لم تعد سيطرة المتطرفين المتزمتين (الحارديم) على المجتمع الإسرائيلي مجرد استشراف مستقبلي ونبوءة.
ولم تعد إسرائيل دولة يعاني فيها اليساريون والمتنورون من ضائقة الحياة بسبب طغيان المتزمتين الحارديم، وبخاصة في تقاليد يوم السبت.
ولم تعد هيمنتهم على مجموع الحياة في إسرائيل توقُّعا من قبل المفكرين وقادة الرأي، بل إن سيطرة الحارديم أصبحت حقيقة واقعة على الأرض، فقد تغيرتْ إسرائيل من اسمها التراثي التقليدي؛ واحة الديمقراطية، فصار اسمها الجديد:
دولة [الشريعة] اليهودية.
فقد نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت يوم 27/8/2012 خطابا لزعيم التيار الديني الصهيوني، ورئيس حاخامي مجلس شومرون الحاخام إلياكيم ليفانون، في ذكرى إخلاء مستوطنات غزة، وهو يستغل المناسبة محذرا من إخلاء مستوطنة ميغرون بجوار رام الله والتي قررت المحكمةُ العليا إخلاءها، لأنها أقيمت فوق أملاك المواطن الفلسطيني عادل منعم من قرية برقة قال:
"" انظروا الفرق بين اثنين توفيا منذ عهد قريب، الأول هو والد رئيس الوزراء نتنياهو (بنزيون نتنياهو) العلماني ، والثاني المتدين الحريدي الحاخام الأكبر يوسيف شالوم اليشب التقي الورع.
كم ترك الاثنان من ذرية؟
ترك الأولُ عشرةً فقط ، أما الثاني فترك وراءه ألف وأربعمائة من ذريته!!
إذن سيغزو الحارديم إسرائيل وينتشرون في كل مكان، وعندئذٍ ممن سيتكون الجيش؟
هل سيؤسس الجيشَ العلمانيون ممن يربون طفلين وكلبا؟!!
انظروا ماذا حلَّ بمن تطاولوا على الاستيطان وفككوا المستوطنات!!
فهاهي الفضائح تطارد كل من ساهموا في إخلاء المستوطنات مثل قائد الشرطة نيسو شاحام ، ورئيس الدولة موشيه كتساف،ورئيس الأركان السابق دان حالوتس وسوف يحدث لنتنياهو ما حدث لهم!!
وقد شغلني سؤالٌ لماذا لم يذكر الحاخام ليفانون محنة المسؤول الأكبر عن إخلاء مستوطنات غزة أرئيل شارون، والذي يعتبره الحارديم ضمن القائمة؟!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت