نشرت صحيفة جورسلم بوست ذكرى إسرائيلية عزيزة حدثت منذ أربعين عاما، وهي ذكرى عودة الحمار الإثيوبي إلى موطنه في إسرائيل، وهو حمار مخطط القدمين ورد ذكره في التوراة والإنجيل، وقد عاد سالما معافى إلى أرض الميعاد يوم 12/9/1972 وإليكم قصة عودته، كما وردت في صحيفة الجورسلم بوست يوم 10/9/2012:
بما أن الحمار الإفريقي مخطط القدمين، وهو من أجداد الحمار المحلي الداجن، قد انقرض من أرض الميعاد، فإن اللواء المتقاعد أبراهام يوفي قرر أن يعيده إلى إسرائيل، في محميته الطبيعية في هاي بار بمستوطنة (يوتفاتا) في النقب، وتبلغ مساحة حديقة الحيوان التوراتية ثلاثمائة فدان، وتحتوى على مجموعات من الحيوانات البرية المنقرضة!
وحيث أن هذا النوع من الحمير كان يوشك على الانقراض في أثيوبيا بسبب الحروب والأمراض والمجاعة، لذا قام اللواء يوفي بزيارة حديقة حيوانات في نيويورك، وأبلغه مديرها بأن هناك طريقة لجلب الحمار التوراتي المخطط، بواسطة تجار حيوانات إيطاليين يعملون في إثيوبيا، فاغتنم الفرصة، وقام بإبلاغ الحكومة الإثيوبية برغبته في شراء مجموعة من الحمير المخططة، فطلبت الحكومة الإثيوبية تسعين ألف دولار نقدا، وتمكن يوفي بعد أشهر من جمع المبلغ!!
غير أن مشكلةً أساسية بقيت عالقة، وهي كيفية نقل الحمير من إثيوبيا إلى إسرائيل، فقام بالاتصال باللواء المتقاعد موطي هود الذي قال له ساخرا:
"وفِّر التعب، واجلب حمارا بلديا وخطط أقدامه بالطلاء، يصبح حمار توراتيا"!!
واستعان بطائرة نقل من نوع هروكليس القادرة على العمل في ظروف صعبة، وتمكن يوم 12/9/1972 من نقل اثني عشر حمارا توراتيا مخططا إلى حديقة حيوان يتوفاتا،
(لتعزيز الاعتقاد الروحي بأرض الميعاد عند الأجيال اليهودية) حسب ما شرح يوفي في رسالة له لوزارة التعليم!!
تعيش الحمير التوراتية اليوم في سعادة وهناء، مع نظيراتها الحمير الآسيوية، والآرام والظباء العربية في أرض الميعاد !!
إليكم تعليقي على قصة الحمار في التلمود اليهودي:
"يبدو أن الحمير المخططة في حديقة حيوان (هاي بار يوتفاتا) هي من فصيلة الحمار( التلمودي) الذي كلم العرَّاف (بعلام) وحذّره من تحقير الإسرائيليين وذمهم، فأطاع بعلام قول الحمار المخطط، وصار من أنصار الإسرائيليين بفضل هذا الحمار، ولم يعمل بأمر ملك موآب (بلق) الذي كان يكره الإسرائيليين!!"
من الموضوعات التي تستحق التعليق على هذا الموضوع، ويمكن الاسترشاد بها:
جنرالات إسرائيل وعلاقتهم ليس بالهجوم والدفاع، بل بالبحث عن الآثار، ونحت التاريخ!!
مسؤولون حكوميون إثيوبيون يبيعون حمير بلادهم!
العلاقة بين هذه الذكرى العزيزة وذكرى عملية موسى 1984 وعملية سليمان 1991 لتهجير يهود الفلاشاه إلى إسرائيل،
ما الغرابة في ذلك؟
مادامت كثير من الحكومات تبيع البشر بأرخص من أثمان الحمير!
لماذا نُقلل من شأن الحمير، مع العلم بأن للحمار صفاتٍ تجعله أعلى منزلة من كثيرٍين.... ؟!
--
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت