يا أهل الإسلام تأهبوا للحج إلى البيت الحرام..

بقلم: الشيخ ياسين الأسطل


علينا يا عباد الله بتقوى الله على كل حال ، فالمتقون يتقبل الله سبحانه منهم خالص وصواب الأعمال ، والتقوى بابُ زكاةِ النفس وسببُ إصلاحِ البال ، وأنتم أيها الفائزون في رمضان بما عملتم من صيامٍ وقيامٍ وبرٍ وصدقةٍ وصلةٍ فبُشْرَاكُم ، لربكم سبحانه أَخْبَتُّم وتَرَهَّبْتم ، وللعبادة مخلصين شمَّرْتم وتأهَّبْتُم ، فكنتم بما أمرتم من التقوى لمعادكم متزويدين ، إخلاصاً وتوحيداً وعبادةً في ( سنةٍ وجماعةٍ واتباع ) ، وأنتم في ذلك تخافون على أنفسكم من أن تشركوا في القصد أو في الطلب ، بل عملتم طاعةً مجتنبين ما وقع من اختلافٍ وافتراقٍ وابتداع ، فيا سعدَ كم وقد أقمتم الوزن بالقسط وأمضيتم العبادة والعمل الصالح بجد واجتهاد ، وأما أنتم أيها المتمنون على الله الأماني فنادمون - ويا سوءَ طالعكم - الذين أخسرتم ميزان أعمالكم وعباداتكم شأنكم التعطيل والتأميل ، وترك القول الحق واتباع القال والقيل ، و العاقلُ قد أبصر لنفسه مع الزاد الراحلةَ قبل الرحيل ، ولرأسه المِشْطَ قبل الدُّهن والتَّرجيل ، ولم ينخدع بالتمهيل ولا بالتأجيل ، ومهما لوى وهوى فالإنسان على نفسه بصيرة ، ولو ألقى معاذيره ، فانظر يا أخي المسلم .. في أيِّ هؤلاء أنت ؟! فإن كان خيراً فلتُتْبِع ، وإن كان شراً فلتُقْلِع .

عباد الله أيها المؤمنون :قضينا رمضانَ بصيامه وصَلاته وصِلاته ، وقد أقبل علينا شوال بطاعاته وعباداته ، رمضانُ شهر الصيام والقيام ، وشوالُ مع القعدة والحجة فيها الحج إلى البيت الحرام ، حيث إن عبادات الإسلام الكبرى مرتبطٌ بعضها ببعض ، ومترتبٌ بعضها على بعض ، فمن صفا وخلص قلبه بالتوحيد ونفي الشريك لله تعالى ، وأقر بذلك لسانه مع طمأنينة قلبه، واستقامت جوارحه بالترجمة العملية البدنية بالصلاة ، والمالية بالزكاة ، وخَلُص لله من أسر الشهوات بالصيام ، وهو بذلك كله اشتاق إلى الله فأذن له الله بزيارة بيته الحرام ، ليرجع من حجه المبرور من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، ليكون مسك الختام استعداداً للقاء الأعلى ، والمقام الأرفع بين يدي المولى عز وجل في الجنة .

ولهذا يا عباد الله عند ذكر آيات الصيام قال الله تعالى في سورة البقرة :{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188) يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189) }.

ومناسبةُ ذلك ما قاله الإمام إبراهيم بن عمر بن حسن البقاعي في كتابه في التفسير المسمى [ نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ] :(.. ولما أتم سبحانه وتعالى البيان لما أراده مما شرعه في شهر الصوم ليلاً ونهاراً وبعض ما تبع ذلك وكان كثير من الأحكام يدور على الهلال لا سيما أحد قواعد الإسلام الحج الذي هو أخو الصوم وكانت الأهلة كالحكام توجب أشياء وتنفي غيرها كالصيام والديون والزكوات وتؤكل بها الأموال حقاً أو باطلاً وكان ذكر الشهر وإكمال العدة قد حرك العزم للسؤال عنه بين ذلك بقوله تعالى : { يسئلونك } وجعل ذلك على طريق الاستئناف جواباً لمن كأنه قال : هل سألوا عن الأهلة ؟ فقيل:نعم ، وذلك لتقدم ما يثير العزم إلى السؤال عنها صريحاً فكان سبباً للسؤال عن السؤال عنها ) اهـ .
وقد جاءت السنة المطهرة مقررةً هذه الحقائق الكريمة ، والمعاني العظيمة ..فقد روى الإمام البخاري ومسلم واللفظ له وباقي الستة والإمام أحمد قال مسلم : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَاصِمٌ وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَحَجِّ الْبَيْتِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ " اهـ .

وروى الإمام أحمد في المسند من طريق شيخه قتيبة بن سعيد قال: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ابْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَرْبَعٌ فَرَضَهُنَّ اللَّهُ فِي الْإِسْلَامِ فَمَنْ جَاءَ بِثَلَاثٍ لَمْ يُغْنِينَ عَنْهُ شَيْئًا حَتَّى يَأْتِيَ بِهِنَّ جَمِيعًا الصَّلَاةُ وَالزَّكَاةُ وَصِيَامُ رَمَضَانَ وَحَجُّ الْبَيْتِ " .
أيها المسلمون :الحج عبادةٌ عمرية ، يشترك فيه البدنُ وكذا المالُ فهو أيضاً عبادةٌ بدنيةٌ ومالية ، تطيب فيه النفوس ، وتبذل الدنانير والدراهم والفلوس ، لأنه قصدٌ إلى البيت العتيق ، حيث حط الأنبياء محمدٌ صلى الله عليه وسلم و من قبله إبراهيم وإسماعيل وموسى عليهم الصلاة والسلام رحالهم ، فيا لها من عبادة ، جزاؤها الحسنى وزيادة ، فالحج المبرور له الثواب الأجَلّ ، لأنه الأرفع في المحَلّ ، فالحج يا عباد الله ذكرٌ وتوحيد ، وتسبيحٌ وتقديسٌ وتمجيد ، فهو معاملةٌ يقيمها علمٌ وعمل ، ويقودها شوقٌ وإخلاصٌ به الحج اكتمل ، لأنه عملُ جماعة المؤمنين ، الصوم حين يصومون ، وكذا الحج حين يحجون ، فقد وضع البيت وفيه الآيات البينات للعالمين بمكة مباركاً وهداية ، ومن خصائصه أنه يأمن فيه وبه الداخلون ، ويطمئن فيه المخبتون ، قال الله تعالى :{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) } آل عمران .

وقال في سورة القصص:{وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57) }. ولذلك امتن الله على من حوله وقد أضافه إليه إضافة اختصاص قال الله تعالى:{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ(2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4) }.
فليعبدوا رب هذا البيت ، نعم .. إن الله وحده هو المستحق للعبادة – سبحانه- لأنه هو الذي خلقهم ، وهو الذي أطعمهم من جوع ، وآمنهم من خوف ، وهاتان النعمتان العظيمتان نعمة الغذاء ونعمة الأمن هما من أعظم النعم على العباد ، وكلُّ واحدةٍ منهما مرتبطةٌ بالأخرى ؛ فلا غذاء بلا أمن ، ولا أمن كذلك بلا غذاء ..وكل ذلك مرتبط بعبادة الله رب البيت وحده لا شريك له .
أيها المؤمنون يا عباد الله :يا أصحاب الهمة والاهتمام لتشمروا لأكرم نداءٍ وأشرف أذان ، قال الله تعالى : { وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) }الحج .

قال الإمام ابن كثير رحمه الله : ( واستدل به كثير ممن قال: " إن إبراهيم عليه السلام هو أول من بنى البيت العتيق ، وأنه لم يبن قبله " ، كما ثبت في الصحيح عن أبي ذر ( قلت : يا رسول الله، أي مسجد وُضعَ أول ؟ قال:"المسجد الحرام". قلت : ثم أي ؟ قال : "بيت المقدس" . قلت كم بينهما؟ قال : "أربعون سنة" ) .
وقد قال الله تعالى: { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ . فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيم } الآية [ آل عمران: 96 ، 97 ]، وقال تعالى: { وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } [ البقرة: 125 ]...
وقال تعالى هاهنا: { أَنْ لا تُشْرِكْ بِي } أي: ابْنه على اسمي وحدي، { وَطَهِّرْ بَيْتِيَ } قال مجاهد وقتادة: من الشرك، { لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } أي: اجعله خالصا لهؤلاء الذين يعبدون الله وحده لا شريك له ) اهـ .

إخوة الإسلام : طوبى لمن كان الخير على يديه والويل لمن كان الشر على يديه ، فلنتب التوبة النصوح ، ولنجتنب السبيل الذي سالكه مفضوح ، فيا أهل فلسطين ، قد كنا مضرب مثل الخير والقدوة في الأعمال الصالحات وشتى أنواع المجاهدات ، وأضحينا تكثر فينا الاختلافات والمخالفات ، فلنتق الله ولنراجع أنفسنا في لم شملنا ، واجتماع كلمتنا ورص صفوفنا ، والتحابب والتعاون على الخير و الأخلاق الفضيلة ، ولنقف صفاً واحداً في مخاطبتنا العالم من حولنا لإقامة ديننا وإصلاح دنيانا وحقنا في إقامة دولتنا على أرضنا ، فإن الشرف البعد عن الشر والأخلاق الرذيلة ، ألا وصلوا وسلموا على خير الخليقة ، وأزكاها عند الله على الحقيقة ، فقد أمركم الله به اتباعاً لهديه فقال : {إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}الأحزاب 56 .. اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد ، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين - أبي بكر وعمر وعثمان وعلي – وعن آله المرضيين ،وسائر الصحابة أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.

بقلم/ الشــيخ ياســين الأســطل

الرئيس العام ورئيس مجلس الإدارة
بالمجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت