في لحظة حرجة من لحظات أيامنا التي أصبحت كلها حرجة ، يطلق الإنسان طاقاته من داخله ، ورغم أيامنا الحرجة التي نعيشها اليوم ، والتي تفرض علينا فعلاً حرجاً ، فإننا لم نصل بعد إلى الفعل الحرج ، الذي يفجّرُ طاقاتنا ، ويغيّر من وضعنا الذاتي والموضوعي ، حيث ينقلنا الفعل الحرج للتعامل مع حقيقة الأشياء ، الأشياء التي تسمى بأسمائها الحقيقية ، بعيداً عن كل الاعتبارات ، إلا اعتبارات الحق والحقيقة ، والحقيقة التي نعيشها كشعب فلسطيني هي أننا نحمل إلى جانب اسمنا الفلسطيني مسميات أخرى ، فلسطينيّ الشتات ، فلسطينيّ أراضي 48 ، فلسطينيّ الضفة ، فلسطينيّ غزة ، والفلسطينيون اللاجئون في الشتات يحملون أسماءً إضافية أو ملحقة بهم حسب مكان اللجوء ، فلسطيني سوري ، فلسطيني أردني ، فلسطيني لبناني ، فلسطيني عراقي ، لكن يجمع بين كل هؤلاء الفلسطينيين على اختلاف تسمياتهم الحياتية ، أنهم بالأصل هم الشعب العربي الفلسطيني الواحد ،الذي له الحقّ بالتجمع في وطنه فلسطين ، فلسطين التاريخية الممتدة من البحر إلى النهر ، وهنا يبرز الحق إلى جانب الحقيقة ، حق الشعب العربي الفلسطيني بالعيش سيداً في دولته على أرض وطنه فلسطين ، وهذا لا يمكن أن يتحقق للشعب الفلسطيني بالوقوف متفرجاً على العدوان اليومي المستمر عليه من قبل قوات الاحتلال ، هذا العدوان الممتد من القدس إلى غزة ، إلى الخليل ، إلى كل أراضي الضفة الفلسطينية ، إلى الساحل الفلسطيني ، إلى الجليل والمثلث والنقب ، هذا العدوان الذي يضعنا يومياً في لحظة حرجة ، تتطلب منا التمسك المطلق بحقنا المطلق في الدفاع عن وجودنا المطلق على مطلق أرض فلسطين ، فكيف يمارس العدّو الصهيوني عدوانه علينا يومياً ويضعنا في موقف حرج أمام التاريخ الذي لن يرحمنا أبداً وهو يرى فينا الهون والذل ونحن لا نرد العدوان عن أنفسنا ، ليس المطلوب منا توجيه النداء إلى جهات الأرض لكي تدافع عنا في قدسنا ووطننا، فالعدوان علينا ، ومن يقع عليه العدوان وجب عليه مقاومة هذا العدوان ، ونحن وحدنا القادرون على بناء قدرتنا الذاتية ، وتغيير ظرفنا الموضوعي ، فلنتعامل مع حقيقة الأشياء ، العدّو هو العدّو ، والعدوان هو العدوان ، والاحتلال هو الاحتلال ، والمقاومة هي المقاومة ، والحق والحقيقة هي أننا أصحاب الأرض ، والاحتلال كل الاحتلال إلى زوال .
8/10/2012 صلاح صبحية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت