القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
روى المواطن المقدسي طلال الصياد من حي الطور، حادثة الاعتداء عليه بشكل مباشر من قبل قوات الشرطة الإسرائيلية ثالث أيام عيد الفطر السعيد أثناء تواجده مع عائلته في متنزه للألعاب المائية بمدينة تل أبيب.
ويشرح الصياد حادثة الاعتداء عليه عندما كان بمرافقة عائلته المكونة من سبعة أنفار مع صديقه عبد الله الكسواني وعائلته المكونة من خمسة أنفار وصديقه محمد الهدرة وعائلته المكونة من خمس أنفار قائلا :" عندما كنا في المتنزه الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الثلاثاء (21-8) وأثناء توجهي وأنا أحمل طفلي زين الدين ابن الثلاث سنوات للسباحة لاحظت قوات كبيرة من الشرطة تلاحق شاب في العشرينات من عمره وهو من سكان حي الطور في القدس، واقترب من جاني، إلا أن القوات لم تتركه وأطلقت عليه صدمات كهربائية باتجاه جسده، كما تم رشه بغاز الفلفل باتجاه الوجه بصورة عشوائية".
ويقول الصياد لمراسلة وكالة قدس نت للأنباء "إنه قام بإنزال طفله من بين يديه لإنقاذ الشاب الذي وضعه لا يسر العدو ولا الصديق، وأثناء اقترابه من حرس المتنزه من اجل الكف عن خنق الشاب برش الغاز باتجاهه وصعقه بالمسدس الكهربائي تفاجئ بإطلاق أكثر من صعقة من المسدس الكهربائي باتجاه جسده".
ويضيف "كان طفلي ابن الثلاث سنوات وابني ابن الثالثة عشر يصرخان.. بابا قتلته الشرطة... فيما كان صديقي عبدالله الكسواني يمسك بأيديهم بقوة خوفا على حياتهم من الصعقات الكهربائية".
ويتابع حديثه:" بدأت بالتقيؤ بسبب الخمس صعقات التي تلقيتها من المسدس الكهربائي وشعرت بغثيان ودوخة وألم شديد ورضوض في جسدي، ومن ثم تم اقتيادي لمخفر شرطة تل أبيب".
ونفي المواطن المقدسي الصياد ما تناقلته وسائل الإعلام من خلال الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري بأنه بسبب خلاف عائلي قديم وقع شجار في المنتزه، وقال "إنما كان شجار عادي أثناء وقت السباحة لشباب تتراوح أعمارهم بين العشرين والتاسعة عشر من سكان الطور ومن نفس عائلة واحدة وهي عائلة أبو الهوى".
ويوضح الصياد، بان الشرطة الإسرائيلية نشرت الذعر والخوف بين صفوف الأطفال والنساء المقدسيات بالإضافة لأطفال يهود وعائلاتهم والذين طالبوا الشرطة بالتوقف عما تقوم به أمام أعين الأطفال، كما هو ظاهر من خلال شريط فيديو مصور من احد أجهزة البيلفون التابع لزوجة صديقي عبد الله الذي رصد الحدث بكامله.
ويصف الصياد المسدس الكهربائي الذي استخدمته الشرطة الإسرائيلية لقمعه بأنه عبارة عن طلقات مثل الرصاص يخرج منه أسلاك رفيعة لا تظهر للعيان، إلا في حال تم التدقيق لما يخرج من الطلقات، ويقول "يتم من خلاله تقييد الشاب وفي حال تحركه شمال أو يمين يتم صعقه، ويشعر الإنسان في تلك الحالة بضيق بالتنفس والغثيان وألم شديد".
ويقول الصياد:" خلال فترة النضال الطويلة والاعتقال لم يمر عليّ مثل تلك الصعقات الكهربائية التي يمكن أن تودي بحياة المواطن الفلسطيني"، ويكمل قائلا إن "قوات الشرطة الإسرائيلية وكأنها كانت تتدرب في تلك اللحظة على كيفية استخدام الصعقات الكهربائية".
ويضيف"خلال اعتقالي حضرت سيارة إسعاف من اجل تقديم العلاج اللازم لي، إلا محققي المخفررفضوا ذلك, بعد أن قال له احد المحققين..(إنك سوف تقوم بدفع مبلغ لقدوم سيارة الإسعاف)..
ويقول الصياد إن "التحقيق معه ومع الشابين الاثنين وهما احمد أبو الهوى وأيوب أبو الهوى، كان حول شجار عادي وطبيعي لا يمت كما نشر حول( ثأر قديم) أو فعل أي اعتداء مخل بالقانون في المتنزه ".
ويوضح بان "صديقه عبد الله أثناء وجوده أمام مخفر شرطة تل أبيب طلب من المحقق بان يشاهد الفيديو المصور والذي يظهر الاعتداء العنصري بشكل مباشر، إلا أنه رفض وتم بعد ذلك تم الإفراج عنا".
وقال الصياد إنه "توجه لتقديم شكوى ضد رجال الشرطة الإسرائيليين الذين قاموا بفعلتهم هذه المصورة أمام أعين الأطفال والنساء، ونشروا الرعب والخوف في صفوفهم" ، مشيرا إلى أنه يعاني من التهاب شديد مكان طلقات المسدس الكهربائي، ورضوض في أنحاء جسده ودوار في الرأس.
ولفت بان أبنائه الأطفال يعانون من حالة نفسية صعبة بسبب مشاهدة والدهم وهو يتعذب من قبل قوات الشرطة التي تلذذت بتعذيبه، وأوضح بان احد أفراد الشرطة قال لزميله لو قمت (بإطلاق نار باتجاه رأسه)...!!.
ويؤكد الصياد بان حياة المواطن المقدسي لا تعني شيء للاحتلال الإسرائيلي، وقال "لو لم أكن أمام أعين البشر في المتنزه لتم إطلاق الرصاص باتجاه راسي وقتلي ومن ثم سيدّعي الاحتلال بأنه تم إطلاق النار دفاعا عن النفس" .
وفي تعقيب الشرطة الإسرائيلية على حادثة الاعتداء قالت الناطقة لوبا السمري "اعتقلت الشرطة الإسرائيلية ثلاثة شبان من منطقة الطور وحي جبل الزيتون في منطقة متنزه للألعاب المائية بمدينة تل أبيب بعدما اندلع شجار بين عشرات الشبان المقدسيين والسبب يعود على خلافات عائلية قديمة".
وذكرت السمري بأنه في ساعات ظهيرة يوم الثلاثاء في منطقة متنزه الألعاب المائية "الميماديون" بمدينة تل أبيب تطور شجار بين عدة عشرات من الشبان العرب،سكان شرقي القدس.حسب قولها
وأشارت بان قوات من الشرطة هرعت إلى المكان وقامت باعتقال ثلاثة مشتبهين بما فيه 2 من سكان حي الطور بسنوات العشرينات الأولى من أعمارهم وثالث آخر من سكان حي جبل الزيتون بالقدس في سنوات الأربعينات الأولى من عمره وقد تمت إحالتهم للتحقيقات في شرطة منطقة دان-لواء تل أبيب .
واعترفت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية بان القوات قامت بالسيطرة على الوضع مع استعمال لوسائل التفريق(غاز الفلفل وما شابه) زاعمة بأنه لم يتم تسجيل أية إصابات بشرية جراء هذه الحادثة، ما عدا احد المعتقلين الذي شعر بوعكة صحية خفيفة وقامت طواقم الاسعاف الأولي بمعالجته في المكان.
وقالت "كما ويستدل من التحقيقات الأولية بان الشجار جاء على خلفية شجار تعود أسبابه وعلى ما يبدو لخلافات ونزاعات عائلية قديمة مختلفة بين عشرات الضالعين الذي التقوا في المتنزه واندلع الشجار فيما بينهم والتحقيقات ما زالت جارية".