الجميع في قطاع غزة؛ وعلى رأسهم الحكومة الفلسطينية بقيادة الحكيم د. إسماعيل هنيه رحبوا بالوفد القطري رفيع المستوى الذي دخل صبيحة يوم الثلاثاء 25/09/2012م، من بوابة معبر رفح البري إيذاناً ببدء عملية الأعمار الواسعة في القطاع.
فهذه هي المرة الأولى الذي يصل فيها وفد عربي رفيع المستوى من دولة قطر الشقيقة حاملاً الدعم السياسي والاقتصادي مخترقاً بذلك جدار الصمت السياسي المفروض على الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة منذ ما يقارب الخمس سنوات؛ وبذلك تكون الزيارة الخارجية الأولى التي قام بها دولة رئيس الوزراء وأعضاء حكومته السابقين إلى سمو أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إيجابية، بأن قدم الأخير الدعم السياسي والاقتصادي للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة - منذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006م- وبذلك يكون الزعيم العربي الأول الذي يكسر الحصار؛ وبذلك أرسل موفديه للشروع بعملية إعادة الأعمار الواسعة في القطاع؛ التي سوف يستفيد منها الجميع جراء الخدمات التي سوف توفرها من (مساكن ومشافي وشق طرق وتعبيدها)، ولا ننسى في هذا المضمار الدور الذي قام به معالي وزير الاسكان السابق د. يوسف المنسي - والد الشهيد القسامي / أمير المنسي - حينما توجه على رأس وفد رفيع المستوى إلى قطر حاملاً هموم وملفات المتضررين وأصحاب البيوت المدمرة على مدار أثني عشرة عاماً جراء انتفاضة الأقصى.
وهكذا أضحت دولة قطر تمتلك رؤية جديدة للعلاقات الخارجية؛ بترسيخ علاقاتها مع جيرانها العرب والمسلمين عن طريق التعامل مع كثير من القضايا في المنطقة، فقد فهم صانع القرار القطري أن دعم الشعب الفلسطيني سياسياً واقتصادياً لا تعيقه خلافات سياسية هنا أو مناكفات سياسية هناك؛ وأن الدعم الاقتصادي وإعادة الاعمار يستفيد منه بالدرجة الأولى المواطن الفلسطيني؛ وبذلك يسعى توجهات صانع القرار القطري المتمثلة في سياسة سمو الأمير ووزير خارجيته الشيخ حمد بن جاسم بأن تكون تلك هي السابقة الأولى لاختراق هذا الجدار فاتحاً الأبواب أمام جميع الرؤساء العرب للبدء في اختراق الحصار والقدوم إلى غزة ليس للدعم المادي بل للدعم السياسي للحكومة الفلسطينية المنتخبة من قبل الشعب الذي اعطاها ثقته في الانتخابات التشريعية عام 2006م.
رفح في 30/09/2012
الكاتب والمحلل السياسي
المحاضر في جامعتي الأمة و فلسطين
أ.د. كمال محمد الشاعر
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت