رفقاً بأطفال المدارس الإبتدائية أيّها المسؤولين

بقلم: زينب الغنيمي


اليوم الثاني من سبتمبر، صباحٌ جميل حيث عجّت الشوارع المؤدية للمدارس في كل مناطق القطاع بأطفال كالزهور الجميلة، ناموا بالأمس وهم يحتضنون حقائبهم بعد أن علقّوا ثيابهم الجديدة أمام ناظريهم وبجوار الباب كان الحذاء الجديد، غفت عيونهم الصغيرة وقلوبهم لازالت ترتجف انتظاراً ليوم الغد الذي يعتبر عيداً لديهم حيث بدء العام الدراسي، والأكثر تشوقاً وفرحاً مشوباً بالخوف والرهبة للتلاميذ الجدد أو المنتقلين من مدرسة إلى أخرى.

جاءتني طفلة مسجلة في الصف الأول في إحدى مدارس وكالة الغوث تتدارى بخجل خلف والدتها ترتدي مريلتها المخططة وحذاءها الجديد وتضع في شعرها المسرَّح بعناية ربطتين بيضاويتين على شكل زهر القرنفل، سمعت زقزقتها وهي تقول أنا كبرت وسأذهب للمدرسة لأتعلم الكتابة والقراءة، احتضنتها وهنأتها وأنا أتمنى لها مستقبلا أجمل.
بانتهاء الدوام المدرسي جاءتني والدتها عابسة والدموع في عينيها وهي تقول قتلوا فرحة طفلتي أنا لن أسامحهم وسوف أسعى لنقلها من الصف أو حتى من المدرسة، لماذا؟!!!!.
الفتيات وبضمنهم تلك الطفلة القرنفلة قضين يومهن باكيات خائفات لم يرين في الفصل معلمة تستقبلهن بحب وابتسامة تربت على أكتافهن بحنان وتزيل عنهن رهبة اليوم الأول، ولكن فوجئن بسيدة لا يعرفن من هي؟ كبيرة أم صغيرة؟ رحيمة أم قاسية؟ بالكاد سمعن صوتها تُدلي بأوامرها ترتدي زياً أسوداً وتضع نقاباً وفوق النقاب شاشة سوداء (إسدال) لم يرين حتى عينيها، تشير لهن بيديها المرتدية كفا سوداء بالجلوس، خفن وبكين.
ومع الاحترام لحق كل فرد أن يختار ما يريد ويرتدي ما يريد ويعتقد ما يريد، ولكن ليس من حق الإدارة التعليمية سواء في وكالة الغوث أو وزارة التربية والتعليم أن يدمروا أحلام الأطفال وبدءاً من اليوم الدراسي الأول والذي هو مقدمة لما يليه.

ونتساءل ما الذي سيخدش حياء هذه المعلمة ومثيلاتها من طفلات بالصف الأول هل بدعوى الحفاظ على معتقداتها أو أنها تخشى على فتنتها من بنات صغيرات؟!، أي خبرة تربوية تمتلك هذه المعلمة؟ التي سيأتمنها الأهالي على أطفالهم، وأيضا ما هي خبرة كل الجهاز التعليمي الذي سمح لها بأن تتصرف على هذا النحو؟ ، وأي شكل من العلاقة ستنشأ أو يمكن أن تنشأ بينها وبين الصغيرات وما الذي سيتعلمنه منها وهن لا يرين حركة شفاهها وهي تنطق حرف الألف أو الباء أو حتى حرف السين الذي يخرج من بين الأسنان، وكيف سيعرفن أنها راضية عن أداء هذه الطفلة أو تلك بابتسامة أو عدم رضاها عن تلك بنظرة عين زاجرة، كيف يمكن أن يتم التخاطب بين مثل هذه المعلمة والأطفال في الصف الأول أو الثاني أو الثالث ؟!.

أيُّها المسؤولين رفقاً بالأطفال، ويكفيهم الاكتظاظ في الصفوف وضعف توفير المواد التعليمية والرهبة اليومية التي يعيشونها بسبب الحصار والعدوان الإسرئيلي المتكرر والمرعب لهم وعليكم أن تتخذوا قرارت صائبة حفاظاً على مستقبلهم بشأنهم فهم يستحقون منكم الرحمة والاهتمام.



جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت