مسكين أنت يا مواطن، فأنت الذي تتحمل وسخ فشلهم، فها هم "رواد" المقاطعة ينهالون عليك بالتوصيفات المشينة ويجاهرون انك أنت السبب في كل المصائب التي يتعرضون لها، فأنت السبب في إفشال حملة من بيت لبيت التي تهدف لمقاطعة البضائع الإسرائيلية!
درك الله أيها المواطن: قدرك أن تتحمل وسخ المرحلة ودعاة المقاطعة وكبار المحللين الاقتصاديين، وقدرك أن تتهم انك أنعشت اقتصاد الكيان الاستيطاني، وعليك أن تقتنع انك المسئول عن اتفاقية باريس بكل قرفها، لذلك عليك أن تتحمل أيها المواطن عندما يصفك احدهم انك "ما بتفهمش".
سلوكك أيها المواطن غير مقبول: كيف تستغل فرصة الدخول للقدس وتتسوق من مول المالحة؟؟؟ كيف تدعم اقتصاد كيان الاستيطان ب100 مليون دولار؟؟؟ ألم تثمر فيك حملات المقاطعة؟؟؟
يقول جهابذة الاقتصاد أن عملية التسوق المليونية من دولة الكيان ليست القاعدة وإنما هي شذوذ عن حالة المقاطعة؟؟؟ هذا من خرج به علينا المحلل الاقتصادي نصر عبد الكريم!!!! ويؤكد محللنا الاقتصادي قائلاً :هذا لا يعني فشل حملات المقاطعة!!!! ويدعمه في ذلك الدكتور مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية الذي يؤكد أن المقاطعة للتبوزينا الإسرائيلية وصلت أوجها؟؟؟ ويسهب الدكتور في حديثه بان مقاطعة تنوفا ومنتجاتها ومنتجات شتراوس عال العال!!!! يا دكتور ليس هكذا تساق الإبل.
يا دكتور مصطفى لقد فشلت حملات المقاطعة، والسبب ليس الشعب الجوعان الذي يفتش عن توفير شيقل لعل وعسى أن يسد رمق احد أفراد الأسرة برغيف خبز؟؟؟ يا دكتور مصطفى لقد اثبت وبالملموس أن الشعب الفلسطيني مخنوق من الشعارات حتى ولو كانت شعارات رائعة.
لا يكفي أيها السادة رواد المقاطعة أن ننزل إلى الشارع ونوزع الابتسامات والمطبوعات، لا يكفى أن تخرجوا على الناس وتقولوا قاطعوا البضائع الإسرائيلية، إن الشعار الغير مدعوم بالممارسة العملية شعار كسيح، الشعار الذي يطالب العمال بمقاطعة العمل في المستوطنات ويغض البصر عن رجال الأعمال وأنصاف رجال الأعمال الذين يضخون مئات الملايين في مشاريع المستوطنات شعار أعرج.
لا يكفي أن تخرجوا على المواطن وتقولوا قاطعوا البضاعة الإسرائيلية وادعموا الاقتصاد الوطني، نتفق أن القاعدة هي دعم الاقتصاد الوطني وليس مول المالحة ورامي ليفي الذي اجتمع معه إمبراطور الاقتصاد الفلسطيني منيب المصري ليخرجوا علينا بمبادرة وكأن شعبنا ينقصه مبادرات، إن عملية المقاطعة عبارة عن سلسلة من الأداء الاقتصادي والسياسي والقيمي والثقافي أيها السادة يا رواد المقاطعة التي أنا واحد منها ولكن على طريقتي وبدون نفخ أو تمويل أو أنجزه ، أين الاقتصاد الوطني من الأزمة الاقتصادية التي نعيش؟؟؟؟ أين الاقتصاد الوطني من الشرائح الفقيرة التي هي الأوسع في مجتمعنا.
مخطئ من يُخطي الشعب: نسوق عليكم تجربة الشعب الفلسطيني خلال انتفاضة الحجارة ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية التي لم تكلفنا سوى شعار ُخط على جدار، لم نحتاج لمطبوعات ولا حملات من بيت لبيت وغيرة، لكن بالفعل كان الشعار ينسجم مع الممارسة والاقتصاد الوطني كان اقتصاديا وطنياً بعيداً عن رامي ليفي ومنتج والمستوطنات.
لا بأس من وقفة نقدية لرواد حملات المقاطعة، ومن الضروري تجسيد النقد الذاتي والابتعاد عن تحميل الشعب المسئولية، ومهم جداً قراءة أسباب عملية التسوق الضخمة وهذا الاجتياح الذي دعم الاقتصاد الإسرائيلي بمائة مليون شيقل، كم نحن بحاجة لقراءة أوضاعنا بعيداً عن تحميل المسئوليات، وخاصة أن الشعب الفلسطيني مثقل بهذا الخطاب الهروبي.
إن عملية التسوق الضخمة من أسواق دولة الكيان بحاجة لقراءة حقيقية مدعومة بخطوات عملية تحترم عقل المواطن الذي أكسبته التجارب فهم عميق لما يدور حوله، لأننا نتحدث عن أغلبية ساحقة وقطعاً فالأغلبية لا تخطيء وإنما النخبة التي تفقد بوصلتها وقدرتها على رفع الشعار المناسب البعيد عن الانتهازية الانتخابية.
ما العمل؟؟؟ وكيف تتحول عملية المقاطعة لحاله جماهيرية بعيداً عن النخبوية والتضخيم الذي سيؤدي إلى الصدمة.
لا يعقل أن تكون السلة الاقتصادية الضفة الغربية بمستوى دولة الكيان في ظل أن الأخيرة تدعم منتجاتها ومستوى دخل الفرد عند الإسرائيليين خيالي مقارنة مع الفلسطينيين.
لا يعقل أن تستمر فوضى الأسعار واعتماد شعار الشاطر بشطارته دون الأخذ بعين الاعتبار الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن الذي تفاجأ من فرووقات الأسعار بيننا وبين دولة الكيان رغم تبعية تجارنا الاقتصادية لهم.
آن الأوان لتعزيز ثقافة المقاطعة بعيداً عن المنهج النظري الذي لا يسمن من جوع، وهذا يتطلب دعم المواطن وليس استغلاله باسم الوطن ودعم الاقتصاد الوطني مما يتطلب اتخاذ خطوات عملية بخصوص السلة الاقتصادي ولصالح المواطن.
لا يكفى أن نتغنى كفلسطينيين بالبديل في ظل أن الثقافة الاقتصادية السائدة في عقل الرأسمال الفلسطيني استغلال ثم استغلال.
المواطن المغلوب على أمرة وصل لحالة متقدمة من اليأس جراء الصدمات التي تعرض لها، وبالتالي نحن بحاجة لتعزيز ثقافة الخطاب المدعوم بالممارسة العملية، سواء من قبل مؤسسات المجتمع المدني أو الحكومة التي تتعامل مع المواطن مثل حبة الليمون، وأتمنى أن لا يكون الوقت قد فات على العودة للوراء ووضع استراتيجيات مقاطعة ودفاع عن حقوق المواطن الفلسطيني أمام الاستغلال الذي يتعرض لها من قبل الكمبرادور الفلسطيني الذي يسيطر على الحياة السياسية والاقتصادية في فلسطين المحتلة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت