طولكرم – وكالة قدس نت للأنباء
في السادس عشر من ايلول الماضي، اطلعنا تلفزيون الفجر الجديد المحلي بمدينة طولكرم على معاناة المسنّة فاطمة علوية من سكان مخيم طولكرم للاجئين، خلال تقرير اعدته الإعلامية وفاء زيدان، أبرزت من خلاله معاناة وآلام لإمرأة في الثمانينيات من عمرها، تركت وحيدة بعد ان تركها ابنها الوحيد، في منزل يفتقد لأدنى مقومات الحياة، بين القطط والحشرات والأفاعي.
وفي صباح اليوم التالي، السابع عشر من أيلول الماضي، أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعليماته بضرورة نقل المسنّة علوية من منزلها الى مكان آمن يليق بكونها أم فلسطينية، وبناء منزل جديد لها، فقامت قيادة منطقة طولكرم بتنفيذ التعليمات، حيث وصل الى منزلها قائد منطقة طولكرم العميد إبراهيم حنيحن، ترافقة قوة أمنية فلسطينية الى جانب أطباء من الخدمات الطبية العسكرية، وطاقم من وزارة الشؤون الإجتماعية ومكتب المحافظة، وعلموا على نقلها الى مقر الخدمات، ومنه الى مستشفى ثابت ثابت الحكومي، وقدّم لها العلاج والفحوصات الطبية اللازمة هناك.
وعقّب حنيحن بالقول حينها : " سنقوم بنقل المسنّة الى دار المسنين او منزل ابنها، الى حين الإنتهاء من بناء منزل لها كما أمر الرئيس محمود عباس ".
المسنّة علوية رفضت ان تنتقل الى بيت المسنين، وقبلت بأن يتم نقلها الى منزل إبنها الكائن في حارة السلام شرق المدينة، حيث كان من المفترض ان يتم متابعتها من قبل الشؤون الإجتماعية " بحسب ما سمعناه من تصريحات سابقة ".
وفي صباح الاول من تشرين اول الجاري، اعلن عن وفاة المسنّة علوية، فقامت الصحافة المحلية بنقل الخبر، كما قامت قوة من رجال الأمن الوطني بالتكفّل في دفن المسنّة الى مثواها الأخير، وطويت الصفحة أمام المواطنين اللذين تابعوا قصتها من بداية التقرير الذي بث على شاشة تلفزيون الفجر الجديد وحتى وفاتها.
من المسؤول عن وفاة المسنّة علوية..؟
في صباح الاول من تشرين اول الجاري، شوهد إبنها يقوم بحفر قبر في مقبرة ضاحية ذنابة شرق مدينة طولكرم، اللذين شاهدوه سألوه : " هل لديك تصريح دفن، فأجاب لا، فقالوا له من الممكن ان تحاسب، ولو علمت الشرطة الفلسطينية بالموضوع ستحاسبك لأنه ممنوع "، فأحضر إبنها أحد الأطباء الى منزله ليكشف على والدته، فما كان من هذا الطبيب سوى الإتصال على الإسعاف، الذي حضر الى المكان، وبدوره أبلغ الشرطة الفلسطينية فحضرت هي الأخرى، وتم نقل المسنّة المتوفيه الى الطب الشرعي للوقوف على أسباب الوفاة.
أولاً : عند وضعها في ثلاجة الموتى بمشفى ثابت ثابت، حضر وكيل النيابة، وكشف على الجثة، فلاحظ الكثير من " النمل " يسير عليها ويخرج من فمها، معتقداً انه كان موجود في الثلاجة، الا ان المشفى اوضح انه يخرج من الجثة.
ثانياً : الطب الشرعي اوضح ان المسنّة علوية وعقب تشريح جثتها تبيّن ان " النمل " اتى على أجزاء كبيرة من أحشائها.
ثالثاً : بعد الكشف على المنزل الذي توفيت بداخله وهو منزل ابنها، لم يلحظ اية آثار " للنمل "، ومع تكثيف البحث، وصل رجال الأمن الفلسطيني الى ساحة مشجّرة بالمنزل، وتحت إحدى الشجرات، لوحظ " النمل " بشكل كبير، إضافة الى " براز " إنسان، مما يدلل على أن المسنّة علوية، تركت تحت هذه الشجرة، وتوفيت تحتها، لربما لعدم التغذية، إضافة الى " النمل " الذي داهمها ووصل الى أحشائها.
والسؤول هنا : أين اللذين كلّفوا بمتابعتها والعناية بها عقب نقلها من مسكنها في مخيم طولكرم، ولماذا تركت بلا عناية حتى توفيت.
تقرير/ سامي الساعي
رابط تقرير/ تلفزيون الفجر الجديد