خان يونس- وكالة قدس نت للأنباء
تشهد أسعار الخضروات بالسوق المحلية في قطاع غزة ارتفاعًا غير مسبوق، مما أدى لإحجام عدد كبير من الناس عن شرائها، في الوقت الذي تشهد فيه أسعار الفواكه المستوردة من إسرائيل انخفاضًا كبير جعلها في متناول الجميع.
ويوضح المزارع محمد حسن لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" أسباب انخفاض أسعار الخضروات بمثل هذا الوقت من كل عام، ومنها "انتهاء المزروعات الصيفية وبدء التحضيرات لموسم الشتاء، والحر الشديد الذي أدى لتلف كثير من زهور النباتات المزروعة داخل الدفيئات الزراعية وخارجها، خاصة الطماطم والخيار".
أسباب مُتعددة ..
ويضيف حسن – أحد المزارعين بمنطقة المواصي غرب محافظة خان يونس جنوب القطاع "أيضًا بأن زيادة نسبة ملوحة المياه والتي وصلت لما نسبته 70%، وتلوثها ببعض المناطق، أثر سلبًا على الإنتاج الزراعي، بعد أن هلكت كثير من النباتات وعجز عن الإنتاج".
ويتابع حسن "وارتفاع أسعار الأسمدة والكيماويات، وإحجام المزارعين عن الزراعة بسبب تراكم الديون عليهم، وانتشار الذبابة البيضاء بين شهري يوليو وأكتوبر، والتي تؤدي لهلاك النباتات، بعد نقلها للفيروسات من أماكن مُختلفة، والتي تسبب بشلل كامل للنبتة وتؤدي لإفساد رأسها، وتوقف نموها".
ويلفت إلى أنهم يكافحوها بأدوية مُكثفة، تؤدي إلى إفساد الزهر لكثرة رشها، مما يجعل عُمر النبتة قصير ويتقلص الإنتاج، ولا يستطيع المزارع أن يتخلص من هذه الذبابة، التي تتكاثر يوميًا بالآلاف، إلا بفصل الشتاء البارد.
ويستطرد "فضلاً عن ارتفاع ثمن الشتلة، فمثلاً ثمن شتلة الخيار وصل لـ 75 أغورة بينما كان لا يتعدى الـ 35أغورة، والطماطم بـ 50 أغورة وسابقًا لا يتعدى الـ 35أغورة، كما يصل الشتل مغشوش من أصحاب المشاتل، فتجد الخيار أربع أنواع مثلاً داخل الدفيئة!".
أسعار الخضروات ..
بدوره، يقول بائع الخضروات وائل زعرب: إنّ"سبب ارتفاع أسعار الخضروات بشكلٍ كبير ، يعود لقلة أعداد المساحات المزروعة، لأن معظم المزارعين تكبدوا خسائر بسبب الحر الشديد بفصل الصيف الحالي، كذلك تحضير بعضهم لموسم الشتاء، حيث بدأت تُزرع مزوعاته مُنذ أيام كـ البصل والبطاطس والطماطم والخيار والفلفل. "
ويبين بأن كيلو الطماطم الخارجية وصل لـ4 شيقل، والدفيئات بـ 5ـ 6شيقل،والخيار بـ 3شيقل الكيلو، وتوقع بأن ينخفض ثمنه بالفترة القريبة المُقبلة لتوجه المزارعين لزراعته، وكيلو البطاطس بـ 3شيقل، والبدينجان بـ 2ـ 3شيقل، البصل بـ 3شيقل، الفلفل البلدي بـ 7شيقل، البامية بـ 15شيكل، الجزر بـ 4شيكل، اللوبية بـ 10شيكل، الكوسيا بـ 4شيكل، الليمون بـ 5شيقل...
وينوه زعرب إلى أن غالبية الزبائن لا تشتري أكثر من كليو أو اثنين من غالبية الأصناف المذكورة، وبعضهم يمر مرور الكرام لا تعجبه الأسعار!، مما أدى لتقليص عمليات البيع على الرغم من حاجة الناس الماسة للخضروات، الأمر الذي أدى لتلف بعضها، ودفعنا للتأخر حتى العشاء كي نتمكن من بيع أكبر كم منها، لأنها تتلف مع التخزين.
الفواكه بكثرة..
من جانبه، يشير بائع الفواكه أحمد اللحام إلى أن كميات كبيرة من الفواكه وصلت للقطاع من إسرائيل هذا العام، مما أدى لخفض ثمنها عن باقي الأعوام الماضية، كذلك الفواكه ليس لديها قدرة على البقاء طويلاً داخل الثلاجات، فيضطروا لبيعها بأثمان منخفضة.
ويوضح اللحام أن الخوخ يُباع 3كيلو بـ 10 شيقل وأحيانًا 4كيلو، وكذلك التفاح بجميع أنواعه "أورنس، جالين، إستركام أبيض وأحمر، يُباع الـ 3كيلو بـ 10شيقل، وأحيانًا يُباع الـ 4 بـ 10شيقل"، وبمثل هذا الوقت من العام الماضي كنا نبيعه بـ 6شيقل الكيلو، والأورنس بـ 5شيقل ويزيد.
ويمضي"والمانجا الـ 3كيلو بـ 10 شيقل، وبعض الأنواع الـ 4كيلو بـ 10شيقل وغيره، وبلح أريحا بـ 6شيقل الكيلو، بسبب منع الحكومة استيراده لدعم المنتج الوطني، والعنب بـ 4شيقل، نتيجة عدم استيراده بكميات كبيرة، والاعتماد على المحلي، لافتًا إلى وجود إقبال كبير على الفواكه خاصة الخوخ".
من ناحيته، يقف المواطن رائد حائرًا بين بسطتين لبيع الفواكه والخضروات، فيقول "أحمل 100شيقل بجيبي ولا أعلم ماذا تكفي؟، فكيلو الطماطم والخيار لا تفي لعائلتي المكونة من 7أفراد، فقررت شراء كيلو خضار من كل نوع حتى ألبي الحد الأدنى من حاجتنا، فشريت مثلاً 3كيلو خوخ بـ 10شيقل، وكيلو ونصف طماطم بـ 8شيقل!.
الزراعة توضح ..
أما مدير عام التسويق والمعابر بوزارة الزراعة بحكومة غزة تحسين السقا، فيقول: إنّ"ارتفاع أسعار الخضروات وخاصة الطماطم، نتيجة انتهاء موسم والتحضير لموسم جديد، فالمتوفر بالسوق من المزروع خارج الدفيئات، ولا يتعدى إنتاج الدونم 5طن، بينما تٌنتج الدفيئات مابين 10ـ15طن الدونم".
ويلفت السقا في حديث لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" إلى أنّ سبب قلة إنتاج الطماطم المزروعة بالخارج، يعود لارتفاع درجة الحرارة، والتي تؤدي لعدم قدرة الزهور أن لتتحول إلى ثمار، ولا يقتصر ارتفاع ثمنها على غزة فحسب، فالضفة الغربية بـ 9شيقل الكيلو، وإسرائيل بـ 12 شيكل، وستبقى لبداية ديسمبر حتى تقطف الطماطم المزروعة داخل الدفيئات.
ويضيف "أما بالنسبة للبطاطس فالمتوفر بالسوق هي المخزنة بالثلاجات من شهر مايو الماضي، وتُقدر بحوالي 15 ألف طن، ويستهلك القطاع 2500ـ 3000طن شهريًا، وتكلف التاجر 1.3شيقل مع، وتُباع للبسطة بـ 18 أغورة، وللمستهلك الـ 4 كيلو بـ 10شيقل".
وبشأن البصل، يوضح السقا المتواجد فقط من المنتج المحلي، وحاليًا يحضر المزارع نفسه للموسم الجديد، ونحن بالوزارة لم نستورده من مصر ولا إسرائيل حتى تنفذ الكميات المتوفرة لدى المزارع، ومن المتوقع أن نفتح باب الاستيراد الأسبوع القادم، لافتًا إلى أن لملوحة التربة الأثر على الإنتاج، ويتم التغلب على ذلك، عبر معالجة المياه.
وبخصوص الفواكه، فيؤكد أن كميات كبيرة وصلت للقطاع من إسرائيل، مما أدى لخفض سعرها، فجميع الفواكه تستورد عدا العنب والجوافة والبلح لوجود اكتفاء ذاتي، ومن المتوقع أن يرتفع ثمنها نهاية الشهر الحالي أو منتصف القادم.