الارهاب الجديد

بقلم: طلال الشريف


هذه الاساءة إلى النبي محمد وإزدراء المسلمين هي عملية إرهابية ضخمة وهي مدانة بكل العبارات، أن تصل الاساءة إلى مليار مسلم وعقيدتهم ورموزهم على هذه البسيطة هو شيء محزن ، بالتأكيد وفي اعتقادي أن هذه الاساءة المخزية تشير إلى ما وصلت إليه حالة صراع الأديان وانتقال هذا الصراع إلى مراحل أكثر عنفا وشراسة بين المؤمنين للأسف من أصحاب الديانات السماوية وجنوحهم الخطير في استخدام الطفرة التقنية بلا ضوابط أخلاقية.

نعم هذا الصراع بين الأديان موجود على الدوام ولكن ما الجديد؟

الجديد على ما يبدو أن دفة هذا الصراع قد انتقلت لأيدي وعقول أكثر تطرفا وانحرافا وأكثر ارهابا وجهلا وتجرؤ على معتقدات الآخرين ورموزها دون ضوابط. إن كل المتطرفين والارهابيين من هؤلاء في كل بقاع العالم وفي كل الاديان أصبح لديهم من الممكنات والأموال والأسلحة والتقنيات وقنوات الاتصال والتواصل ما يرهب العالم في العقد القادم ويعرضه للخطر .

أنا أذكر أن حالة العداء الغربي ضد المسلمين والعرب بدء باستيلاء اسرائيل على القدس والأقصى والمقدسات وحرائق الأقصى والحفريات وحرق مسلمي بورما بالجملة هو شيء خطير ، الحروب المتكررة والمدمرة للمقدرات الطبيعية والبشرية للدول العربية والاسلامية حتى قبل أحداث نيويورك وواشنطن كما حدث في فلسطين وأفغانستان والعراق وليبيا والصومال وتواصل الدعم غير الاخلاقي والانحباز الأعمى لاسرائيل، كل هذا خلق احتقان لدى العرب والمسلمين فدعا جماعات منهم للتطرف والارهاب ولكن ما الذي خلق احتقان لدى هؤلاء الصهاينة الجدد المتمسحين بالدين المسيحي للاحتقان وممارسة الارهاب القديم والجديد.

إن تحول بعض المسلمين للتطرف هو بسبب ما مارسته هذه القوى الاستعمارية والاحتلالية والاستيطانية، ولكن الذي قام ويقوم به غلاة التطرف والارهاب من الغرب يمس مشاعر مليار مسلم وعليه وقبل لوم الغرب أود بأسف التطرق لما يحدثه العرب والمسلمون بحق مواطنيهم من التقتيل والاغتصاب والتفجيرات في العراق وفي سوريا وهو من جرأ هؤلاء الصهاينة الارهابيين على الاسلام ورموز المسلمين ، فتقتيل العرب والمسلمين بأيدي اخوانهم المسلمين هو مدان بكل التعابير وعليهم الاقلاع عن الاساءة لشعوبهم ودينهم.

أطالب كل القوى العقلانية في العالم التصدي لكل أنواع الارهاب الجسدي والفكري والارهاب العقائدي وعليهم اعادة تعريف الارهاب وردع هؤلاء العابثين بالبشرية بوضع قوانين ملائمة لهذه الحالة الارهابية المتصاعدة التي تجتاح العالم . وعلى رجال الدين من كل المعتقدات اعادة تقييم حالة التربية والتلقين لأتباعهم واحترام العقائد الأخرى/ فليس مؤمنا من فعل ارهابا جسديا أو فكريا أو عقائديا أو إزدرى معتقد وأتباعه ورموزه.

الشيخ والحاخام والمطران قد أسالوا من الدماء وقتلوا من البشرية أكثر بكثير مما قتلته الأمراض والأوبئة.
17/9/2012م

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت