كلاسيكو 222... كلاسيكو شاليط... قراءة فنية بمشاعر وطنية

بقلم: إسلام عوض


يستحيل على أي كاتب او مفكر رياضي عربي أن يأتي على ذكر التفاصيل الفنية للكلاسيكو رقم 222 والذي اقيم مساء السابع من تشرين اول من العام 2012 في ملعب الكامب نو في مدينة برشلونة دون ذكر الحقيقة المرة والتي تمثلت بقبول برشلونة تواجد القاتل شاليط في مدرجات هذا المعلم الكروي الحافل بتاريخ رياضي بعيد كل البعد عن سياسة استهداف الاطفال والتي تربى عليها ضيف الكلاسيكو المشؤوم.

ادارة نادي برشلونة فضلت المساس بمشاعر الملايين من جماهيرها العرب والمسلمين على ان توجد سبباً لانطلاق اللسان "الردّاح" للمؤسسة الصهيونية والتي تطبق اسلوب الكرة الشاملة البرشلونية على معظم وسائل الاعلام وحتى على مواقع التواصل الاجتماعي والتي يستخدمها نجومها لزيادة شعبيتهم وشعبية ناديهم. عندما ابدأ التحليل اجد صعوبة بالغة في ذكر خطأ فيلانوفا واصراره على الدفع بالفيس المصاب وغير الجاهز ليسبب تباطؤه وتلكؤه امام رونالدو بهدف السبق الملكي، قبل ان يتلكأ ويتباطأ من جديد امام بنزيمة ليشفق القائم على اصابة الفيس فيستدرك فيلانوفا ويستبدل الفيس بالفتى مونتويا لتختلف بعدها مجريات اللعبة بتخفيف الضغط على الدفاع الكتالوني المنكوب اصلاً بغياب عموديه الرئيسيين وليبدأ برشلونة بالتقدم الى الامام واستمراره بنفس فلسفة الاستحواذ التام على الكرة وضبط السيطرة المطلقة على منطقة منتصف الملعب والتغلغل التدريجي في منطقة الريال والاعتماد على مهارة ميسي الاستثنائية في اختراق التكتلات الدفاعية في ظل استمرار تألق انييستا والتراجع المستمر في مستوى تشافي هرنانديز.

وايضاً كان الملكي يتبنى نفس الفلسفة التي يتبعها دائماً عند لقائه بغريمه الكتالوني، باستغلال سرعة رونالدو ودي ماريا في الهجمات المرتدة والتي لم تشكل أي منها اية خطورة على مرمى فالديز والضغط بقوة على لاعبي برشلونة في منطقتهم لمحاولة كسر الاستحواذ وتخليص الكرة من بين اقدامهم في منطقة خطيرة اثمرت احداها عن هدف التعادل الثاني للريال. الكلاسيكو 222 كان ارضاً لمعركة بين غريمين يتنافسان على لقب افضل لاعب في العالم، تألقا فسجل كل منهما هدفين فتعادلا في المعركة وتعادل فريقيهما في المباراة. نعم اجد صعوبةً بالغة في ذكر كل هذه التفاصيل الفنية الممتعة لذلك اللقاء الممتع دون ان انسى تواجد ذلك القاتل في مدرجات الكامب نو.

وكم كنت اخشى ان يفعلها مخرج المباراة ويفرض علينا رؤية وجه شاليط القبيح في المدرجات ويفسد علينا متعة واحدة من اجمل مباريات العام 2012. وكما كان الكلاسيكو 222 ميداناً لمعركة بين افضل لاعبين في العالم، كانت مدرجاته ايضاً معركةً اعلامية من نوع آخر بين رياضي اصيل اعتقل ظلماً وهو متجه لممارسة احترافه الرياضي واضرب عن الطعام حتى نال حريته من سجانه الظالم وبين دخيل على الرياضة ألحق بالعمل كمراسل للقسم الرياضي في يديعوت احرونوت بعد ان نشأ كقاتل واحترف مهنة القتل. معركة لم تنتهي بالتعادل على غرار معركة ميسي ورونالدو، بل كان النصر فيها حليف محمود السرسك والذي رفض اساساً التواجد في نفس المكان وبنفس الظروف التي تواجد فيها شاليط وان كان ذلك المكان الكامب نو وان كانت تلك الظروف الدعوة لحضور الكلاسيكو 222.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت