القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
سلط الإعلام الإسرائيلي على مختلف مشاربه باللغة العبرية، أمس الجمعة، الأضواء على التقرير الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، والذي قالت فيه إن إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، رفضت في الفترة الأخيرة اقتراحا تقدمت به القيادة الإيرانية لتجميد المشروع النووي الإيراني، فيما التزمت الدولة العبرية الرسمية الصمت المطبق.
وقالت الصحف الإسرائيلية نقلاً عن الصحيفة الأمريكية أن إدارة الرئيس أوباما اعتبرت الاقتراح الإيراني بأنه مجرد مناورة لكسب العناوين في الإعلام الدولي.
من ناحيته، طرح موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" على الإنترنت تساؤلاً في سياق تطرقه للتقرير الصحافي الأمريكي: هل تدفع العقوبات الاقتصادية المتشددة، والتذمر الواسع في صفوف الشعب الإيراني والمظاهرات التي اندلعت في إيران، القيادة الإيرانية إلى إبداء الجدية في جولة المحادثات المرتقبة مع الدول العظمى الستة، على حد تعبيره.
وساق الموقع قائلاً إن جهات إيرانية رسمية قدمت للولايات المتحدة الأمريكية وأيضا للدول الأوروبية خطة تشمل تسع خطوات تهدف إلى وقف تدريجي للمشروع النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران.
وقال الموقع الإسرائيلي أيضا إن إن صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت هذا النبأ الليلة الماضية، وقالت في حيثيات الخبر إن الأمريكيين رفضوا المشروع الإيراني باعتباره مناورة إعلامية لا غير، لأن المشروع يتطلب من الغرب تقديم تنازلات كثيرة وكبيرة في المراحل الأولية. مع ذلك نقل الموقع عن مصادر استخباراتية أمريكية قولها إن تقديم إيران لهذا الاقتراح يعكس الضغط الذي يعيشه النظام على أثر الأزمة الاقتصادية الخانقة الناجمة عن العقوبات المذكورة، جدير بالذكر في هذا السياق، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يعتبر الصحيفة الأمريكية المذكورة بأنها تنتهج خطًا عدائيًا ضد سياساته.
في السياق ذاته، كتبت صحيفة "هآرتس" إن الاقتراح الإيراني يعتمد على الاقتراح الذي سبق وأن قدمته إيران للدول الأوروبية في شهر تموز (يوليو) الماضي.
ويورد الاقتراح بالتفصيل مراحل رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران مقابل وقف تخصيب اليورانيوم في أحد الموقعين الإيرانيين، حيث وصلت إيران إلى قدرة تخصيب بنسبة 20 بالمئة، وفقط بعد رفع العقوبات الاقتصادية كليا سيوقف الإيرانيون كليا عمليات تخصيب اليورانيوم بدرجة متوسطة في موقع بوردو.
وساقت الصحيفة قائلةً إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تقم بتقديم أي اقتراح بديل للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علمًا بأن الاقتراح الإيراني يشبه إلى حدٍ كبيرٍ الحل الذي كان طرحه الغرب على إيران قبل الصيف الأخير.
ونقلت الصحيفة العبرية عن مصدر رفيع المستوى في إدارة الرئيس الأمريكي قوله في معرض تبريره لرفض الاقتراح إن الإيرانيين سيكونون قادرين على استئناف مشروعهم النووي بشكل فوري، وليسوا ملزمين بإعطاء أجوبة للمفتشين الدوليين بشأن الأدلة التي تفيد بأنهم أجروا أبحاثا لإنتاج أسلحة ذرية، ومع ذلك فإنهم يعرضون على أمريكا أنْ ترفع العقوبات التي ستستغرق وقتًا طويلاً لإعادة فرضها على إيران، في حال حصلت واشنطن على موافقة من الدول الأخرى على ذلك، على حد قوله.
جدير بالذكر أن الاقتراح الأمريكي الأخير نص على وجوب وقف إيران وبشكل فوري كل عمليات التخصيب لليورانيوم بدرجة 20 بالمئة وإخراج كميات اليورانيوم التي تم تخصيبها خارج إيران وإغلاق المنشآت التي أقامتها في بوردو، وفقط بعد إتمام ذلك ستقترح الولايات المتحدة وحليفاتها على إيران التعاون في تطوير الذرة للاستعمالات السلمية، وتوافق على عدم فرض عقوبات جديدة وإضافية في مجلس الأمن الدولي، على ألا ترفع العقوبات المفروضة حاليا قبل التوقيع على اتفاق نهائي بين الأطراف المختلفة، علاوة على ذلك، لفتت "هآرتس" العبرية إلى تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، التي قالت الأربعاء الماضي إن الولايات المتحدة لا تعتزم في هذه المرحلة رفع العقوبات المفروضة على إيران، خصوصا بعد أن بدأت تعطي ثمارها، على حد تعبيرها.
في السياق ذاته، وصف نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي والوزير لشؤون المخابرات، دان مريدور، التسريبات بشأن هجوم إسرائيلي محتمل أوْ مفترض على إيران بالفضيحة، مشددًا على أن تسريبات المسؤولين في تل أبيب حول هذا الموضوع، هو فضيحة وفق كل المعايير والمقاييس، لافتًا إلى أنه لا يذكر تصرفًا من هذا القبيل في تاريخ الدولة العبرية.
وأضاف الوزير الإسرائيلي، كما أفاد موقع (ISRAEL DEFENSE)، المختص في الشؤون العسكرية والأمنية، أنه لا يُريد الكشف عن موقفه من قضية الخيار العسكري، ولكن رئيس تحرير الموقع، الصحافي عامير راببورت، الذي أجرى معه اللقاء، قال إن مريدور هو من أكثر الوزراء الأعضاء في المجلس الوزاري الأمني والسياسي المصغر معارضة لشن إسرائيل هجومًا على إيران لتدمير برنامجها النووي.