رام الله - وكالة قدس نت للأنباء
توقع مسؤول غربي كبير أن تشهد الفترة القريبة المقبلة انفراجة في الأزمة المالية التي تمر بها السلطة الفلسطينية ، ولكنه استبعد أي تحرك سياسي قبل إعادة ترتيب الإدارة الأمريكية أوراقها بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وقال المسؤول لصحيفة "القدس" المحلية: هناك خشية حقيقة من أن استمرار الوضع على ما هو عليه ، حيث تستمر الأزمة المالية في وقت يستمر فيه المأزق السياسي، فانه قد يؤدي في نهاية الأمر إلى انهيار السلطة الفلسطينية."
وأضاف: "لا يوجد أي طرف معني بانهيار السلطة الفلسطينية بما في ذلك إسرائيل ، وهنا تتوجب الملاحظة أن الحكومة الإسرائيلية ليست غبية ، فعندما استشعرت مخاطر الأزمة المالية التي تمر بها السلطة فإنها قامت بتحويل مبكر لأموال الضرائب للسلطة الفلسطينية لتمكينها من دفع بعض التزاماتها.
واستدرك المسؤول الغربي:" صحيح أن ما قامت به الحكومة الإسرائيلية ليس كافيا وان هناك العديد من الخطوات التي يمكن أن تقوم بها لمساعدة السلطة، ولكن ما قامت به هو تعبير عن مخاوف من انهيار السلطة وهي تدرك جيدا أن انهيارها سينفجر في وجهها.
وقد حذر أحدث تقرير للبنك الدولي عن الاقتصاد الفلسطيني من تفاقم الأزمة المالية العامة في الأراضي الفلسطينية، داعيا المانحين إلى سرعة التحرك لمواجهة هذه الأوضاع.
وقال البنك الدولي:" يمثل توفير مزيد من المعونة مطلبا ضروريا لاستمرار الإصلاحات وتصحيح أوضاع المالية العامة على نحو منظم، وبالفعل فقد أدى تأخر مدفوعات الأجور إلى إثارة التوترات الاجتماعية، وهناك حالة من القلق العام المتزايد من تخفيض النفقات الاجتماعية التي توجد حاجة كبيرة إليها وتأخير مدفوعات الأجور حتى مع اتخاذ السلطة الفلسطينية لمزيد من التدابير التقشفية. ومن الضروري إذن تكميل جهود السلطة الفلسطينية من خلال التعجيل بصرف معونات إضافية للمساعدة على تغطية الفجوة التمويلية لعام 2012، ومن الضروري أيضا أن تعمل السلطة الفلسطينية بالتعاون الوثيق مع الجهات المانحة لوضع إطار للتنسيق بين المانحين يعزز إمكانية التنبؤ بتدفقات المعونة، وخاصة من المانحين الإقليميين."
وفي هذا الإطار فقد رجح المسؤول الغربي أن تشهد فترة الأشهر القليلة المقبلة انفراجة في الأزمة المالية هذه.
ولم يستبعد أن تقوم الولايات المتحدة بتحويل 200 مليون دولار تحث الإدارة الأمريكية منذ حزيران الماضي الكونغرس الأمريكي على الموافقة على صرفها، إضافة إلى مساعدات قد تقدمها الإمارات العربية المتحدة بعد توقف استمر عدة أشهر، مع إمكانية تقديم دول أخرى مساعدات.
وقال: "المخاوف من انهيار السلطة الفلسطينية قائمة ولا احد يريد أن يرى هذا الانهيار ولذلك فاعتقد انه سيكون بالإمكان إدارة هذه الأزمة."
وأضاف:" هناك تفهم لحالة الإحباط التي تمر بها القيادة الفلسطينية سواء ما يتعلق بالأزمة المالية أو المأزق في العملية السياسية."
ولكن المسؤول الغربي استبعد أي تحرك سياسي قبل ترتيب الإدارة الأمريكية أوراقها بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وقال:" ستجد الإدارة الأمريكية نفسها مضطرة لأن تملئ الفراغ الذي أوجدته منذ سنة لانشغالها بالانتخابات الرئاسية ولكن سيكون مطلوب منها تحرك جدي وهذا ما تعمل عليه عدة أطراف في اللجنة الرباعية منذ الان."
