ماذا يريد الشعب من حركة حماس؟

بقلم: فايز أبو شمالة


أما وقد حسم رجال الضفة الغربية موقفهم النهائي من السلطة الفلسطينية، وهتفوا ضد القيادة الأزلية من شمال الضفة حتى جنوبها، ورددوا بصوت مزلزل: يا عباس، ويا جبان، يا عميل الأمريكان، ويلا ارحل يا عباس، فإن هذا الحسم السياسي الفلسطيني ليفرض على قيادة حركة حماس أن تطور من مواقفها من مسألة إنهاء الانقسام الفلسطيني.
وإذا كان مقبولاً في مرحلة سابقة أن تجلس حركة حماس مع محمود عباس، وتتوافق معه على ورقة عمل أعدتها المخابرات المصرية؛ التي كان يترأسها عمر سليمان، وفي زمن كان يرأس مصر شخص اسمه حسني مبارك، فإن تغير الزمن المصري، يفرض على حركة حماس أن تغير من رؤيتها للمصالحة، ولاسيما أن الشعب الفلسطيني الذي انتفض في الضفة الغربية ما عاد يرتضي أنصاف الحلول والمواقف، ولا اختلاط الرؤى السياسية وامتزاج الألوان.
وإذا كان السيد إسماعيل هنية قد ركز في خطاباته السابقة على استحالة إنهاء الانقسام طالما استمر التنسيق الأمني! فإن الشعب يريد في زمن انتصار إرادة الشعب في الضفة الغربية أن تلتزم حركة حماس بالقواعد الأساسية لإنهاء الانقسام، وهي كما يلي:
أولاً: طالما ألغى العدو الصهيوني اتفاقية أوسلو من طرف واحد، وطالما فرض الصهاينة على الأرض حقائق جديدة، فإن الشعب يريد من حركة حماس أن ترفض اللقاء مع أي قيادي فلسطيني لما يزل يقدس اتفاقيات أوسلو، ويلتزم بما نجم عنها من متغيرات أضرت بشعبنا.
ثانياً: بعد أن أضاعت قيادة منظمة التحرير عشرين سنة من حياة الشعب الفلسطيني في مفاوضات عبثية، فإن الشعب يريد من حركة حماس ألا تقول: عفا الله عما سلف، وتعالوا للحوار، وإنما تقول: على قيادة المنظمة أن تعتذر للشعب الفلسطيني عما تسببت له من أضرار سياسية وحياتية ونفسية، وأن تنبذ المفاوضات مع إسرائيل علناً، وأن تنحاز إلى الشعب المقاوم.
ثالثاً: الشعب يريد من حركة حماس أن يكون شرطها لإنهاء الانقسام هو الإعلان الصريح من قيادة منظمة التحرير عن وقف التنسيق الأمني الكامل مع المخابرات الإسرائيلية، وإطلاق سراح المعتقلين، وإطلاق يد المقاومة الفلسطينية المسلحة لتعمل ضد الغاصبين.
رابعاً: بعد انتفاضة الضفة الغربية على رموز "أوسلو"، فإن الشعب يريد من حركة حماس العمل على تشكيل قيادة سياسية جديدة للشعب الفلسطيني، يتساوى فيها تمثيل الفلسطينيين في الوطن وفي الشتات، على أن تتواءم القيادة الجديدة مع روح الربيع العربي.
خامساً: الشعب يريد من حركة حماس أن تعيد الاعتبار للنص الأصلي للميثاق الوطني الفلسطيني، وأن يكون المرجعية لكل تحرك سياسي، مع التأكيد على الإعلان الفلسطيني الرسمي عن سحب الاعتراف بدولة اسمها "إسرائيل"، والاعتذار للشعب عن سنوات الخطيئة.
قد يقول أحدكم: هذه شروط يستحيل تطبيقها، إنها المغالبة، وليست المصالحة، وهي بمثابة إعلان هزيمة مدوية للبرنامج السياسي لمنظمة التحرير!.
سأقول: نعم؛ وهل من الخطأ أن تعود منظمة التحرير الفلسطينية إلى الزمن الجميل؟ وهل كان مخطئاً الرئيس المصري محمد مرسي حين حسم تعدد السلطات في مصر لصالح قوى الثورة؟ ألم يهزم الربيع العربي حسني مبارك وجنوده بالضربة القاضية، ليهزم معه البرنامج التفاوضي لمنظمة التحرير؟ أما آن للمنظمة أن تمتثل للمصالح العليا للشعب الفلسطيني..
سأقترح على الفلسطينيين عقد مؤتمر المصالحة في قاهرة الصهاينة، وأن يكون اللقاء تحت شعار: نحن لكم، وأنتم لنا، سنتحرر من أخطائنا، ونطهركم من خطاياكم!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت