الولاءات الفتحاوية للشخوص.. الخطيئة الكبرى !!

بقلم: رمزي النجار


منذ سبع سنوات وخاصة بعد الأحداث الأخيرة التى أدت إلى ما أدت إليه في قطاع غزة نشأت في حركة فتح الكثير من المفاهيم التقليدية غير المعتادة في إطار ما يسمي بالمحاور أو حتى المفاهيم المضادة لها وهذا الأمر ليس بجديد في حركة فتح خلال تاريخها الطويل نتيجة عوامل متعددة، منها ما كان وليد الاحترام المفرط لـلعقل الفتحاوي والمبالغة في تقدير قدراته، وكان هذا العامل وحده كفيلاً بأن يثقل كاهلنا بإفرازاته المتناقضة، وذلك لاختلاف العقول في إطار الحركة وطرائق معالجاتها، وتباين مستوياتها التحصيلية والإنتاجية، وتأرجح حالات النشاط العقلي صعودا وهبوطاً، واختلاف مردود هذا النشاط زماناً ومكاناً، كما أن هذا العامل أيضاً كان كفيلاً بالصدام الناتج عن الغرور لدي البعض والاعتداد بالنفس والاحتقار المتبادل بين العقول المتنافرة وبالتالي أوصلتنا إلى هذه الحالة.
هذا إضافة إلى الخطيئة الكبرى التي تمثلت سهواً أو عمداً في تقديم الولاءات لأشخاص محدده بذاتهم والطاعة لتلك الشخوص على حساب القدرات الفتحاوية ووحدة الحركة والالتزام بالأنظمة والقوانين واللوائح والتعليمات الواضحة الصادرة عن قيادة الحركة، ومع هذا المستوى في العلاقة بين أقطاب هؤلاء العقول أصبحت المحاور صنيعة المزاج البشري وأحد منتجاته، حين طوّعت له الأفكار الاجتهادية بحجج متعددة تم تسويقها لخدمة أفكارهم الشخصية بعيدا عن المصلحة الفتحاوية العامة، خاصة بعد أن سوق للعديد من الأشخاص التي تدعو إلي استقطاب الجيل الشاب في القيادة، ثم تأويلها المتعسف لخدمة هذه الدعوى، وهي دعوى فضفاضة عاطفية لا يعلم رأسها من ذيلها والهدف كان منها واضحا ولخدمة أغراض شخصية بحثه، ولا تعرف متطلباتها اللازمة عنها بدقة، وكانت النتيجة سقوط غزة .
ويبدو أن المزاج الفتحاوي بقي على هذا الحال ولم نستخلص العبر بعد وكأنه فرض على حركة فتح أن تعيش على هذه التناقضات والاختلافات والولاءات للشخوص القيادية على حساب الفكرة الفتحاوية الأصيلة، وفي المقابل برزت النزعة الأرضية المغرورة والمخدوعة بالوعود وبقي المنصب والموقع هو الأساس في الفكر والعقل !!
ومع ذلك أعلم أنه توجد محاولات للخروج من ربقة مستوى العقل المسحوق والانتقال إلى مستوى العقل المتعالي على الولاءات ذلك العقل الذي يصب في المصلحة الفتحاوية لمواجهة التحديات في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية الجديدة، وتعلو الصيحات بين الحين والحين، لفتح باب الاجتهاد في إطار الكل الفتحاوي، وهي دعوى بحاجة الى قائد فتحاوي يلملم جراحات الماضي لتصب في مصلحة اتجاه فكري موحد، والتحرر من ربقة الانسحاق الذي يخضع له العقل المضلل والانطلاق نحو العقل الفتحاوي غير المستورد، العقل الفتحاوي الميداني والواقعي.

لقد بات الكل الفتحاوي في حالة انتظار وترقب كل جديد وباتت مخاوف أبناء فتح حقيقة واقعية في ظل غياب الحوار البناء بين صفوف قيادة حركة فتح وتعزيز حالة الولاء للشخوص على حساب الانتماءات الفتحاوية للفكرة وبروز المحاور بشكل علني في العديد من المناسبات، وأصبحت الحالة الفتحاوية رغم الجهود المبذولة من قبل مفوضية التعبئة والتنظيم في إحباط مستمر، والمطلوب جهود عظيمة بعيدا عن القيل والقال لإعادة نصاب الأمور إلى حالها الطبيعي، وهذا أمرا ليس صعبا على قيادة الحركة التي حطمت الصعاب في أحلك الظروف.
ترى؛ أين (الفكرة الفتحاوية الأصيلة) وسط هذا الركام؟! وكيف السبيل إليها؟!
إن الإجابة على ذلك تتمثل في أننا لسنا في حاجة أبداً للوقوف على أعتاب تلك الشخوص ونقدم لها الولاءات على حساب الفتح، وخطيئتكم الكبرى يا من تحبون وتقدسون الولاءات هي أنكم تتطلعون دائماً إلى الماضي الذي جعلنا منه صنماً في هيكل الأصنام الذي تتعبّدونه... !؟ ولقد أنفقتم جهدكم أمام الباب الخطأ ... لأن للفتح سبيلاً واحدا... وصرحاً واحدا... وباباً واحدا! !

بقلم / أ.رمزي النجار
باحث وكاتب

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت