شلح يدعو لوضع استراتيجية جديدة لاعادة صياغة المشروع الوطني على أساس كل فلسطين

غزة– وكالة قدس نت للأنباء
أكد رمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي, أن الوضع الفلسطيني الحالي يتطلب مراجعة شاملة كاملة, وإعادة صياغة المشروع الوطني، معتبرا بأنه من الواضح أن المشروع الوطني الذي تم إختزاله في إقامة الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967, عبر خيار التسوية والمفاوضات قد وصل إلى طريق مسدود, و"لا أحد يشك في أنه قد فشل فشلاً ذريعاً".

وقال شلح المقيم في دمشق في كلمة له عبر الفيديو كونفرنس خلال مهرجان ذكرى انطلاقة وتأسيس حركة الجهاد الاسلامي ومرور 17 عاماً على اغتيال مؤسسها الدكتور فتحي الشقاقي، والذي نظمته الحركة، يوم الخميس, بساحة الكتيبة بغزة، إن "هذا الوضع الفلسطيني يثبت ضرورة إعادة صياغة المشروع الوطني الفلسطيني وإعادة بناء الحركة الوطنية من جديد, ولكن يجب أن يتفق الكل الفلسطيني على هذا المشروع الوطني والإتفاق على مرجعياته والإتفاق على أهدافه والإتفاق على مكوناته وعلى مؤسساته وبرنامجه السياسي وتحالفاته وأفاقه.

وشدد على ضرورة أن" يتم إعادة بناء المشروع الوطني وفق إستراتجية وطنية جديدة شاملة جامعة ليعود كما بدأ في بداياته على أساس كل فلسطين، و ليس على أساس غزة و الضفة "، وقال إن "ما عدا ذلك فهو عبث وخداع للنفس وضحك على النفس وضحك على الذقون, بل أننا بذلك نعاقب أنفسنا والإنقسام الفلسطيني في الساحة هو أحد مظاهر هذا العقاب الذي نعاقب به أنفسنا".

وحول خطاب الرئيس الفلسطيني الذي ألقاه مؤخرا في الجمعية العامة للأمم المتحدة وتضمن الدعوة للاعتراف بعضوية فلسطين في المنظمة الدولية, قال شلح إن "بدايات الخطاب والشكوى الفلسطينية من الممارسات الإسرائيلية وما يجري في مدينة القدس والمسجد الأقصى ظن أننا ذاهبون إلى مساراً آخراً وإلى إستراتيجية جديدة, ولكن الأغرب هو ما جاء بعد ذلك هو مد اليد لإسرائيل التي تكبل هذه اليد وتقطع في هذه اليد صباح مساء فليس ذلك هو الحل".

وأضاف شلح أن "الحل لا يتمثل في أن نبقى في المأزق الكبير والذي يعكس فشل المشروع الوطني الذي اختزل في حدود 67, وليس الحل بالإصرار على البقاء في المآزق والتمسك بخيار المفاوضات بعد 19 عاماً من الفشل في المفاوضات" معتبرا بأنه "ليس الحل هو كما يقول البعض في أن يتم بناء المؤسسات قبل بناء الدولة في ظل الاحتلال لأنه كلام فارغ في موازيين الأمم لأن الدول لا تهدى بل تنتزع, وليس الحل هو الإنتخابات في ظل الاحتلال كما حدثت الإنتخابات البلدية لأن ذلك ما هو إلا تكريس للإنقسام, وليس الحل هو نبذ طريق المقاومة والذهاب للمقاومة الشعبية لأنها تعتبر تحايل على ما المقاومة الأساسية."

وأكد أن حركة الجهاد الإسلامي هي مع كل أشكال المقاومة وترفض أن يتم إستبعادها من الأجندة الفلسطينية, وقال "يمكن أن نسمح بالتهدئة ولكن ان تصبح التهدئة المجانية هي واقع الحال فهذا خطر على القضية ونحن بكل مسؤولية مطالبون بمراجعة هذه السياسة".

وقال شلح "إننا مطالبون بمراجعة شاملة لهذه السياسة, سياسة التنسيق الأمني والإلتزام بهذا التنسيق أمام الاحتلال لأن ذلك ليس من المصلحة الوطنية, لأن الحل لا يتمثل بالتمسك بسلطة أوسلو أو إيجاد بديلاً عنها, وليس الحل في إحتكار منظمة التحرير والتهرب حتى من بناؤها, تحت عنوان أنها لا تقسم على اثنين لأنه لكل الشعب الفلسطيني والإطار الجامع له كله".

وأوضح أيضا بأن الحل لا يتمثل في أن يتم إختزال القضية الفلسطينية في المصالحة, "لأننا لو اختزلناها بها وفي حال تعطلت يتعطل كل شيء, وليس تبنى خيار إقامة الدولة على حدود العام 1967, لأن الاحتلال لن يعطينا إياها لأنها ليست في إطار حسابات الاحتلال, ولن تعطي هذه الحدود لأي فلسطيني مهما كان متنازلاً. "

وشدد شلح على أن "المخرج الوحيد المتاح أن نعود لبناء المشروع الوطني وإعادته كما كان في بدايات النضال الوطني, وأن نرفع سقف مطالبنا ليرقى بالمستوى الفلسطيني, وأن يعود كما كان خياره هو تحرير كل فلسطين لكل الفلسطينيين".

وحول الوضع العربي والإسلامي, اعتبر شلح أن ما تشهده المنطقة من أحداث ما يسمى بـ"الربيع العربي", سلاح ذو حدين, الأول السلبي وهو الإنشغال العربي عن فلسطين, ويفتح الطريق أمام إسرائيل للمضي في سياساتها العدوانية ضد المواطنين الفلسطينيين، والثاني هو السلاح الإيجابي بأن يكون هذا "الربيع العربي" هو نافذة الأمل التي تفتحها ثورات الشعوب لتحرير فلسطين.

وتساءل قائلا " ولكن إلى متى سيبقى هذا التأجيل هل إلى أن تبتلع إسرائيل فلسطين لآخر متر فيها, وساعتها لا تجد تلك الشعوب ما تقاتل من أجله, وستترك مدينة القدس والمسجد الأقصى الذي شارف على أن يقع من الحفريات التي تحته, حتى أن الاحتلال يفكر في تقسيمه في الأوقات كما فعل في المسجد الإبراهيمي".
وحول الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة, قال شلح إن الوضع الآن "والحديث هنا يخص الشقيقة مصر", ليس بأفضل من قبل الثورة بل ربما يكون في بعض الأمور أسوأ وأصعب فيما يخص الحصار على قطاع غزة, وقال "نحن لا نريد أن نحمل الدول الشقيقة ما لا طاقة لها به, ونعرف أن الأحمال على تلك الحكومات الجديدة ثقيلة من الأنظمة التي سبقتها".

وتطرق شلح الى الفيلم المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم, وقال "إننا في حركة الجهاد الإسلامي لن نقبل هذه الإهانة, لأنهم لا يقبلون بإهانة رموزهم الدينية, وما هذا الفيلم المسيء للرسول إلى إستعداد لعمل اكبر, لأنه إذا سكتنا على الإساءة رسولنا فنحن سنسكت هين يتم هدم الأقصى".

وبالنسبة للأزمة التي تشهدها سورية, قال الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي إن " إن أي مراقب لهذا النزيف المؤلم والجرح المفتوح، يدرك أن طريق الحسم العسكري في أي اتجاه مغلق، وأن لا مخرج من هذه المحنة إلا الحل السياسي الذي يحقن الدماء، ويلبي مطالب وطموحات الشعب السوري بالحرية والكرامة، ويحافظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، ويضمن استمرار دعمها وإسنادها للمقاومة وفلسطين".

وختم شلح كلمته قائلا " في ذكرى الجهاد والمقاومة، ذكرى الشقاقى وأحمد ياسين وأبو عمار وأبو على مصطفى وكل الشهداء العظام، أقول لكم: الكيان الصهيوني ما وجد ليبقى.. إسرائيل كيان عابر زائل، فهذا وعد ربنا القائل " فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا" هذا وعد ربنا حقاً"، وهذا ما قاله شاعرنا الكبير الراحل محمود درويش، "إنهم عابرون، عابرون، زائلون، ولا مقام لهم في هذه الأرض مهما طال الزمن"..