جمال عبد الناصر وفلسطين

بقلم: عباس الجمعة


في هذه الأيام التي تحتفل مصر والجماهير العربية في ذكرى الرئيس جمال عبد الناصر التي شكل فيها الصوت الفلسطيني المتفجر في الجمعية العامة للامم المتحدة من قبل كلمة الرئيس محمود عباس ضد ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان يطال الشجر والحجر والبشر .

فلسطين كانت في وجدان القائد العربي الكبير جمال عبد الناصر حيث ما زال الشعب الفلسطيني ينظر إلى مصر بعيون عبد الناصر، الذي أدرك عبقرية المكان الى الدور المصري الذي يشكل السند الحقيقي للقضية المركزية من خلال السعي الحثيث لفك الحصار والعمل من اجل تطبيق اليات اتفاق المصالحة وانهاء الانقسام .
لقد شكل خطاب الرئيس محمود عباس بنبرته العالية خطوة مهمة عبرت عما يتعرض له الشعب الفلسطيني الذي يقف وقفة شموخ الجبال ويتطلع الى دعم كافة احرار العالم لقضيته وهو يقارع الاعداء على ارضه التي امتزجت بدماء الشهداء من كافة الشعوب العربية والمتضامنين الدوليين معه .

وفي ذكرى رحيل هذا القائد العربي العظيم الذي نذر حياته من أجل تحرير فلسطين وتوحيد الأمة العربية وتحرير الإنسان العربي من الفقر والجهل والمرض والانطلاق بالأمة العربية إلى العلا، وأصبحت مقولته الشهيرة، ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة هذه المقولة الذي اكد عليها القائد الشهيد الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ايو العباس ورسمها عبر عملية نهاريا البطولية عام 1979 " عملية الشهيد القائد جمال عبد الناصر " يجب ان تبقى بوصلة العمل الوطني والتحرري والثوري للشعب الفلسطيني ولجماهير الأمة العربية، رغم ضراوة المؤامرات الأمريكية الصهيونية الاستعمارية التي تحاول السطو على ما رسمته الثورات العربية من اجل حريتها وديمقراطيتها وعدالتها الاجتماعية بهدف متع النهضوي العروبي القومي، الا اننا على يقين بان الجماهير العربية التي ارادت انهاء انظمة استبداد لا يمكن الا ان تكون بوصلة نضالها فلسطين ولا يمكن ان تهادن او تساوم وسيبقى صوتها عالٍ وبروح من التحدي والعزم نحو الحرية الاستقلال .

وامام خطاب الرئيس محمود عباس في الجمعية العامة للامم المتحدة وطلب التصويت على نيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سياق التوجه لمجلس الامن لنيل العضوية الكاملة يمكن ان يتجاوز مجرد العمل والتحرك السياسي والدبلوماسي والمكاسب يأتي في سياق استراتيجية وطنية ، تتطلب من الجميع العمل الفعلي لانهاء الانقسام السياسي والجغرافي والشروع في تفعيل وتطوير منظمة التحرير على اساس وثيقة الوفاق الوطني واتفاق المصالحة ، باعتبارها ممثلاً شرعياً وحيداً لشعبنا وقائداً لنضال الشعب الفلسطيني من اجل دحر الاحتلال وتحرير الاسرى ونيل الحرية والاستقلال والعودة.

ان تمسك القيادة الفلسطينية بالثوابت الفلسطينية وفي قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس على كامل الارض الفلسطينية المحتلة عام 1967 ، ورفض المشروع الامريكي الصهيوني حول دولة المعازل المتناثرة ذات الحدود المؤقتة على اقل من 50% من مساحة الضفة الفلسطينية ، وهذا مما يتطلب من الحالة الفلسطينية تجاوز السياسات الخاطئة الانتظارية، والعمل بشكل سريع لرسم استراتيجية وطنية تستند الى كافة اشكال النضال بمواجهة الاحتلال والاستيطان.

ختاما : ليست الكتابة اليوم عن جمال عبد الناصر استرجاع لدروس حقبة زمنية عاشت فيها مصر والأمّة العربية معاني العزة والكرامة والإرادة الوطنية الحرة ، بقدر ان مواقف هذا القائد ترسم لنا طريق نحو الحرية بعد ان قدم الشعب الفلسطيني تضحياتٍ كبيرة في حقباتٍ زمنية مختلفة، ولم يتوقّف عطاؤه في أيّة مرحلةٍ من مراحل الصراع مع العدوّ الصهيوني، وحتى تبقى فلسطين نبع لا ينضب من دماء أبنائها.
كاتب سياسي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت