القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
عقب تناقل أخبار عن طلب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، في اجتماع للقيادة الفلسطينية البحث عن بدائل لاتفاقات أوسلو، طالبت قيادة المستوطنين الحكومة الإسرائيلية بضم الضفة الغربية.
وقال موطي يوجاف، نائب رئيس مجلس المستوطنات، إن "اتفاقيات أوسلو أصلا هي مجرد وهم أوقعنا فيه قادة ذلك العصر من الفلسطينيين والإسرائيليين، لكن الواقع يشير إلى أن العداء يستفحل بين الطرفين، وأن الفلسطينيين لم يقبلوا إسرائيل بشكل حقيقي. وقد حذرنا يومها، نحن المستوطنين، بشدة من هذا الوهم لكن أحدا لم يسمعنا. لذلك، فإنه ينبغي على كل عاقل في إسرائيل أن يرحب بإلغاء أوسلو من الطرف الفلسطيني، ويضع حدا لكذبة السلام الموهوم، ويؤيد مطلب المستوطنين بأن تضم الضفة الغربية كلها إلى السيادة الإسرائيلية".
وأضاف لمطلبه مسحة دينية، إذ قال "لقد وهبنا الله كل أرض إسرائيل، ونحن ملزمون بالوفاء بهذا الوعد وعدم التخلي عن هذه الأرض المقدسة لأعدائنا".
يذكر أن الحديث عن إلغاء اتفاقات أوسلو، بعد 19 عاما من توقيعها، شغل وسائل الإعلام الإسرائيلية بشكل واسع أمس. وحسب صحيفة "معاريف"، فإن المستوى السياسي في إسرائيل يفكر بجدية في التصريحات التي صدرت مؤخرا عن العديد من المسؤولين الكبار في القيادة الفلسطينية، ومن بينها تصريحات لشخصيات تعتبر من كبار المهندسين لاتفاقية أوسلو، أقروا خلالها بـ"فشل ذريع" للاتفاقية المبرمة مع إسرائيل، التي لم تأت بجديد على صعيد المستوى الحياتي للشعب الفلسطيني.
ونقلت الصحيفة على لسان أحد المسؤولين الإسرائيليين قوله إن مثل هذه الاتفاقات مهمة جدا لإسرائيل، لكنها مهمة أيضا للفلسطينيين. ولذلك فإن إلغاءها يلحق ضررا بهم أيضا. وأعربت هذه المصادر عن خشيتها من إقدام الجانب الفلسطيني على هذه الخطوة "التي ستغير طبيعة العلاقات بين الجانبين"، بالإضافة إلى أنها "كارثة سياسية" للطرفين، موضحة أن إلغاء "اتفاقية أوسلو" يعتبر إلغاء لوجود السلطة الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية، ولذلك فإنها تعتقد أن حديث الفلسطينيين عن إلغاء الاتفاقية مجرد "مناورة إعلامية".
وفي صحيفة "يديعوت أحرونوت"، حمل الكاتب داني كارفن إسرائيل "ذنب التوتر القائم والهجوم على اتفاق أوسلو واليأس منه"، وذلك بمواصلتها احتلال الأراضي الفلسطينية. وأضاف تحت عنوان "أعداء أوسلو.. السلام وانكساره" أن "الذنب ليس ذنب أوسلو، بل ذنب إسرائيل التي واصلت الاحتلال بدلا من إنهائه". لكنه مع ذلك حمل الفلسطينيين جزءا من المسؤولية واتهمهم بالمساهمة في خرقه "باستخدامهم للعنف". وقال "بينما يهدد الفلسطينيون بإلغاء اتفاقات أوسلو فإن الهجوم الإسرائيلي غير مكبوح الجماح على الاتفاقيات اجتاز كل الخطوط الحمراء". وأضاف أن "أوسلو" وضعت الأساس لاعتراف شرعي بدولة فلسطينية، وهو "المصير" الذي لا يمكن لأي حكومة أن تتملص منه.
ويذكر الكاتب بأن هدف "أوسلو" كان تقليص الاحتلال حتى إلغائه "لكننا واصلنا لنكون شعبا محتلا، سلبنا الأراضي، وواصلنا التنكيل بالفلسطينيين وحرمانهم من حقوق الإنسان الأساسية التي تعهدت إسرائيل باحترامها حين تبنت وثيقة حقوق الإنسان للأمم المتحدة. وفي هذه الأثناء تواصل الاستيطان في الضفة بخلاف تام مع الاتفاق". في المقابل يرى الكاتب أن الفلسطينيين "خرقوا اتفاق أوسلو بهجمات إرهابية شديدة على إسرائيل وعلى سكانها.. وفقط مع انتخاب عباس رئيسا للسلطة توقف الإرهاب من الضفة، ومنذ سنين والسلطة تنفذ نصيبها في الاتفاق".
ونشرت صحيفة "هآرتس" مقالا افتتاحيا، أمس، قالت فيه إنه بمرور 19 سنة على إعلان المبادئ وصلت مسيرة "أوسلو" إلى الدرك الأسفل. وتابعت أن خيبة الأمل من الثمار الفجة للسلام تدفع إلى تآكل مكانة رئيس الوزراء سلام فياض، الذي يجتهد لقمع كل محاولة لاستئناف "الإرهاب". وأضافت أن اتفاقات أوسلو جاءت لتشق الطريق نحو إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية حتى التسعينات من القرن الماضي، وكان تسليم المسؤولية الحصرية عن المنطقة "ج" إلى إسرائيل يشكل مرحلة قصيرة في الطريق إلى التسوية الدائمة. وخلصت الصحيفة إلى القول إن المفهوم المغلوط الذي فضل الوضع الراهن على مبادرة سياسية جبى من إسرائيل ثمنا باهظا قبل 39 سنة، لشدة القلق، وهذا المفهوم المغلوط الهدام يعود.