باراك: إسرائيل على إحتكاك دائم مع غزة

القدس المحتلة- ترجمة وكالة قدس نت للأنباء
قال وزير الجيش الإسرائيلي، إيهود باراك ، في حوار مطول مع صحيفة "إسرائيل اليوم"، إن من مصلحة إسرائيل أن تقرر في شأن الضفة الغربية، وإن لم يوجد شريك علينا الانطواء في الكتل الاستيطانية واخلاء عشرات المستوطنات".

ويُبين باراك بقوله: "نحن الآن في وضع هدوء في المناطق واحتكاك دائم في غزة وهذا الهدوء في الضفة الغربية هو في زمان مستعار في الأمد البعيد، فعندنا اهتمام في أعلى رتبة لأن ندفع قدما بمسيرة سياسية مع الفلسطينيين وان نحث بالقوة حل "دولتين للشعبين".

وتابع براك "أنا يقظ وأفهم الواقع. وأنا أعلم انه ليس من المؤكد انه يمكن التوصل معهم الى تسوية دائمة وليس من المؤكد ان يتم التوصل الى تسوية مرحلية أصلا وبهذا أكرر قولي انه اذا لم يكن احراز تسوية دائمة واذا تبين خلال تفاوض فعال انه يصعب احراز تسوية بيننا سنضطر الى ان نتخذ خطوات من طرف واحد لاسرائيل تدق وتوقف الانزلاق في المنزلق الدحض هذا الذي نسير فيه طوال السنين وقد ينتهي الى ان توجد هنا دولة غير يهودية أو غير ديمقراطية".

وأوضح براك "ان موقفي الأساسي مؤلم لكنه بسيط: يعيش بين الاردن والبحر 11 مليون انسان. 7.5 مليون اسرائيلي و4.5 مليون فلسطيني فاذا وجدت سلطة واحدة فقط بين الاردن والبحر فنحن بالضرورة إما دولة غير يهودية وإما غير ديمقراطية لأنه اذا صوت الفلسطينيون في الكنيست فسنصبح في نهاية الامر دولة ذات قوميتين ولن ندع هذا يحدث على اي حال من الاحوال، واذا كانوا هنا لكنهم لا يصوتون فهذه دولة غير ديمقراطية".

وقال "لا أعتقد انه يجب ان نُبعد عن اعتبارنا التقديرات الامنية وأنا على يقين من ان الكتل الاستيطانية معاليه ادوميم وغوش عصيون واريئيل يجب ان تبقى في أيدينا، وأنا على يقين من ان المنشآت الاستراتيجية يجب ان تبقى في أيدينا وأنا على يقين من ان وجودا عسكريا على خط الاردن يجب ان يبقى زمنا طويلا جدا".

وأشار وزير الجيش الإسرائيلي إلى أنه "يجب التوصل الى هذا الاتفاق باتفاق مع الفلسطينيين، لكن اذا لم ينجح هذا فينبغي استعمال اجراءات عملية لبدء الانفصال وتحديد حدود في داخل ارض اسرائيل تشبه مسار الجدار مع الكتل الاستيطانية وبهذا فقط نُمكّن من انشاء كيان فلسطيني يكون دولة في الجانب الثاني هذه مصلحة عليا لدولة اسرائيل وليست تفضلا نتفضل به على أحد".

وسئل براك : كم مستوطنة ستُخلى في اطار اعادة الانتشار من جديد التي تتحدث عنها؟
أجاب: "أرى في عيني روحي انه سيبقى في الكتل الاستيطانية الكبيرة 320 ألف انسان من المستوطنين. وسيبقى 80 في المائة الى 90 في المائة. ويوجد بضع عشرات آلاف من السكان في بضع عشرات مستوطنات متفرقة سنضطر الى اعادتهم الى البيت في خلال بضع سنين".

وأضاف "سنضطر في المرحلة الاولى الى أن نعرض عليهم تعويضا، ولا يجوز تكرار أخطاء الانسحاب من غزة، ويجب في البدء انشاء مستوطنات في الكتل الاستيطانية وسيحتاج انشاء مستوطنة الى ثلاث سنين بعد ذلك ينبغي تمكين المستوطنات التي تريد الانتقال على أنها مجتمع كامل الى داخل الكتل الاستيطانية أو الى داخل اسرائيل من ان تفعل ذلك. ومن أراد ان يأخذ تعويضا ويرتب أموره وحده فليفعل ومن استقر رأيه مع كل ذلك على البقاء في المنطقة التي تقرر ان تُنقل بالتدريج الى مسؤولية فلسطينية فسيتقرر ان تكون له فرصة ان يزن هذا في غضون سنين ويستطيع آنذاك ان يبت أمره أيريد البقاء هناك أم يعود الى الداخل".

وأشار إلى أنه "حان وقت ان ننظر في عين المجتمع الاسرائيلي وان نقول: "نجحنا في ان نبقي في داخل اسرائيل بين 80 – 90 في المائة من المستوطنين الذين جاءوا الى هناك خلال سنين بمبادرة الحكومة وتشجيعها وسيكون انجازا كبيرا اذا نجحنا في الاتيان بهم الى داخل حدود اسرائيل الدائمة. صحيح انه ستكون هناك مستوطنات متفرقة لن يكون مناص من اعادتها الى البيت أو تمكينها من محاولة العيش تحت السلطة الفلسطينية".

وقال براك : "لا أدعي قول إنني أملك جميع التفصيلات وانه يمكن في الغد صباحا بدء ذلك. فليس ذلك أمرا سهلا. لكن يجب ان نرى بازاء أعيننا الحاجة الى التقدم. وسيساعدنا هذا جدا لا مع الفلسطينيين فقط، بل مع دول المنطقة التي تنتظر هذا الشيء ومع الاوروبيين ومع الادارة الامريكية.

وتابع : "أنا أومن ان هذا سيفضي آخر الامر ايضا الى تكتل داخلي بيننا اذا حدث ذلك عن حوار مسؤول مع المستوطنين في يهودا والسامرة هذا قرار غير سهل لكن يوم الغفران هو يوم محاسبة النفس وهذا زمان جيد كي ننظر عشرات السنين الى الوراء وعشرات السنين الى الأمام ونقول: لم نعد دولة طفلة. فنحن دولة عمرها 64 سنة. ولسنا في يهودا والسامرة منذ سنة أو سنتين بل منذ 45 سنة، فقد حان وقت اتخاذ قرارات لا تنبع فقط من الايديولوجيا والشعور الغريزي بل من قراءة باردة للواقع".

وأما بالنسبة لحديثه عن : "العمل من اجل الانفصال"، يقول باراك: "يجب ان نحتضن المستوطنين، فقد جاء أكثرهم الى هناك برسالة من قبل حكومات اسرائيل على اختلاف أجيالها أو بموافقتها ولا استطيع أنا باعتباري وزير الجيش ان أتجاهل وجودهم القوي في الصف الاول في كل وحدة هجومية في الجيش الاسرائيلي، فهم عامل مهم جدا في المجتمع الاسرائيلي".

وأكد باراك قائلا: "أنا متسق". ويتذكر كيف انه بعد كامب ديفيد حيث جلس مع الرئيس الفلسطيني الرحال ياسر عرفات، تنازل وتنازل ثم خرج آخر الامر
وقال: "ليس عرفات شريكا في هذا الوقت، لهذا ليس لنا مفر سوى العمل على الانفصال عن الفلسطينيين بأن تكون دولتان للشعبين. نحن هنا وهم هناك. هذا ما قلته قبل 12 سنة وكررت ذلك منذ ذلك الحين على الدوام حينما كنت وزير الدفاع في حكومة اولمرت وحينما دخلت حكومة نتنياهو. وفرحت لأن نتنياهو خطب خطبة بار ايلان. وفرحت جدا لسماع كلامه الشجاع في الكنيست وفي الولايات المتحدة بعد ذلك".

