لأنه حديث الساعة، والوقت يداهمنا كان لا بد أن ننتصر للحق والعدل، وان نصدح بالرأي حتى لا يغلب الرأي الأخر مع شديد احترامي وتقديري له ولمسوقاته التي أرى أنها تنبع من غيرة وطنية، ولكن للأسف شعور الظلم الذي يتغلغل داخلنا أحياناً كثيرة لا يجعلنا قادرون على قراءة الواقع وتداعيات أي قرار..
من هنا وجهت مناشدة للأخ العزيز والأسير المحرر والرياضي الكبير "محمود السرسك" بالعدول عن قراره عدم حضور مباراة "كلاسيكو" البرشا وريال مدريد.
وجاءت بالنص التالي "عزيزي محمود السرسك أتمنى ان تعدل عن قرارك عدم المشاركة في الكلاسيكو ... العالم لن يفهم الحقيقة إذا كنا مغيبين أو غيبنا أنفسنا .... قل لي ما هي النتيجة إذا لم تحضر وحضر شاليط ... هل الملايين ستشعر بل مئات الملايين ستشعر بقضيتنا ام ستكون الصورة مركزة على أسير إسرائيلي وحيد ويظهر بثوب الضحية ، بينما يغيب صوتنا الفلسطيني وصورتنا..
إذا فرضنا أن كل محفل سيكون فيه إسرائيليون سنقاطعه، واقصد المحافل الشعبية والجماهيرية ، ماذا ستكون النتيجة أن نفقد التعاطف أو حتى التفهم لقضيتنا ومعاناتنا..
لا يجب أن نترك الصورة ليتم التقاطها من زاوية واحدة، يجب أن نحضر لتكون الصورة مكتملة، ومن ثم نعمل لكي تكون الصورة لنا وحدنا ، لأننا نحن المضطهدون والمسال دمنا، والمنهوبة حقوقنا..
واستغرب لمن يريد أن يعتبر أعمال الدعاية أو العلاقات العامة تطبيعاً، ذهابك إلى الكلاسيكو هو جزء من نضالك من اجل من أحببت فلسطين وشعبها..
قبل أكثر من عشرة سنوات عندما كنت في الأمم المتحدة في منهاتن التقينا بشقيق ومدير أعمال اللاعب مارادونا الذي عرض علينا إجراء لقاء مع إسرائيليين لدعم السلام رفضنا ذلك بالإجماع لأنه تطبيع، ولكننا لم نرفض المشاركة في فعاليات الأمم المتحدة لوجود إسرائيليين فيها بل كنا نذهب ونناقش ونرد على ادعاءاتهم..
أعجبني نقاش شباب متحمسون حول كيفية ظهور السرسك وأين سيجلس خشية وضعه بجوار القاتل شاليط، كان الرد أن هذه أمور بروتوكولية يتم ترتيبها من قبل السفارة الفلسطينية هناك واتحاد الكرة، بحيث لا يلتقي شاليط والسرسك ويتم تحديد مكان جلوس كل منهما في أماكن بعيدة ومختلفة..
اعتقد أن حضور السرسك للكلاسيكو هو واجب وطني وأخلاقي، ومن يحاولون عرقلة ذلك لا يدركون حجم الضرر الذي سيعود على قضيتنا، ومن ثم نبكي ونقول انها الدعاية الصيونية وسطوتها على وسائل الإعلام الغربية لأننا بصراحة من يضيع الفرص ويتركها مجاناً للاحتلال لتطغى روايته الكاذبة..
مشاركة السرسك تعني الاستحواذ على جزء من التغطية الإعلامية في أهم حدث رياضي يشاهده عبر العالم مئات الملايين.
وللاستحواذ على الصورة يجب على السرسك لبس علم فلسطين، ورسم العلم على وجنتيه، وحمل العلم وصور للمعتقلات الإسرائيلية وغيرها من أمور الدعاية التي تجذب الانتباه..
واقترح للخروج من أزمة قرار المشاركة، إجراء استطلاع سريع عبر الفيسبوك للجمهور، لان السرسك لا يمثل شخصه بل يمثل شعبه، فلنعطي القرار للشعب..
حسن دوحان
صحفي، وباحث إعلامي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت