غزة- وكالة قدس نت للأنباء
" لن تروا الفاكهة بعد اليوم " بهذه العبارة استقبلونا تجار الفاكهة في قطاع غزة بعد قرار وزارة الزراعة في حكومة غزة والقاضي بمنع استيراد الفاكهة من إسرائيل عبر معبر " كرم أبو سالم "، باستثناء " الموز والتفاح "، ويبدوا أن التجار قد صُدموا بالقرار وقد عبروا عن استغرابهم الشديد جراء ما سيلحق من ضرر نتيجة هذا القرار، الذي سيحرم أهالي قطاع غزة من أن يروا الفاكهة لأنه ببساطه لن تكون موجودة بعد أن ينفذ ما تبقى منها بالأسواق .
الحاج "أبو بكر دغمش" أحد تجار الفاكهة في سوق الزاوية الشهير وسط مدينة غزة ، يقول أن "منع استيراد الفاكهة من إسرائيل قرار خاطئ في وقت خاطئ، لعدد أسباب أولها أن منع استيراد الفاكهة من إسرائيل دون توفير بديل عن هذا المنع هو قرار لا يفهم منه إلا حرمان أهالي القطاع من نصف سلة غذائهم" .
ويتابع في حديث لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء " طارق الزعنون، أن زراعة الفاكهة في قطاع غزة تكاد تكون معدومة، وما يتم إنتاجه لا يسد ولا يساوي ما يستهلكه سكان القطاع من أصناف الفاكهة، ويتساءل كيف سيتم التعويض عن هذا المنع ؟ ومن أين ؟ وكم سيبلغ سعرها إن تم توفيرها من مصادر آخرى ؟ مطالباً وزارة الزراعة في حكومة غزة بأن تجيب على تلك الأسئلة .
ويضيف "أن الفاكهة التي يشتهر القطاع بزراعتها مثل "التين والعنب والجوافة" لا تكفي حاجة أهالي سكان قطاع غزة لشهرين فقط، وبعدها تختفي من الأسواق، مشيراً أن العنب الأسمر لا يوجد في قطاع غزة ويتم استيراده من إسرائيل .
تاجر الفاكهة "ذكي أبو دلال" أشار بيده إلى أصناف الفاكهة المعروضة أمام محله في سوق الزاوية، وبدأ يعدد أصنافها التي يتم استيرادها من إسرائيل ومنها " الخوخ , إنجاص , السنطروزه , المانجا , الرومان ,الكيوي ,البلح الأصفر ,الافوكاتو , الأناناس , القشطة , البوملى , المشمش , الموز , التفاح , فرسمونه أو الكاكا " وجميعها لا تزرع في القطاع، و يقول "لن تروها بعد اليوم إذا لم تتراجع وزارة الزراعة في حكومة غزة عن هذا القرار" .
ويضيف أبو دلال أنه كتاجر فاكهة يعتاش من وراء هذه المهنة وغيره الكثير من التجار والبائعين المتجولين الذين ينتظرون بفارغ الصبر استيراد الفاكهة ليتم شرائها من التجار، وبعدها يتم تسويقها لسكان قطاع غزة، منوهاً أن الأرباح التي يجنوها من وراء بيع الفاكهة ليست كبيرة وأحياناً كثيراً يتم إتلاف جزء منها لأن الجانب الإسرائيلي يغلق معبر "كرم أبو سالم " الذي يتم من خلال إدخال الفاكهة وتبقي فترة كبيرة فيفسد بعضها .
وحول سؤال إن كان بالإمكان أن يلجأ تجار الفاكهة من الاستيراد من جمهورية مصر العربية عبر الأنفاق، أوضح أن مصر لا يمكن استيراد منها جميع أصناف الفاكهة ويعاني مواطنيها من قلة الفاكهة وغلائها ولا تتوفر بالجودة المطلوب إن وجد بعض الأصناف منها .
بائع الفاكهة "معتز الكتناني " لم يكن رأيه بعيداً عن التجار الذين تحدثوا لنا، فقد أبدى استياءه من هذا القرار قائلاً " لا يمكن أحد أن يتصور السوق بدون الفاكهة , فهي زينة الأسواق التي تعطي جاذبيه للمستهلكين ناهيك عن قيمتها الغذائية التي لا تتوفر في غذاء آخر "
المواطن "أبو العبد " الذي كان يهم لشراء بعض احتياجات أسرته من السوق عبر عن تقديره لدور الحكومة في قطاع غزة لدعم المنتج الوطني لكن أضاف أن اى قرار يصدر يجب أن يتلاءم مع احتياجات الناس , ويأخذ بعين الاعتبار الإمكانيات التي تتوفر في قطاع غزة حتى لا يكون مردود القرارات سلبي ولا يخدم المصلحة العامة " .
من جانبه قال مدير عام التسويق بوزارة الزراعة بالحكومة في غزة تحسين السقا :" إن قرار منع استيراد الفاكهة من إسرائيل جاء وفق السياسة التي تنتهجها وزارته والتي تهدف لدعم المزارع الغزي , ومساعدته في النهوض بالقطاع الزراعي دون أن ترهقه المنتجات الإسرائيلية"، مضيفاً أن المعيار في هذا الشأن يكون فيه المزارع أولاً والمستهلك ثانياً والتاجر ثالثاً .
وأوضح في تصريح خاص لـ" وكالة قدس نت للأنباء "أن قرار المنع أخذ بعين الاعتبار ضرورة وجود أنواع عدة من الفاكهة في متناول سكان قطاع غزة، قائلاً " يتوفر العنب والتين والجوافة والبلح الأحمر " الرطب " وتم سماح دخول الموز والتفاح وبذلك يكون هناك مجموعه من الفاكهة التي يمكن أن يتناولها أهالي القطاع دون أن يضر ذلك في المزارع الغزي، الذي ناله اليأس في الفترة الأخير جراء تكدس المنتجات الفاكهة الإسرائيلية المستوردة .
وأشار ، إلى أن إسرائيل تمنع تصدير منتجات قطاع غزة إلي الأسواق الدول الآخرى، وخصوصاً أسواق الضفة الغربية والأردن التي كان يصدر كثير من بضائع القطاع إليها حيث أن قطاع غزة لديه اكتفاء ذاتي في إنتاج الخضروات، وكان يقوم بتصدير هذه المنتجات وكثير غيرها إلى الأسواق الخارجية .