هل أرادت إسرائيل ضرب السلطة بعد سماحها لسكان الضفة بدخول الخط الأخضر .. ؟

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
أجمع محلالان فلسطينيان على أن الخطوة التي اتخذها الجانب الإسرائيلي بسماحه لأكثر من 150 ألف فلسطيني من سكان الضفة الغربية بدخول داخل الخط الأخضر, من خلال إعطائهم تصاريح مباشره دون تنسيق مع السلطة الفلسطينية, بأنه يأتي في إطار ما تنتهجه إسرائيل من دعم لفكرة السلام الإقتصادي وبعيداً عن أى افق حقيقي للفلسطينين يخدم دولتهم التي يسعوا إليها .

ويري المحلل السياسي هاني المصري، أن سماح إسرائيل لسكان الضفة الغربية بعد منعهم لأكثر من 12 عاماً من الدخول داخل الخط الخضر, وزيارة مدينة "تل بيب "وحيفا ويافا وغيرها من مدن فلسطين التاريخية بهذا الحجم, من التصاريح هو نهج في إتجاه السلام الإقتصادي الذي تسعي إليه إسرائيل .

ويقول المصري في تصريح خاص لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" : إن إسرائيل اعطت سكان الضفة الغربية التصاريح وسمحت لهم بدخول دون تنسيق مع السلطة الفلسطينية, وهنا لابد من أن نتوقف حيث اعتبر هذه الخطوة قصدت بها إسرائيل تلاشي وتهميش لدور السلطة الفلسطينية .

ولفت المحلل السياسي إلى أنه من حق كل فلسطيني زيارة المدن الفلسطينية التاريخية , وهذا حق طبيعي للفلسطينين ولابد التمسك به قائلاً " يجب رفع المستوي الثقافي لكل الفلسطينين وعلى كل فرد يتمكن من زيارة يافا وحيفا والكرمل وغيرها من المدن أن يذهب لأن ذلك حقه الطبيعي وتاريخي ولا أحد يمن علينا بذلك "

وحول سؤال هل من الممكن أن تعاود إسرائيل مرة أخرى إعطاء تصاريح و السماح للفلسطينين بدخول داخل الخط الأخضر , أجاب أنه من الممكن ذلك جداً وان اسرائيل تحاول أن ترسل رسائل لشعب الفلسطيني , أنه عندما تبتعدوا عن المقاومة سوف نعطيكم شيئاً من الحرية .

وسمح الجانب الإسرائيلي لأكثر من 150 ألف فلسطيني بدخول إلى مدن "48" داخل الخط الأخضر , في أيام عيد الفطر المبارك ,الأمر الذي ادهشه الكثير من المواطينين و أثار سلسة كبيره من التساؤلات في اوساط القيادة الفلسطينية والمتابعين لشئون الإسرائيلية .

ويعد هذا الإجراء الأول من نوعه منذ أن قامت إنتفاضة الأقصي في عام 2000م , حيث عمدت إسرائيل لسحب التصاريح التي كانت تمنح للفلسطينين , واكتفت بإعطاء تصاريح لعدد محدود جداً من سكان الضفة الغربية العاملين داخلها.

من جانبة يقول المحلل والخبير الإقتصادي معين رجب لـ"قدس نت" , إن هذه الخطوه لها أبعاد متعدده وانها تشكل مقارنه هائلة بين ما انتهجته إسرائيل بالسابق منذ الانتفاضة وما بين الآن وتأتي بخلاف ما تمسح به إسرائيل لسكان الضفة الغربية .

ويتابع حديثه" أن من ضمن الأوجه التي تحمها هذه الخطوة جزء متعلق بالقطاع السياحي , وجزء متعلق بسماح لأهالي الضفة الغربية لزيارة ذويهم داخل الخط الأخضر , وجزء منه تسويقي لشراء البضائع الإسرائيلية .. وغيرها ومن هنا تكمن المصلحة الكبري لإسرائيل من وراء ذلك فالأثر والعائد المادي كبير جداً ".

ويضيف أن هذه الخطوة حرمت الأسواق الفلسطينية من أن تنتعش من أموال اهلها , والتي تعاني أصلاً من حالة ركود وخاصة اسواق مدينة القدس بعدما تم بناء جدار الفصل العنصري الذي جزء المدن الضفة الغربيه , في المقابل أحدث علي صعيد الأسواق الإسرائيلية رواجاً كبيراً .

ويعتبر المحلل والخبير الإقتصادي هذه الخطوة تأتي في إطار التطبيع أكثر من اى شئ آخر , لأن سفر وتنقل الفلسطيني خاضع للإرادة والإجراءات الإسرائيلية ويكمل قوله أن فكرة السلام الإقتصادي صاغتها إسرائيل لصالحها ولا تعطي الفلسطينين إي افق حقيقي وجدي ولفت إلى أنه هناك تنافس شديد بين السلع الفلسطينية والسلع الإسرائيلية وخاصة الحملات التي تسعي لمقاطعة الأخيرة .