رفح – وكالة قدس نت للأنباء
أُنشئ لأول مرة في قطاع غزة الذي يخضع للحصار الإسرائيلي المُشدد مُنذ أكثر من خمس سنوات، مصنع لإعادة فرز وتدوير النفايات الصلبة، بهدف التخفيف من الكميات الهائلة من النفايات الصلبة، المُتكدسة بالطرقات العامة والمكبات العشوائية، والمكبات الرئيسية الغير مؤهلة علميًا.
ونجح المشروع الذي لا يتعدى من العمر شهر، في أول مراحله من تقليل نسبة النفايات المُتكدسة بالمكبات العشوائية بل القضاء عليها خاصة غرب محافظة رفح جنوب قطاع غزة حيث مكان إقامة المصنع، والتقليل من نسبة النفايات المُرحلة للمكب الرئيس بمنطقة "صوفا" شرق المحافظة.
ويُعتبر المكب المذكور الرئيسي للمحافظات الجنوبية، ومُقام على مساحة تزيد عن 10 دونمات، وبطريقةٍ غير علمية، كـ المُتبعة بالمكبات العالمية، مما أدى لتلوث البيئة في المنطقة المقام عليها والمحيطة به، حيث تتهدد حياة السكان القريبين منه مخاطر كبيرة، إلى جانب زيادة كميات النفايات التي تصل له يوميًا، والتي تزيد عن 200 طن.
تقلل نسبة النفايات..
ويقول رئيس بلدية رفح صبحي أبو رضوان لمراسل وكالة قدس نت للأنباء: "إنّ نسبة النفايات بمحافظة رفح تصل يوميًا لحوالي 120 طن، وسيُعالج هذا المصنع جميع النفايات بالمنطقة الغربية للمحافظة، أي ما نسبته حوالي 40%".
ويلفت أبو رضوان إلى أن الهدف من المصنع والذي أقامته جمعية أصدقاء البيئة بالتعاون مع البلدية وبتمويل من الـ " UNDB"،التخلص من الكميات الهائلة من النفايات الصلبة المتكدسة بالمكبات العشوائية والقضاء عليها بشكلٍ تدريجي، إضافة للكميات التي تصل للمكب الرئيس شرق المحافظة، والتقليل من مساحة المكب".
ويوضح بأن المصنع سيقوم بتحويل النفايات التي تصله إلى مواد صالحة للاستخدام من جديد، كـ تصدير الحديد للخارج، والورق لمصنع الورق بغزة ، ونفس الشيء للبلاستك والزجاج، بالإضافة لشيء نوعي وهو "استخراج السماد العضوي الصالح لزراعة، وتوفير فرص عمل لعشرات الأسر المحتاجة، ضمن نظام البطالة".
وبحسب أبو رضوان فإن المصنع أقيم على مساحة تُقدر بحوالي "8 دونمات"، وبتكلفة وصلت لـ مليون دولار، منوهًا إلى أن الأيدي العاملة محلية، ومن صمم الماكينات هم مهندسين محليين، والتفكير جاري لأن يكون أكبر من ذلك بحيث "يكفي جنوب القطاع" .
آلية العمل بالمصنع ..
بدوره، يبين المشرف على المشروع المهندس محمد النيرب لمراسل وكالة قدس نت للأنباء ، بأن الهدف من إنشاء المصنع هو إعادة تحويل المواد الصلبة "النفايات" لمواد صالحة للاستخدام من جديد، بما يعود بالنفع على المجتمع، بحيث يتيح فرص عمل جديدة من جانب، ويحافظ على نظافة البيئة من خلال تقليل كمية النفايات من جانب أخر.
وتقوم آلية العمل بالمصنع –كما يشير النيرب- أولاً بجلب النفايات وتوزينها، ومن ثم حمل كمية بجراف صغير وإلقائها بما يعرف بـخط الفرز، وبعد ذلك تصل لماكينة التفتيح ، والتي تعمل على فتح الأكياس كبيرة الحجم "بواسطة شفرات حادة".
ويضيف "وتنقل بعدها للخط الصاعد، ويعمل على توصيلها لخط فرز داخل المصنع، وتقوم السيدات العاملات برفقة بعض العاملين من الرجال، بهذه المرحلة، بفرز البلاستك لوحده، والألمنيوم، الكرتون، والزجاج..الخ، كما يوجد قالب مغناطيسي كبير آخر المصنع، يقوم بالتقاط المواد المعدنية".
ويلفت النيرب إلى أن فضلات الطعام تبقى تسير إلى أن تصل لقالب يحولها لسماد عضوي، عبر مناخل كبيرة الحجم، بعد معالجتها بماكينات التقليب والترطيب، وهذا الإنجاز والعمل المميز، يُعد من صنُعٍ محلي، عدا بعض القطع فتم جلبها من مصر، عبر الأنفاق".
وينوه إلى أن المصنع سيتم تطويره لاحقا، بحيث يستوعب كميات النفايات من محافظتي خان يونس ورفح، لما نسبته حوالي 250 طن يوميًا، لكن هذا مرهون بتوفر الإمكانيات التي ستطور المصنع من حيث الحجم وعدد الماكينات.
40 عامل بالمصنع..
ويشير النيرب إلى أن المصنع به حوالي 40 عامل من بينهم حوالي 26 سيدة، من العوائل الفقيرة وسكان المناطق النائية، ويعملنّ براتب 1200 شيقل مدة 22 يومًا، وبعد ذلك تأتي مجموعة أخرى للعمل، على بند البطالة، ويعملنّ من الساعة الـ 8صباحًا حتى الـ 2مساءًا يوميًا.
ويبين، إلى أن كل امرأة تقف مقابل نظيرتها وترتدي غطاء سميك باليد "كفات"، وعلى فمها وأنفها واقي "كمامة" قرب حاوية، وتقوم بجمع النفايات حسب التصنيف وتلقي بها داخل الحاويات، التي تبلغ عددها حوالي 6 حاويات، بأسفلها حاويات شبكية كبيرة "سلة".
من جانبها، تقول "أ.ج" إحدى العاملات بالمصنع، والأم لـ 10 أفراد من بينهم اثنين بالجامعة، أنها لجأت للعمل بالمصنع، نتيجة الوضع المادي الصعب لأسرتها، الذي دفعها للتسجيل لإحدى البطالات بمؤسسة زراعية قريبة منهم.
كاميرا وكالة قدس نت للأنباء تجولت في المصنع الأول لتدوير النفايات في قطاع غزة ورصدت هذه الصور ..
عدسة: عبد الرحيم الخطيب