن "الكعك والمعمول" جزء من ثقافتهم بمعنى أنه لا يمكن أن يمر عيد أو أي مناسبة فلسطينية، إلا وتقوم بصناعتهم، موضحة بأن جميع أفراد عائلتها يفضلون تناوله في بيتها، لأنها تصنعه بشكل جيد إضافة إلى مذاقه الطيب.
وتبين بأنها رغم ارتفاع دراجات الحرارة في الأيام الماضية، جلست لساعات بعدما قامت بإعداد "الكعك والمعمول" أمام فرن الغاز تخبز ما صنعته وهي سعيدة بقدوم عيد الفطر، موضحهً بأنها عندما كانت تخبز تجمع الكل من حولها يرغب بتناوله من شدة رائحة الطيبة، إلا أن الصيام كان يمنعهم.
وتقول أم محمد"أقوم بصنع الكعك لأنني تعودت عليه, وكبرت وعائلتي تعده أوقات المناسبات خاصة فترة الأعياد", مشيرة إلى أنها كانت تساعد أمها في صنعه والآن تقوم بتحضيره بمساعده بناتها حيت بلغت من العمر الثانية والخمسين عاماً، وقالت إن "الكعك والمعمول من أفضل الحلوى المرغوبة لدى الجميع".
ففي الأيام القليلة التي تسبق العيد تبدأ النسوة بالتجمع في بيوت إحداهن لإعداد "الكعك والمعمولط, ويكون لكل سيدة منهن مهمة مختلفة عن الأخرى، فمنهن من تحضر العجينة وأخرى تدور العجوة, والثالثة تقوم بخبزه حتى يصبح جاهزا للتناول .
وتوضح أم محمد آلية إعداد "الكعك والمعمول" قائلة :" نقوم بخلط المقادير المكونة من ( السميد , والسمنة , والسيرج ) بنسب متفاوتة قبل يوم من صنع الكعك, حتى تتداخل المكونات مع بعضها وتكون عجينة متماسكة سهلة في الاستخدام والتدوير، وفي اليوم التالي تجتمع هي وبناتها ونساء أبنائها لإعداد الكعك وتجهيزه, وسط فرحة غامرة مرسومة على وجوههم وعلى وجوه الصغار الذين يقفون ترقبا لخبز الكعك حتى يأخذوا نصيبا منه".
آلية إعداد "كعك العيد" تختلف من امرأة إلى أخرى حيث تستخدم السيدة أم عاطف الطحين في إعداده بدلا من السميد وتقوم بإعداد العجينة حالا ومن ثم البدء بتدوير "الكعك"، موضحة بأنها تستخدم في عملية صنع الكعك كوب من الزيت "السيرج" لكل 3 أكواب من الطحين وبكيت "ببك باودر" لكل كوبين من الطحين, وتضع القليل من السكر , وجوز الهند , ودقه "الكعك" .
وتلفت إلى أنها في الثلاث سنين الماضية لم تقم بإعداد "الكعك" لوفاة زوجها وزواج بناتها في الخارج, حيث انه يتطلب وجود أكثر من سيدة تساعد في العمل, وأجواء فرحة كي تقوم بإعداده وهو ما فقدته بعد غياب زوجها .
بينما تقوم أم يوسف بشراء "الكعك" تلبية لرغبة أطفالها الصغار الذين يطلبون في كل عام صناعته في بيتهم، في حين أنها حاولت مرارا صنعه بمفردها, لكنها لم تستطع فهي تكون في حيرة من أمرها ما بين إتمام كل مهام "الكعك", وتهدئة أطفالها الذين يودون مشاركتها بصنعه .
بينما السيدة فاطمة مسعد لا ترى بالضرورة إعداد "الكعك" لوجود أجواء العيد, مبينة بأن عملية صنعه في البيوت تراجعت في المرحلة الأخيرة، مبررة ذلك من وجهة نظرها بانه يتفتت فورا, ويصبح غير مرغوب, والحلويات الأخرى تغني عنه .
تصوير/سلطان ناصر, عبد الرحيم الخطيب