عزة – وكالة قدس نت للأنباء
اعتبر محلل سياسي فلسطيني، بأن من السهل على القيادة الفلسطينية إثبات فشل اتفاقية (أوسلو) بعد مرور ما يقارب 20 عاماً على توقيعها، في ظل وجود العشرات من الأدلة التي تثبت عدم التزام إسرائيل بما جاء في الاتفاقية، مؤكداً أن القيادة الفلسطينية لا تمتلك القدرة والجرأة على اتخاذ قرار سياسي وأضح بشأن إلغاء أوسلو تخوفاً مما يمكن أن يصيبها من ضرر.
وتلوح القيادة الفلسطينية في تصريحات صدرت على لسان أكثر من مسؤول رفيع عن إمكانية إلغاء اتفاقية أوسلو المرحلية مع إسرائيل، كأحد خيارات مواجهة "تعنت" إسرائيل وإفشالها جهود إحياء عملية السلام، ولكن الملف يحيطه الغموض لعدم وجود استقرار سياسي بمواقف القيادة وخاصة في ظل حالة التناقضات بتصريحاتها واقتصار الحديث احياناً على البحث في (أوسلو) بعد تقديم طلب نيل دولة غير عضو لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر أن يلقي أمامها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) خطابه في 27 من الشهر الجاري .
ويوضح د. ناجي شراب أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة في مقابلة مع مراسل "وكالة قدس نت للأنباء" بأنه من السهل على الفلسطينيون أن "يثبتوا بعد قرابة 20عاماً من أوسلو أنها باتت باطلة وفاشلة وغير مقبول الاستمرار بتنفيذها ولكن هذا يحتاج إلى قرار سياسي، قائلاً "وهنا تمكن صعوبة الموقف لأن القرار الفلسطيني تحكمه العديد من المؤثرات والمتغيرات في إسرائيل من ناحية، والضغط الأمريكي والأوروبي والضعف العربي من ناحية أخرى، إضافة إلى الوضع الفلسطيني واستمرار الانقسام وهذه العوامل تجعل من الصعوبة على صانع القرار السياسي أن يتخذ قراراً سياسي بشأن أوسلو".
ويفسر شراب سهولة قرار الانسحاب من أوسلو أو ما يسمي أتفاق غزة أريحا أولاً، بموجب القانون قائلاً :" إذا نظر من المنظور القانوني ليس من الصعوبة إثبات صفة الإكراه وعدم التزام إسرائيل بالاتفاقية وهذا يعطي مبرر للانسحاب وليس من الصعوبة القول أن هناك شرط فاسخ يتمثل في الاستيطان الإسرائيلي"، منوهاً بأنه تتوافر شروط موضوعية تجيز وجهة النظر التي تقول أن الاتفاقية لم تعد قائمة.
تحكم (أوسلو) اتفاقيات فينا لعام 1969 والتي تعالج تنظيم المعاهدات الموقعة بين الأطراف الدولية أو في حالة منظمة التحرير الفلسطينية، فهي تنظيم متى العمل بالاتفاقية ومتى يتم الانسحاب منها بدون الطرف الأخر ومتى تعتبر الاتفاقية باطلة، لكن كما يبدو أن الفلسطينيون لا ينون بالفعل الاستفادة من هذه الاتفاقيات.
وتتضمن اتفاقية أوسلو التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في البيت الأبيض بواشنطن سعيا لإنهاء عقود من الصراع ، إعلان مبادئ حول ترتيبات الحكومة الانتقالية الذاتية، غير أنه لم يتوفر حتى الآن اتفاقاً نهائياً للسلام وإقامة دولة فلسطينية مستقلة،وتوقفت آخر محادثات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل مطلع أكتوبر 2010 بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني.
ويفرق د. شراب بين الإعلان عن فشل الاتفاقية والانسحاب مشيراً إلى أن المقصود بحديث القيادة إعلان الانسحاب وهو الأمر الذي وصفه في غاية الصعوبة لأن تداعياته السياسية قد تكون سلبية لعدم قدرة السلطة الفلسطينية على استيعابه في ظل معاناتها المالية وعجزها الاقتصادي وحالة الانقسام .
ويري د. شراب أن خيارين أمام القيادة الفلسطينية لا ثالث لهما، الأول الانسحاب من أوسلو والتعامل معها كما وأنها لم تكن والتوجه إلى الأمم المتحدة والثاني تفعيل المقاومة السلمية الشعبية الكاملة في هذه المرحلة، لافتاً إلى أن خيار الدولة الغير كاملة العضوية في الأمم المتحدة لا يقف أمامه "الفيتو" الأمريكي وما تحتاجه القيادة فقط أغلبية مطلقة وهذا ليس من الصعوبة الحصول عليه.