غزة- وكالة قدس نت للأنباء
  دعا وزير الأوقاف والشئون الدينية في حكومة غزة،  إسماعيل رضوان الحكومة النرويجية لفتح حوار مباشر مع الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة بصفتها حكومة شرعية جاءت عبر انتخابات نزيهة وذلك للتعرف على أهم وأبرز الاحتياجات والمشاكل الأساسية في القطاع والمساهمة في وضع الحلول المناسبة لها كنوع من أنواع تعاون الحضارات بين الدول. 
  
  وفي معرض رده على جملة من الأسئلة التي طرحها الوفد أوضح وزير الأوقاف في غزة، أن وزارته تهتم بالشئون الدينية لكافة قطاعات الشعب الفلسطيني المسلمين والمسيحيين على حد سواء، وتهدف إلى خلق حالة من الانسجام والتوافق بين هذه القطاعات. وأضاف: "نحن نحترم الأديان ونحافظ على أن تكون الأوقاف حاضنة لأبناء شعبنا الفلسطيني. 
  
  وتابع: "نحرص على بناء الإنسان وإنشاء المواطن الصالح الذي يتعايش مع الغير ونحن منفتحون على الجميع بما يخدم أبناء شعبنا، ونعتمد على الوسطية والاعتدال بعيداً عن العنصرية والانحراف". 
  
  وأشار رضوان إلى أن الأوقاف لديها مؤسسات تعمل من أجل بناء الإنسان الصالح السوي الذي يخدم وطنه وأمته، مبيناً أن في وزارته مؤسسات تساعد الفقراء والمساكين ومؤسسات تنظم موسم الحج وأخرى تنظم العمل النسائي، ومؤسسات تنظم التعليم الشرعي والعادي، وأخرى قانونية ترعى أملاك وأراضي الوقف التي تعمل لصالح الفقراء والمساكين. منوهاً إلى أن وزارة الأوقاف تعمل ضمن منظومة متكاملة هدفها خدمة الإنسان الصالح الذي يخدم مجتمعه. 
  
  ورداً على سؤال هل هناك نية لإحداث تغييرات في أئمة المساجد والخطباء بآخرين وسطيين معتدلين؟ قال وزير الأوقاف: "نحن نعتمد على المنهج الوسطي في الدعوة ونسعى إلى الارتقاء بالوعاظ والخطباء بشكل يتسم مع هذا المنهج من خلال عقد ورش عمل ولقاءات تخصصية ودورات ووضع الخطط الإستراتيجية والتطويرية ولدينا كاد مؤهل لذلك" .
  
  وتابع: "ولدينا تطلعات للارتقاء بكافة كوادر الوزارة لتكون في مقدمة الوزارات والمؤسسات" موضحاً أن التدوير والتغيير المدروس شيء طبيعي يُسهم في التطوير والارتقاء وتبادل الخبرات. 
  
  وحول سؤال الوفد النرويجي عن مدى وجود خطط تنظم العمل مع الطائفة المسيحية في القطاع، أفاد الوزير أن العلاقة مع الطائفة المسيحية علاقة طيبة وقائمة على التعاون المشترك، مشيراً إلى أن المسيحيين في القطاع جزء أصيل من المجتمع الفلسطيني وتسعى الوزارة والحكومة باستمرار للتواصل معهم للتعرف على مشاكلهم والمساهمة في حلها والحفاظ على حقوقهم. منوهاً إلى وجود دائرة مختصة ومكلفة بمتابعة شئون الطائفة المسيحية. 
  
  وعن تعاون وتواصل الوزارة مع مؤسسات ووزارات إسلامية ودولية في الخارج، كشف د. إسماعيل رضوان عن وجود اتصالات وتعاون بين وزارته وعدد من الوزارات والمؤسسات في دول عربية وإسلامية للارتقاء بالوزارة وتبادل الخبرات وتوطيد العلاقات معها، مبيناً أن هناك دعوات من بعض الدول لتبادل الزيارات والخبرات مؤكداً على استعداد وزارته للالتقاء والعمل مع الجميع خدمة للإنسانية. 
  
  وحول أثر الحصار على القطاع وطبيعة العلاقة المستقبلية مع جمهورية مصر العربية خاصة بعد العملية التي حدثت في سيناء وتوتر العلاقات وإغلاق المعبر وتدمير الأنفاق. وصف وزير الأوقاف حصار القطاع بأنه جريمة بحق الشعب الفلسطيني وأنه لا أخلاقي وأردف: "هناك قرارات دولية وحقوقية لرفع هذا الحصار والنرويج جزء فاعل يجب أن ترفع صوتها باستمرار لرفع الحصار عن القطاع". 
  
  وتابع: "الحصار أثر على كافة قطاعات الشعب الفلسطيني سيما في نقص الاحتياجات الأساسية التي يحتاجها الناس كالكهرباء والوقود والماء والدواء" متوقعاً أن تكون العلاقة مع مصر في المرحلة القادمة أفضل بعد تغير النظام السابق لصالح تخفيف الحصار وصولاً إلى إنهائه، معرباً عن أمله أن تزيد فرص التعاون المشترك مع جمهورية مصر العربية لرفع وفتح معبر رفح للأفراد والبضائع والمواد التجارية وإنشاء منطقة حرة تلبي احتياجات أبناء القطاع من المواد الأساسية. 
  
  ورداً على سؤال هل سيؤثر فتح معبر رفح وإنشاء المنطقة الحرة على تحقيق المصالحة التي ترعاها مصر؟ بين د. رضوان أن تلبية احتياجات القطاع وفتح المعبر ضرورة إنسانية ليس لها علاقة بملف المصالحة التي نحرص على تحقيقها بما يحقق طموحات وآمال شعبنا. 
  
  وشدد الوزير على أن ملف المصالحة ترعاه مصر وهي تحاول تحريك هذا الملف من جديد لكن ذلك متوقف بسبب وجود تدخلات وضغوط خارجية (أمريكية وصهيونية). مفيداً أن هناك عدة لجان تعمل لإنجاح المصالحة مثل لجنة الحكومة والانتخابات ومنظمة التحرير والمصالحة والأمن تنشط عندما يكون هناك تحرك في مسار المصالحة، مشيراً إلى عدم وجود أي جديد في هذا الملف حالياً. 
  
  وحول وجود نية لدى حركة حماس لإجراء انتخابات منفردة في غزة على غرار الانتخابات التي ستقيمها فتح في الضفة الغربية قال وزير الأوقاف: "إجراء الانتخابات في الضفة الغربية مخالف لاتفاق المصالحة الذي تم توقيعه في القاهرة وهذه الانتخابات غير شرعية لأنها تجري في حالة من الملاحقة الأمنية وعدم توفر الحرية وتعمل على تعميق الانقسام وفصل غزة عن الضفة" 
  
  وتابع: "ملف الانتخابات جزء من ملفات المصالحة ويجب الالتزام بتحقيق هذه الملفات كرزمة واحدة وبالتزامن"، وتساءل كيف يمكن أن تتم انتخابات نزيهة وموضوعية في ظل الملاحقات الأمنية وقمع الحريات؟ ".
  
  وعن سؤال ألا تعتقد أن إجراء الانتخابات في الضفة سيكون حافزاً لتغيير الوضع وتحريك باقي ملفات المصالحة؟ عقب أ. د. إسماعيل رضوان قائلاً: "الانتخابات التي ستجرى في الضفة مُسيسة ولن تكون نزيهة"، مشيراً إلى أن الانتخابات هي بين فتح وفتح وعدم مشاركة العديد من الفصائل فيها كحماس والجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة. 
  
  وطالب الوفد النرويجي وزير الأوقاف بحكومة غزة بتقييم الوضع الحالي لقطاع غزة وتحديد الاحتياجات اللازمة لإعادة بناءه، وذلك لتقديمه للحكومة النرويجية التي سترفع الأمر لمجلس الأمن.
                                  
          
 
             
                     
                     
                     
                     
                    