غزة- وكالة قدس نت للأنباء
افترشت الكتب القيمة شاطئ البحر بمدينة غزة في معرض الكتاب الدولي الثاني الذي يقام في منتجع الشاليهات، ووسط الهواء الطلق وأجواء الهدوء ينتشر رواد المعرض بين أقسامه العديدة، حيث احتوت الكتب المتنوعة في شتى المجالات الحياة إلى جانب أقسام خاصة بالأعمال الفنية، ومكان مخصص للفعاليات الثقافية والندوات العلمية .
ويضم المعرض الذي أقامته وزارة الثقافة في حكومة غزة ,200 ألف كتاب في 12 ألف عنوان بمشاركة فعّالة من 70 دار نشر عربية من مصر ولبنان والكويت والسعودية إلى جانب 15 مكتبة ودار نشر محلية و17 مؤسسة تعليمية وثقافية في فلسطين.
حيث يقول نائب رئيس اللجنة الإعلامية غسان محيسن لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء " طارق الزعنون :" أنه لأول مرة منذ عشرة سنوات يتم فيها إدخال كتب دور نشر قادمة من دول عربية بصورة رسمية، للمشاركة في معرض الكتاب وذلك ميزة جديدة بخلاف المعارض السابقة التي أقيمت في القطاع ".
ويضف أن التقدير بعد اليوم السادس على التوالي منذ افتتاح المعرض جيد جداً، حيث أن الإقبال في تزايد مستمر من أهالي قطاع غزة، لافتاً أن المعرض حقق إضافة نوعيه حيث فتح الباب أمام التعامل المباشر بين دور نشر عربية ومحلية، لكن لم يفصح عن أجمالي عدد الكتب التي بيعت حتى الآن .
ويتابع أن الهدف من وراء المعرض هو المحافظة على إقامة فعالية ثقافية ضخمة، تكرس مبدأ التنوير والتعليم الفكري وتعمل على الارتقاء بالمستوي الثقافي, وتفتح المجال أمام القراء للاطلاع على قدر أكبر من الكتب القيمة بجانب كسر الحصار عن القطاع من الناحية الثقافية .
أكثر الكتب مبيعاً ..
وفي جولة بين أروقت المعرض حيث قسم كتب الروايات، يقول أحد البائعين فيه أن معدل البيع في هذا القسم يتعدى 200 كتاب يومياً، حيث أخذت روايات أحلام مستغانمي الحظ الأوفر من بين الروايات الأخرى بجانب رواية تحمل أسم الحب في زمن الكوليرا
أما كتب الإرشاد والصحة فقد كان الإقبال عليها منقطع النظير، وأخذت الكتب المختصة بالرجيم الحظ الأوفر من البيع خاصة من قبل النساء , قسم البلاغة والنحو حصل كتاب جامع الدروس العربية أكثر الكتب مبيعاً , ولم يسعفنا الوقت لمعرفة الكتب الأكثر مبيعاً في الأقسام الأخرى .
أحزاب عربية تشارك ..
ومن بين المشاركين العرب في المعرض وفد من حزب العمل المصري ،حيث عرض طارق الكركيت القادم من جمهورية مصر العربية , في هذا القسم كتب تتحدث عن حزب العمل المصري الذي تم تأسيسه عام 1973م , بالإضافة لكتب سياسية مختلفة .
ويقول :"إن الهدف من وراء مشاركة الحزب في المعرض تقديم الدعم المعنوي أكثر من كونه تجارياً , لافتاً أن حجم الإقبال علي قسمه قليل , ويُرجع ذلك وفق تفكير وميول زائرين المعرض واهتماماتهم المختلفة" .
رواد كثر دون شراء ..
علي يساره كان محمد فتحي صاحب دار النشر العلم والإيمان المصرية ويشير، أن عدد الإقبال كثير لكن حجم الشراء مقارنة بالمعارض التي اشترك فيها في دول عربية قليل مضيفاً أنه قد يكون السبب في حجم سكان قطاع غزة القليل مقارنتاً في الدول الأخرى .
اللبناني أحمد الشامي صاحب مؤسسة "الريان للطباعة والنشر والتوزيع , جاء من بيروت حيث يضيف إن الوصول لقطاع غزة تجربة كان لابد منها ولفت انه سعيد بالجو العام الذي يحيط بالمعرض وصفاً الإقبال على قسمه بالجيد خاصة على المراجع الدينية .
قسم الفنون اليدوية ..
وفي أحدي جنبات المعرض يوجد قسم خاص بالفنون اليدوية يحمل عنوان " أنامل " احتوي على لمسات فنية إبداعية حيث الزجاج المنقوش والرسومات التعبيرية ومطرزات تحمل الهوية الفلسطينية .
وكانت خلود نصار المشرفة على هذا القسم تشير لروادها علي القطع الفنية وتشرح لهم وحي الأفكار التي تحملها هذه القطع حيث الزجاج المنقوش عليه " حنظله " والعلم الفلسطيني , بالإضافة لساعات وقت تم إدخال عليها رائحة تراثية فلسطينية من خلال التطريز بجانب عرض بعض الصور لأماكن أثرية في القطاع .
وتتابع:" إن هناك أدوات تالفة من زجاجات وأواني وأسلاك تم استخدامها وتحويلها لأشكال فنية , لافته انه يمكن إن يتم تحويل الأشياء القبيحة إلى إشكال فنية جميلة نستخدمها ونستفيد منها ".
وتقدم نصار لزائريها أوراق البردة التي كتبت عليها رسائل حب وود وعبارات تشير لمحبة الرسول " محمد علية الصلاة والسلام " للمسلمين حيث توضح انه اختارت أوراق البردة لأنها تعبر عن التاريخ وعن مدي ارتباط المسلمين بالنبي " محمد " .
قسم الندوات ..
وفي الزاوية التي كانت مخصصة لندوات الفكرية والفعاليات الثقافية كان يجلس مجموعه من الشباب والنساء حيث يستمعون لحديث الداعية المصري خالد أبو شادي , بجانب محاضرات علمية أقيمت في الأيام الأولي للمعرض لـ د. كريم الشاذلي ود. جهاد العايش من جمهورية مصر العربية , كما قامت جمعية الثقافة والفكر الحر بتنظيم سلسلة من الو رشات العمل والندوات العلمية .
هذا وقد تم افتتاح "معرض فلسطين الدولي للكتاب" في 3 أكتوبر وينتهي في 13 أكتوبر الشهر الحالي , ويعد هو ثاني معرض دولي يقام في مدينة غزة برعاية وزارة الثقافية الفلسطينية .