وسئل وزير الجيش الإسرائيلي : هل أنت متيقن من مكانك في هذه الحكومة، مع هذا التوجه؟ أجاب: "نظام حكمنا برلماني. والحكومة هي ائتلاف احزاب، وكل واحد له تفضيلاته لشؤونه الخاصة. وأنا أومن ان أحد اسباب وجود حزب الاستقلال الذي اترأسه وبقائه في الحكومة ان يفضي الى ألا تكون هذه حكومة يمين فقط بل ان يُسمع فيها صوت واضح في المركز. وأنا منتبه الى أنني لست الأكثرية في الحكومة وأنا أحترم الأكثرية. وليس عرضا ان اقتبست خطبتي رئيس الحكومة في بار ايلان وفي الولايات المتحدة".

وعند سؤاله : وزير الخارجية يقول أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليس شريكا،قال : "أبو مازن هو زعيم السلطة المنتخب وقد انتخب بطريقة أكثر ديمقراطية من انتخاب بشار الاسد ولا أريد ان أذكر آخرين، هكذا يجب ان ننظر اليه وهو رجل جدي وزعيم فلسطيني وهو لا ينتسب الى الحركة الصهيونية، وليس من سلام الآن ومن المؤكد انه ليس من حركة بيتار. انه مُحادثنا اليوم ومن المؤكد انه شريك".

وأضاف "أنا متيقظ في هذا الشأن وليست عندي أوهام، ولست أعتقد انه كان يكفي لو أردنا أكثر كي يكون سلام، وأنا اعتقد ان الحكومة على حق في هذا الشأن، فمعظم المسؤولية ملقى على الجانب الفلسطيني".

وأشار : "اخطأ الامريكيون والاوروبيون اخطاءا كثيرة، ويعرض لي أكثر من مرة ان أذكر الفرق بين المتفائل والمتشائم في الشرق الاوسط: فالمتشائم هو متفائل ذو تجربة. ومع ذلك لا يجوز لنا ان نعمل عن فكرة ان جميع التنبؤات الكئيبة قد تتحقق".

وإستطرد براك : "لهذا أقول لكل من ينتقد أبو مازن: هل يوجد شخص آخر في مكانه؟ ماذا تريدون أن نساعد على دفع أبو مازن الى الخارج؟ ومن منكم يعلم انه لن يأتي ناس من حماس بدلا منه؟ هناك من يجيبون بأن هذا سيحدث على كل حال وليس هذا صحيحا، فمن ذا يعلم ماذا سيحدث؟ ما يزال يوجد احتمال توصل الى نتيجة أفضل".

وتابع بالقول : يبني أبو مازن وسلام فياض المؤسسات الفلسطينية وجهاز فرض القانون هناك. وهما ليسا كاملين ونحن غير راضين عن كل ما يفعلان وهذا مؤكد بالنسبة لسلوكهما في الامم المتحدة لكن توجد هناك قوات أمن تساعد على النظام العام وسلطة القانون بين الفلسطينيين. وهما يناضلان الارهاب لاعتباراتهما الخاصة ويقومان بأشياء ايجابية من وجهة نظر اسرائيل، ولا أقترح ان نغمض عيوننا ونتجاهل ذلك".

هل يقلقك امكان ان يترك أبو مازن؟
براك : "لا يجوز شغل النفس بالنبوءات لأن الخطر سيكون آنذاك ان تصبح تقديرات وان نعمل بمقتضاها، فنحن في نهاية المطاف نحيا في تطبيع. ولا يوجد لون احمر من جهة نابلس ورام الله. ومن الواضح أنه لن يغفو ولن ينام حارس اسرائيل وان الجيش الاسرائيلي منتشر ومستعد لكن التحرك نحو تقوية السلطة هو الشيء الصحيح".