"دينيس روس" خبير في مساعدة إسرائيل، وتثبيت أركانها في المنطقة العربية، فهو الذي رتب فيما مضى اتفاقية وادي عربة بين الملك حسين وإسرائيل، وسبق أن رتب اتفاقية الخليل بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، ويعمل حالياً استشاري بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، المعهد الذي يسخر طاقته لما يخدم الكيان الصهيوني.
"دينس روس" كتب مقالاً في صحيفة "واشنطن بوست"، يحرض فيه على مصر، ويملي على شعبها إرادته، فيقول: "يتوجب على الرئيس مرسي و"الإخوان المسلمون" والمصريين أن يعرفوا "أننا قادرون على حشد المجتمع الدولي والمؤسسات الاقتصادية العالمية من أجل مساعدة مصر بشرط أن تعمد حكومتها إلى الالتزام بحقوق الأقليات، والمرأة، والقبول بالتعددية السياسية، واحترام تعهداتها الدولية، بما فيها اتفاقية السلام مع إسرائيل".
ملخص المقال هو "احترام اتفاقية السلام مع إسرائيل" وهذا محور النشاط السياسي والفكري والاقتصادي والإنساني لكل أعداء الثورة المصرية، بما فيهم "دينيس روس" الذي أتي على ذكر حقوق الأقليات، والمرأة، والتعددية السياسية على هامش الدفاع عن اتفاقية كامب ديفيد، ليهدد المصريين قائلاً: "إن الدعم الأمريكي الاقتصادي لمصر لن يستمر، طالما استمر الرئيس المصري في حشد القوات المصرية في سيناء دون التنسيق مع إسرائيل"
ما زال "دينيس روس" يعتقد أن مصر الثورة لا تقدر أن تأكل خبزها، ولا يمكنها أن تشرب ماءها إلا من خلال المساعدات الأمريكية، ولم ينتبه "روس" لخطاب الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي، حين قال: إننا إذا أردنا أن نمتلك إرادتنا، فعلينا أن ننتج غذاءنا ودواءنا وسلاحنا، تلك العناصر الثلاثة هي ضمان الاستقرار، والتنمية، وامتلاك إرادتنا.
الخبراء المصريون يقولون: إن مبلغ المعونة الأمريكية لمصر لا يتجاوز 2% من إجمالي الدخل القومي المصري، بينما الأموال العامة المصرية التي كان ينهبها رجال النظام المخلوع الموالي لأمريكا، فاقت المساعدات الأمريكية بعشرات المرات.
ومن داخل مصر، ينبري "أبو حامد" ليحرض على تجمع 24 أغسطس ضد الثورة المصرية، ويقول: إنه يطالب بمحاسبة المسئول عن توجيه السلع الأساسية لقطاع غزة، بما يؤثر بالسلب على الشعب المصري، ويطالب بتدمير الأنفاق، ومعاقبة المسئول عن السماح باستمرار وجودها.
لقد نسي أبو حامد أن الأنفاق كانت قائمة قبل أن يسقط نظام حسني مبارك بسنوات، وعجز عن تدميرها بكل ما أوتي من بطش أبي الغيط وعمر سليمان، أما السلع التي تدخل إلى قطاع غزة فهي تنعش الاقتصاد المصري، كما يقول خبراء الاقتصاد المصريين أنفسهم.
القاسم المشترك بين "دينس روس" وأبو حامد هو العداء للثورة المصرية، والحرص على مصلحة إسرائيل من خلال التمسك ببنود اتفاقية كامب ديفيد، ومن خلال المطالبة بتشديد الحصار على الفلسطينيين في قطاع غزة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت