مع اقتراب موعد تقديم طلب حصول دولة فلسطين على صفة دولة في الأمم المتحدة تعيش المنطقة حالة من السكون وكأن الأمر لا يعني العرب على عكس المرات السابقة التى كانت المنطقة فيها حراك دبلوماسي عربي ولقاءات واجتماعات متواصلة وتحشيد الرأي العالمي، ومع ذلك نري اليوم الرئيس عباس يترجل وحيدا بين عواصم العالم يحشد الدعم الدولي لتلك الخطوه واكتساب عواطف تلك الدول وخاصة الدول الأوربية تجاه عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة في ظل انحسار الأفق السياسي والتعنت الإسرائيلي الواضح للملء والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في الأراضي الفلسطينية والصمت الدولي المخجل، وتبني الدول العربية مواقف مغايرة لموقف السلطة القاضي بالتوجه للجمعية العامة، وفرض الحصار الاقتصادي وامتناع العرب عن تحويل المساعدات المالية للسلطة، كل ذلك يضع علامة استفهام واحدة ما الذي تغير في الموقف العربي بعد وصول الإسلاميين إلى السلطة، هل العرب أفقدونا الأمل ؟! تلك تساؤلات مشروعة أمام الدول العربية لماذا في هذا التوقيت بالذات تعارض ذهاب الفلسطينيين للمنظمة الدولية، وما الجديد لدي العرب؟! والمؤكد أن العرب ليس لديهم أي جديد وكل ما في الأمر طالبوا الرئيس عباس بأن يؤجل الملف إلى ما بعد انتهاء الانتخابات الأمريكية حفاظا على مشاعر الرئيس أوباما دون الالتفات لمشاعر وأحاسيس الشعب الفلسطيني الذي يعاني الأمرين نتيجة الاحتلال والحصار الاقتصادي.
ويضاف لذلك كله أن تداعيات استمرار هذا الموقف العربي وغياب اتخاذ القرارات المؤثرة وانعدام فرص تحقيق السلام العادل والشامل والانعدام التدريجي للثقة الجماهيرية في العملية السياسية، والتي عبر عنها سكان الضفة الغربية بالاحتجاجات ستدفع المنطقة برمتها إلى عدم الاستقرار في ظل ما تشهده المناطق العربية من أحداث وربيع عربي.
إن عدم تفهم العرب للموقف الفلسطيني في طلب عضوية فلسطين لدي المنظمة الدولية خطأ كبير وأنه لا جدوى من اكتساب رضا الأمريكان، والمعادلة في الشرق الأوسط واضحة وضوح الشمس لكل مواطن عربي، وحتما عاجلا أم آجلا ستتكشف خفايا الأطماع الأمريكية في المنطقة ويكشف القناع عن بعض الدول العربية التى تقف عائقا أمام المشروع الفلسطيني، وعلى العرب الاستيقاظ مبكرا من الأوهام التي يعيشون فيها قبل فوات الأوان، ودعونا من الانتخابات الأمريكية ومن الرئيس أوباما ومنافسة الجمهوري، فالمستفيد من تلك الانتخابات هي إسرائيل التي تقسم الأدوار في تلك المعركة بطريقتها الخاصة والنتيجة في النهاية واحدة وحيدة .
المطلوب اليوم وقفة جاده من العرب لدعم التوجه الفلسطيني في الأمم المتحدة باعتبارها الورقة الوحيدة في أيدينا اليوم التي بمقدورها المحافظة على الأمل الذي أفقدوه زعماء العرب بمواقفهم، فالفرصة سانحة أمام العرب لإحياء الأمل المفقود وأن يكون لها مركز الثقل في المجتمع الدولي، ولا داعي للتخوفات العربية من تلك الخطوة، لنطرق كل الأبواب رغم التهديدات الأمريكية والإسرائيلية وهذا الجمود السياسي لتصل رسالتنا إلى العالم ويبقي لها صدي على أن الفلسطينيين يستحقون دولة بعد كل هذه السنوات من المعاناة والألم، إنها رسالة شعب فلسطين إلى العالم وهي ليست آخر الرسائل بأن الشعب الفلسطيني جدير بالدولة المستقلة.
بقلم / أ.رمزي النجار
باحث وكاتب
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت