تحليلات عكس حركة السير

بقلم: توفيق أبو شومر


- إن ثورات الجماهير العربية على السفارات الأمريكية والأوروبية بسبب فيلم الفتنة العنصري يوم 13/9/2012 وما بعده، بالإضافة إلى مضمون الفيلم السيئ، هي في الحقيقة هبات قهرية ضد أنظمة الحكم في تلك البلدان، التي فشلت حتى الآن في تحقيق الحد الأدنى من مطالب هذه الجماهير، فهي رسائل تقول لتلك الأنظمة:
سنخرب عليكم حتى علاقاتكم مع تلك الدول، حتى تحققوا لنا أمانينا!
- معظم المشاركين في الهبات الجماهيرية في العالم العربي، لم يروا الفيلم الساقط موضوعا وفنَّا، بل تأثروا بغيرهم، وهذا يشير إلى أن عالم اليوم يقوده سلاح أيدلوجي فتَّاك، قنابله (محرضون) مجهولو الهوية، ويبدو أن تجاربهم على الشعوب أثبتت نجاحا منقطع النظير، وبهذا تعود في الألفية الثالثة فعالية السلاح (التحريضي) التقليدي القديم تاريخيا، كما حدث بالضبط في الحرب الأولى 1914-1918 ، فقد اشتعلت الحرب بسبب اغتيال وريث عرش النمسا فرانز فريدناند، فقد اغتاله طالبٌ صربي!!
والحقيقة أن الاغتيال كان (مبررا) لنشوب الحرب الأولى، ولم يكن (سببا) لها!
ما زلت أذكر الرجل المغُرَّر به الذي حاول اغتيال الأديب صاحب جائزة نوبل نجيب محفوظ، فقد قال للمحققين في قسم الشرطة:
إنني لم أقرأ في حياتي حرفا لنجيب محفوظ. (قالوا) لي: إنه كافر!!
- متى سيتنبه العرب ومَن هم على شاكلتهم، أن قتل ذبابةٍ بالرشاشات وبصاروخ أرض جو، هو جريمة يرتكبونها في حق أنفسهم،أكثر مما تطال الذبابة، كما أن هباتهم غير المحسوبة تضعُ تاجٍا على رأس الذبابة الحقيرة، وتحولها من طور اليرقة المنتنة، إلى ملكة الغابات والحقول؟!!
- هل سيتمكن العربُ ومَنْ هم على شاكلتهم، من تحويل المظاهرات والاحتجاجات والانتفاضات وما شابهها إلى برامج توعوية وفنية تغزو عقول الآخرين، وتعيدُ تراثَ العرب المشحون بالفلسفات والثقافات والحضارة، بشرط أن تُترجم الفنونُ والثقافات العربية بلغات العالم الأخرى؟!!
--

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت