غزة- وكالة قدس نت للأنباء
مازالت تتواصل الإحتجاجات فى مدن الضفة الغربية التى تطالب بضرورة إجاد حلول للأزمة الحالية التى تمر بها السلطة الفلسطينية، محمليين رئيس وزرائها سلام فياض مسؤولية ما آلت له الأمور، فيما طالب أخرون بضرورة رحيله عن السلطة بإعتباره جزء من الأزمة كونه من يترأس الحكومة وفيما ظهرت اللافتات التى كتب عليها: " فياض لسنا دجاج بياض، معيش بنزين اعبيها خليها لفياض أولى فيها، لا لحكومة الذل والتجويع، إلى متى سنبقى ندفع فواتيركم " الأمر الذي يطرح تساؤلات حول دور سلام فياض وأثره على السلطة الفلسطينية منذ أن كان وزيراً للمالية إلى أن وصل رئيس حكومة السلطة الفلسطينية .
ويرى المحلل السياسيى ابراهيم ابراش، أن سلام فياض جاء من خارج النظام السياسي الفلسطيني عندما كان موظف رفيع فى البنك الدولي، فجيء به إلى السلطة الفلسطينية ليتسلم المالية عندما وجهة لرئيس الراحل ياسر عرفات إتهامات من قبل دول مانحة عديدة بتوظيف الأموال بإتجاه دعم المقاومة الفلسطينية , وبهذا المفهوم نري أن سلام فياض فرض فرضاً على السلطة الوطنية الفلسطينية" .
ويضيف إبراش فى حديث لـمراسل "وكالة قدس نت للأنباء " طارق الزعنون، أن فياض ما لبث وجوده فى السلطة الفلسطينية حتى بدأ يلعب دوراً سياسياً وكان ذلك واضحاً بعد الإنقسام الفلسطيني الفلسطيني، وتوليه رئاسة الحكومة فى الضفة الغربية بدأ يظهر أكثر فى العمل السياسي الفلسطيني وجوبه بكثير من المعارضه من داخل حركة فتح وتاره من قبل حركة حماس وكانت فى بعض الأوقات يحدث تصادم بينه وبين الرئيس الفلسطيني أبو مازن، وظهر ذلك بوضوح فى 17 أبريل 2012 م الماضي عندما طلب أبو مازن من سلام فياض تسليم رسائل تحمل وجهة نظر السلطة حول المفاوضات لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو , عندما رفض فياض هذا الأمر فى اللحظات الأخيرة مما أوقع السلطة فى حرج كبير .
وحول ما إن كان رحيل سلام فياض عن السلطة سيحل الأزمة التي تسببت في الإحتجاجات فى الشارع الفلسطيني، قال "أن الرئيس أبو مازن سيجد صعوبة بأن يجد شخص بديل فى الوقت الراهن، لأن فياض يتمتع بشبكة علاقات دولية ومحل ثقه من قبل الدول المانحة وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية" .
ويكمل "رحيل أو وجود سلام فياض في السلطة لن يحل الأزمة لأن الأزمة أعمق من شخص فياض وبحاجة إلي إعادة بناء النظام البنوي للسلطة الوطنية الفلسطينية , بجانب إعادة النظر فى علاقات السلطة مع الأطراف الدولية ويوضح أن الأزمة الحالية تتكون من وجهين الأول إقتصادي والثاني إنعدام الأفق السياسي ومستقبل الدولة ".
ويشير إبراش بأن فياض يتحمل جزء وتقع عليه مسئولية نتيجة ما آلت له الأمور ,مضيفاً أن فياض كان يعمل فى نظام سياسي فلسطيني وهو جزء من نظام متسائلاً أين كانت القيادات الفلسطينية عن دور سلام فياض وعمله.
ويتابع الشخص ليس بريئاً مما يحدث فى الضفة الغربية , ولكن لا نريد أن يكون "كبش فداء" للأزمة القائمة والمطلوب هو إعادة بناء نظام بنوي جديد , وتغير شمولي فى كل أوجه السلطة الفلسطينية وعلاقاتها فى الأطراف الخارجية .
هذا ومازالت تشهدت الأراضي الفلسطينية فى الضفة الغربية مظاهرات غاضبة احتجاجاً على موجة الغلاء وارتفاع الاسعار التي تشهدها الاسواق الفلسطينية منذ بداية الاسبوع الماضي , وطالب متظاهرون باسقاط حكومة فياض وقد رفع الشباب المعتصمون لافتات صبت في معظمها جام غضبها على رئيس الوزراء د. سلام فياض، واتهمته بإفقار الشباب ودفعهم إلى الهجرة .
ورداً على هذه الإحتجاجات قال فياض خلال مقابلة معه جرت أول أمس مع الإعلاميين "أنه لن يتردد في التنحي عن منصبه، في حال استنتج أن رحيله يحل المشكلة وقام بشرح مستفيض استعرض فيه كل جوانب واسباب الأزمة القائمة ومصادرها والحلول المحدوده التي تمتلكها السلطة فى معالج هكذا أزمة فى ظل ما يقوم به الإحتلال الإسرائيلي من عمل يقود عمل السلطة الفلسطينية" .
من جانبه يقول الكاتب والقارىء السياسي هاني حبيب لـ " قدس نت " :" لا اعتقد أن الأزمة الحالية تتعلق فى شخص سلام فياض وأن الأزمة المالية والإقتصادية سببها الأول والأخير الإحتلال الإسرائيلي , مطالباً بضرورة إعادة النظر فى إتفاقية باريس الإقتصادية التي جعلت الإقتصاد الفلسطيني رهينة بيد الشركات الإسرائيلية وأدت إلى أنعدام التنمية فى الأراضي الفلسطينية ".
ويضف" أن توجيه الإتهام لفياض بأنه هو عنوان الأزمة الحالية يعود إلي طبيعة الخلاف بينه وبين قيادات حركة فتح لا تريد له الإستمرار فى السلطة الفلسطينية وتعمل على استثمار ما يجري من إحتجاجات ضده , وكأنه هو عنوان الأزمة الحالية" .
ويتابع أنه لا يوجد مخرج لهذا الوضع إلا فى زوال الإحتلال المتسبب لكل المعاناة التى يعانيها الشعب الفلسطيني .
من هو فياض ..
سلام خالد فياض (مواليد 1952)، ولد في قرية دير الغصون قضاء طولكرم، انتقل بعد حرب 1967م مع إسرته للعيش في الأردن، يشغل حاليا منصب رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية ومقرها رام الله , تم تعيينه بهذا المنصب بقرار رئاسي في 15 يونيو 2007م.
حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة من (الجامعة الأمريكية في بيروت) في عام 1975م، حاصل في عام 1980 على درجة الماجستير في المحاسبة من جامعة سانت ادوارد في ولاية تكساس (الأمريكية) وفي عام 1986م وحاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة تكساس (الأمريكية).
عمل فياض في (رئاسة البنك الدولي) في واشنطن، حيث تقلد وظيفة (مساعد المدير التنفيذي)، ثم بعد ذلك تمت ترقيته بسرعة إلى منصب (مستشار المدير التنفيذي) واستمر في هذه الوظيفة من عام 1992 وحتى عام 1995م.
بعد توقيع اتفاقية أوسلو في عام 1993م، تم تحويل وظيفة الدكتور سلام فياض من البنك الدولي إلى (صندوق النقد الدولي) وتولي منصب الممثل المقيم في القدس لصندوق النقد الدولي كممثل للسلطة الفلسطينية .