القدس المحتلة- وكالة قدس نت للأنباء
اعتبر المحامي الدولي جوناثان كتاب الخبير في النضال اللاعنفي، بان النضال اللاعنفي هو وسيلة كفاح ونضال لا تقل اهمية عن الكفاح المسلح لا من حيث التدريب والاعداد والتحضير ولا من حيث الفعالية والحصول على نتائج في مثل ظروف الشعب الفلسطيني . فالمقاومة الشعبية هي وسيلة نضال لاعنفي ربما الوحيدة الناجعة والمتاحة في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها قضيتنا؟.
واوضح المحامي في لقاء صحفي بإدارة وتنظيم محمد زحايكة رئيس نادي الصحافة – القدس – نقابة الصحفيين الفلسطينيين . ان النضال اللاعنفي يساء فهمه احيانا من قبل الكثيرين الذين يعتقدون انه نوع من المهادنة او الاستسلام او الامتناع عن خوض المعارك الحقيقية . ولكن الواقع ان النضال اللاعنفي هو ليس فقط الامتناع عن اساليب العنف فهو منظومة فكرية متكاملة مبنية على اسس مختلفة معاكسة احيانا للكفاح المسلح .. فاذا كان الكفاح المسلح او العسكري يقتضي القضاء على اكبر عدد من منشآت العدو وتقليل الخسائر في ارواح البشر لدى طرف من الاطراف يكون العكس بالنسبة لاسلوب نضال اللاعنف وهو ان سقوط عدد اكبر من الضحايا في صفوف الطرف المظلوم يقويه في حين ان سقوط مدنيين لدى عدوه يضعف من مشروعية نضاله .
واضاف كتّاب " ان الشعب الفلسطيني مارس عمليا النضال اللاعنفي بشكل تلقائي ولكن بدون دراسة وتخطيط واعداد كافي ومعرفة بوسائله وتكتيكاته واستراتيجياته .. اذ ان له ادبيات ومحاذير تختلف عن الكفاح العسكري المسلح . فالنضال اللاعنفي يرتكز على مفهوم ان جميع انواع النضال والحروب والصراعات ليست فقط صراعات مادية وانما لها ابعاد عاطفية ونفسية وروحية ان لن تكن روحانية.. فمعارك النضال هي عادة داخل فكر وعواطف ونفسية كل من المناضل والجندي الذي يقف امامه في الطرف الاخر الى جانب العالم الخارجي الذي يراقب ويتفاعل مع هذا الطرف او ذاك.. فهذه هي ساحة النضال.. اذا اردنا ان ننتصر .. علينا معرفة وادراك كيف يفكر افراد شعبنا وكيف يفكر العدو وافراد مجتمعه وكذلك العالم الخارجي وكيف يتفاعلون بالتالي مع الواقع القائم او المستجد .. فالهدف ليس ان تقتل العدو لمجرد القتل .. فقد تسعى الى ان تغيّره أو تحيّده على الاقل في الصراع السياسي الدائر.. بينك وبينه .. "
وأكد كتّاب ان اللاعنف يرتكز ايضا على مفهوم ان الظلم والظالم والاحتلال في وضعنا لا ينجح بتاتا الا اذا سمحنا له ان ينجح .. فنحن من يعطي الاحتلال القدرة على الاستمرار او عدم الاستمرار ..!!! فالاحتلال لن يستمر الا اذا رضينا به كما كان يردد د. مبارك عوض احد قادة النضال اللاعنفي الفلسطينيين الذي ابعد عن وطنه فلسطين لمحاولته اشهار هذا النضال في وجه الاحتلال الاسرائيلي . وهنا يمكن لنا ان نستفيد من ظاهرة الانتفاضة الاولى والربيع العربي في كسر حاجز الخوف والانعتاق من ربقة الاحتلال . واستشهد بما حصل في ميدان التحرير في مصر وكيف تمكن المصريون باساليب النضال اللاعنفي من تحييد الجيش ودباباته . ومن هنا يظهر ان الذي يخاف من اللاعنف هم الطرف الاخر الغاشم والمستبد والدكتاتور والمحتل .. لذلك رأينا ان محاربة اسرائيل للانتفاضة الثانية كان اسهل لانها استدرجتها الى ملعبها المفضل وهو العنف المسلح بعكس الاولى التي استلهمت الكثير من اساليب الكفاح السلمي اللاعنفي.
ولاحظ الخبير في القانون الدولي انه تولدت قناعة ما في الاونة الاخيرة ان الجدوى من المقاومة العسكرية محدودة جدا وغير مجدية بتاتا ولا مناص عن التفكير باساليب كفاحية جديدة يقف على رأسها النضال اللاعنفي بمنظومته الكاملة المتكاملة رغم انها ليست خيارا سهلا .. فالطرف الاخر سوف يرد بعنف عليها.. فالمعركة اللاعنفية بحاجة الى نفس طويل واعداد وتضحيات وانضباط عالي الى جانب التدريب والتخطيط والموارد البشرية والمادية .
وعلق كتّاب على المداخلات والاستفسارات بأن كثير من نماذح الكفاح اللاعنفي اثبتت جدارتها في العالم وان المطلوب لنا كفلسطينيين قيادة حكيمة وحقيقية قادرة على ادارة الصراع بهذا الاسلوب المؤثر والفعال الذي يبقى افضل الف مرة من نضال مسلح غير مدروس وغير مؤثر .. وضرب مثلا حالة مدينة القدس المحزنة واليتيمة بكل معنى الكلمة.. واوضح ان الاضرابات والاعتصامات والاضراب عن الطعام والمقاطعة كلها تندرج في اطار النضال اللاعنفي قد اثبتت تأثيرها وفعاليتها في الانتفاضة الاولى .
وقال ان البروفسور شارب الخبير في النضال اللاعنفي العالمي اقر ان الفلسطينيين ابتدعوا بعض اساليب النضال اللاعنفي الجديدة في الانتقاضة الاولى ..على سبيل المثال التوقيت الفلسطيني بموازاة التوقيت الاسرائيلي ؟ واستذكر بعض وسائل اللاعنف من زرع اشجار على حدود بعض المستوطنات وما كانت تثيره من استفزاز لدى الطرف الاخر وكيف تمت ازالة حاجز الاسلاك الشائكة المضروب حول مخيم الدهيشة وكيف تمت عمليات فتح 94 بيتا فلسطينيا مغلقا رغم ارادة الاحتلال حيث حاول غادي زوهر احد المفاوضين الاسرائيليين التهرب من ذلك بتحويلها على اجندة المفاوضات للحصول على شيء مقابلها ولكننا في مركز النضال لدراسات اللاعنف رفضنا ذلك واتخذنا الخطوة ونفذناها. . واشار كيف كان يفرض موقفه على المحاكم الاسرائيلية فيما يتعلق بتحديد مواعيد جلسات القضايا التي يترافع فيها بناء على التوقيت الفلسطيني مما يجعل القضاة الاسرائيليون في حيرة مع ابداء شيء من الاحترام ..
وقال ان المشكلة مع الكفاح المسلح انه لم يمارس كما يجب حيث كان يفتقر الى اقل الابجديات .. و الكفاح المسلح غير الفعال يقوي العدو بدلا من اضعافه ..
وحذر من سوء الفهم والخلط بين اللاعنف وبين التخلي عن المقاومة بحجة الدخول في المفاوضات .. فالمقاومة اللاعنفية مستمرة وهي تركز على القوة الذاتية والداخلية لدى الشعوب المقهورة التي من خلال ارادتها وعزيمتها وتصميمها تتفوق على الالة العسكرية للعدو المدجج بالسلاح.