استهتارا بعقولنا وقناعتهم بغياب الوعي العرب ، زعم ثلة من دهاقنة العمل الصهيوني ، أن جريمة إلقاء قنابل حارقة على السيارة التي كانت تستقلها عائلة غياضة من قرية نحالين غرب بيت لحم، هم من أطفال المستوطنين ، وهذا الادعاء يؤكد أن سلطات المسئولين عن هذه الجريمة، وأن منطق التبرير غير مقبول، باعتباره محاولة للتحايل والتملص من المسؤولية.
ولابد لنا ككتاب أن نفند هذه الادعاءات الصهيونية ، وقبل أن نخوض في دراستنا لابد من الإشارة إلى أن المواد المستخدمة التي أدت إلى احتراق السيارة ، وإصابة العائلة بهذه الجروح الخطيرة، لا يمكن أن تكون من عمل الأطفال، حيث أن إن منفذي هذه الجريمة تربوا على العنصرية والكراهية ، ولا يمكن أن يكونوا من الأطفال القاصرين، وأن هذا الاعتداء الآثم يأتي في إطار سلسلة اعتداءات تعرض إليها الفلسطينيون ومساجدهم ، مما يعكس نهجا لتربية وثقافة عنصرية تعيشه إسرائيل ، وهذا ما سنوضحه :
التوراة المحرفة المرجعية الأولى للعنف عند الأطفال اليهود :
يقول يوري إيفانوف في كتابه: «الصهيونية حذار!»: “إن دائرة الأفكار التي يسمم بها الصهاينة عقول أطفالهم والتي يرجى منها أن تستقر في أذهانهم تبدأ عادة بالتوراة”.
ومن خلال النسق التوراتي كل جريمة تصبح شرعية وقانونية مـن أجل تحقيق وعد الرب !
يزعم الإسرائيليون كما يذكر (فيكتور مالخا ) أنهم استقوا من توراتهم تعليمات في أعمال العنف، واستخدام القوة في استرداد أرض فلسطين، وهذه التعليمات يقدسها اليهودي، وعلى أساسها يعتقد بأن كل جريمة تصبح قانونية وشرعية في سبيل تحقيق وعد الرب.
رياض أطفالهم ومدارسهم ثكنات إرهابية :
تعتبر مناهج التعليم في المدارس والجامعات الإسرائيلية؛ مفرخاً أساسيا للإرهاب الصهيوني ، وهو ما أجملته الدكتورة الإسرائيلية تسيبورا شاروني بالجمل الآتية : «إن جميع الجنود ممن يؤدون الخدمة العسكرية في المناطق المحتلة، حيث عمليات إحراق العمال العرب، كله نتاج مدرستنا”. وفى استبيان وزعه احد المحاضرين في جامعات إسرائيل للأطفال ( هل تؤيدون ما فعله يوشع بن نون بحق الفلسطينيين أثناء غزو أريحيا من قتل وتدمير ، كانت النتيجة أن غالبية الأطفال تؤيد قتل وإبادة الفلسطينيين إسوة بما جاء في التوراة من قتل يوشع بن نون للفلسطينيين ..
انعدام مفاهيم السلام ، وتزوير التاريخ والجغرافية فى المفاهيم الصهيونية :
الطلاب يتعلمون أسماء المناطق والجبال والتضاريس بالعبرية، دون ذكر أصول تسمياتها العربية، وكأنها خلقت هكذا،.ولم ترد كلمة واحدة في البرنامج التعليمي لليهود حول التطلع للسلام بين إسرائيل وجاراتها من العرب
التربية العبرية أساس بقاء الدولة الصهيونية :
لقد جعلت الصهيونية التربية أحد الأسس والركائز التي تعتمد عليها لبناء جيل يهودي ووطن صهيوني.
واعتبر دافيد بن غوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل أن معرفة التوراة كفيلة بتزويد الفرد اليهودي بجذوره وأصله وعظمته ومستقبله، وضمان ارتباطه بشعبه في مملكة إسرائيل. ثم يسأل بن غوريون: ما الذي سيحفظ اليهودية؟! ويجيب: ( إنها التربية العبرية )
ويحدد وزير المعارف والثقافة الإسرائيلي السابق زبولون هامر أهمية التربية في المجتمع الإسرائيلي بقوله: «إن صمودنا أمام التحدي الكبير الذي يواجهنا يتمثل في مقدرتنا على تربية قومية مرتبطة بالتعاليم الروحية اليهودية، تربية يتقبلها الطفل راغباً وليس مكرهاً؛ ولهذا فإن على جهاز التعليم الرسمي والشعبي أن يتحمل التبعية الكبيرة للصمود أمام التحديات التي تواجه إسرائيل "
أهداف التربية الصهيونية
:
* الإيمان المطلق بحق شعب إسرائيل في "أرض إسرائيل "
* تحقيق التضامن اليهودي داخل إسرائيل وخارجها لضمان استمرار الهجرة اليهودية.
* تكوين الاستعداد لدى الأجيال الإسرائيلية اليهودية للتوسع والاحتلال والعنف، وكراهية العرب؛ وذلك بحجة إنقاذ الأرض.
* تأكيد الشعور بالقلق والتوتر لتحقيق استمرارية الإحساس بالاضطهاد عند الأجيال اليهودية المتعاقبة، لضمان عدم اندماج وانصهار هذه الأجيال في أي مجتمع آخر غير إسرائيل
* تشويه وتقزيم الصورة العربية في نظر الطالب الإسرائيلي مقابل التأكيد على صورة الإسرائيلي الذي لا يقهر.
* إظهار التفوق العبري الحضاري عبر العصور لتكوين الإحساس بالتمايز والتفوق، والشعور بالاستعلاء عند الأجيال الإسرائيلية الجديدة، وعودة الشعب المختار إلى الأرض الموعودة حسب نظرية الثالوث الحلولى
المنظور التوراتي التلمودي للتربية :
كثير من الموضوعات التي تعالج تحت أسماء مختلفة كـ «الوطن والتاريخ والجغرافية واللغة العبرية» تُدرس من الزاوية الدينية، ويتم التركيز في هذه المناهج على زرع الأفكار الدينية في عقول الناشئة؛ لتسويغ وجود رابطة دينية بينهم وبين أرض فلسطين؛ ممّا يعطيهم الحق في بناء دولة لهم فيها، ويروِّجون أن إقامة دولة يهودية في فلسطين هو تحقيق لما جاء في التوراة، كما يتم التركيز على أن العرب محتلون لأرض فلسطين، وأن عودة المهجّرين اليهود من كافة أنحاء العالم وتوطينهم في فلسطين تحت ستار العودة إلى أرض الوطن التاريخي ليس باعتبارهم غرباء عن هذه الأرض بل باعتبارهم سكانها الأصليين الذين ظلوا بعيدين عنها طوال العهود السابقة.
إجبار الصغار على حفظ التلمود وتطبيق تعليماته بحرفية :
كتاب التلمود نعتبره مصدر التشريع الأول لليهود ، ومن يقف أمام تعاليمه ،يجد انه يعطى الضوء الأخضر للأطفال ، وغيرهم ، بكراهية وذبح وحرق العرب وغير اليهود ..
حيث على كل تلميذ حفظُ مقاطع من التلمود وتشرُّب روحها. ، وللقصص في التلمود أكبر أثر على الناشئة اليهود، ويغلب على تلك النصوص سمة الحقد، والاعتداء بشتى صوره.
ويلفت الانتباه اهتمامهم بتدريس المواد الدينية في جميع مراحل التعليم أينما وجدوا؛ حيث تأتي مادتا التوراة والتلمود في مقدمة الدراسات.
ومن هذه التعاليم التلمودية المربية على الحقد هي :
•اليهودي لا يخطئ إذا اعتدى على عرض الأجنبية، فإن عقود الزواج عند الأجانب فاسدة؛ لأن المرأة غير اليهودية بهيمة ولا تعاقد مع البهائم
. يجوز لليهودي أن يُقسِم زوراً ولا جناح عليه إذا حوَّل اليمين وجهة أخرى
• من يقتل مسلماً أو مسيحياً أو أجنبياً أو وثنياً، يكافأ بالخلود في الفردوس وبالجلوس هناك في السراي الرابعة.
• يقرر التلمود أن اليهودي يعتبر عند الله أفضل من الملائكة؛ لأن اليهود جزء من الله مثلما الابن جزء من أبيه.
كراهية العرب منهج يدرس في كتب التعليم :
أثناء إطلاعنا على مناهج تعليمية لمناج التربية الوطنية للمرحلة الابتدائية جاء في أحد كتبهم المدرسية: «جلب اليهود روح التقدم والازدهار إلى الشرق الأوسط؛ بينما زاول العرب أعمال النهب والسطو والقتل عبر العصور )
وكوننا ومن خلال عملنا كموجه تربوي ، ندرج هذه العبارة حسب تحليل المنهاج أنها تسهم في زرع قيم عند الطفل بأن العربي قذر قاتل سيئ يجب التخلص منه ..
من خلال هذه الخرافات و الاساطيرالتي اشبع بها اليهود أطفالهم ، فلا غرابه أن المشهد سيتكرر ،وتجد الآلاف من أطفالهم يرشقون عائلاتنا الفلسطينية بالقنابل بكافة أشكالها ..
فهل من متعظ أيها المتخندقون خلف الانقسام ، أيها المرجفون ، يا من تقززونا يوميا بما يسمى بتعديل وزراي ، عن أي وزارة تتحدثون ، وأي وزراء تسمون ،والقدس كالخليل والمقدسات تهاجم بجنون ، أفلا تخجلون ...
د ناصر إسماعيل اليافاوي الأمين العام لمبادرة المثقفين العرب لنصرة فلسطين( وفاق)
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت