سائقو غزة يتساءلون عن مصير سياراتهم القديمة ...؟

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
تباينت وجهات نظر السائقين الفلسطينيين في قطاع غزة حول مشروع وزارة النقل والمواصلات لاستبدال المركبات العمومية القديمة بالحديثة، فبعضهم يقول إن" هذا القرار سيؤدي لقطع أرزاق العديد من السائقين الذين يعتمدون على سيارتهم القديمة كمصدر رزق لعائلتهم" والبعض الآخر اعتبر ذلك فرصة ذهبية لأصحاب السيارات القديمة لاستبدالها بسيارات جديدة.

ويتساءل السائق أبو سليم في حديث لمراسل وكالة قدس نت للأنباء، عن مصير السيارة القديمة التي يستقلها وتشكل له مصدر رزق ولكنه رحب بالمشروع على الرغم من تخوفه منه قائلاً" إذا كان ثمن سيارتي أربعة آلاف دينار ستحسب من سعر السيارة الجديدة يمكن أن أتفق مع المشروع ودون ذلك الأمر مرفوض".

وبين أبو سليم أنه كغيره من السائقين بغزة يرغبون بمعرفة مصير السيارات القديمة، معتبراً أن الإعفاء من الجمارك ليست كافي، لأن معظم السيارات القديمة أسعارها مرتفعة، قائلاً" السائق سيسلم سيارة قديمة يعيش من دخلها ولا يعرف كيف ستكون آليات وحساب سعرها وسيعفي من الجمارك في السيارة الجديدة ويقسط ثمنها على أشهر، الأمر الذي يجعنا نعمل لدفع الأقساط".

ويتابع " كيف سنعيش إذا افترضنا أن القسط 500$ كل شهر في ظل أوضاع معيشية صعبة وأزمة الوقود وعدم وجوده بشكل يومي إضافة لمعاناة التصليح وغيرها، وإذا كنا نمضي أكثر من نصف ساعة للوصول بالركاب من موف الجامعة لشارع الجلاء بسبب الزحمة بمدينة غزة، فكيف يمكن أن نوفر الحياة الكريمة لأسرنا"، داعياً الوزرة إلى توضيح الأمر وتخفيف المعاناة عنهم.

وبدوره استعجب السائق أبو فوزي قائلاً "بس يجيبوا أكل للسيارات ما في بنزين ولا كاز"، معتبراً أن المشروع يحمل فوائد لأصحاب السيارة القديمة من خلال تمكينهم من امتلاك سيارات حديثة يعملون عليها بالأجرة، ولكنه تساءل في نفس الوقت إذا كان أصحاب السيارة يمتلكون القدرة على دفع أقساط السيارات الحديثة، مؤكداً أنه ومعظم هؤلاء يعانون من أوضاع معيشية صعبة.

ويري أبو فوزي أن سلبيات القرار ستنعكس على السائقين وعلى الموطنين لأن معظم أصحاب السيارات القديمة يعملون في مناطق نقل الركاب التي لا تدخلها السيارات الحديثة كموقف جباليا والمغربي ومفترق الشجاعية بمدينة غزة، الأمر الذي من شأنه إحداث أزمة جديدة للمواصلات في ظل وجود أزمة نتيجة عدم توفر المحروقات.

وبين أنه من غير الممكن أن يستبدل سائق سيارة قديمة بالنسبة له توفي بالغرض وتدخل عليه قوت يومه بسيارة جديدة تجعله رهن لدفع أقساطها إضافة لعدم وجود رؤية واضحة من قبل طرح الوزارة حول مصير السيارات القديمة، موضحاً أنهم كسائقين إذا كان المشروع بصالحهم سيكون تعاملهم معه بشكل جيد.

ليس إجباري...
ومن جانبه أكد خليل الزيان المتحدث بإسم وزارة النقل والمواصلات بحكومة غزة, أن عملية إستبدال السيارات العمومية القديمة بسيارات حديثة, ستكون بسهولة ولن تكون هناك إجراءات تثقل كاهل المواطن الفلسطيني في غزة.

وأضاف الزيان في حديث له خلال برنامج "كلام جديد" الذي يبث عبر قناة "هنا القدس" الفضائية, أن عملية إستبدال أسطول السيارات القديمة العمومية بالسيارات الحديثة, هي خطوات تم الإتفاق عليها بناءاً على تجارب سابقة للعديد من الدول وجميع تلك الدول كانت التجارب بها ناجحة.

وأوضح بأن ما سيحصل هو إستلام السيارة القديمة من السائق وإتلاف الهيكل المهترىء الخاص بها, وإعطاء صاحبها قطعها التي يمكن أن يستفيد منها في ظل أن الحكومة منعت إستيراد قطع غيار السيارات القديمة، حيث سيتم تغذية السيارات القديمة من بعضها البعض, وبعد ذلك يمكن للسائق أن يتوجه إلى أحد البنوك أو المؤسسات الإستثمارية التي ستكون ضمن المشروع، ليشتري سيارة حديثة بالتقسيط المريح، وستكون دون أي إضافات جمركية كتسهيل من الحكومة بغزة.

ولفت الزيان إلى أن السيارات الحديثة ستكون بأسعار مناسبة, وسيتم تقسيطها على صاحب السيارة القديمة على أساس 300 دولار كل شهر على مدار سنتين أو ثلاثة حسب ثمن السيارة بإتفاق مع شركات خاصة أو بنوك, مؤكداً أن هذا الموضوع ليس إجبارياً ولكن لمن يريد أن يرتاح من هموم سيارته القديمة.

وكانت قد دعت الإدارة العامة للشؤون الفنية بوزارة النقل والمواصلات بحكومة غزة، يوم الثلاثاء، سائقي المركبات إلى مراجعة الإدارة، لاطلاعهم على حيثيات مشروع استبدال المركبات القديمة بالحديثة والحوافز التشجيعية لذلك.

وقال حسن عكاشة مدير عام الشؤون الفنية وهندسة المركبات بالوزارة في تصريح صحفي, إنه حسب القانون فإن المركبات العمومية لا تدفع رسوماً جمركية إضافة إلى أن السائق الذي ينوي استبدال مركبته سيستفيد من البرنامج الذي يتم من خلاله إدخال المركبات عن طريق صندوق الاستثمار الفلسطيني, حيث ستعفى هذه المركبات من الجمارك.

وطالب عكاشة أصحاب المركبات العمومي والعمومي الداخلي القديمة إلى الاستفادة من هذا العرض بالتوجه إلى مقر وزارة النقل والمواصلات (الإدارة العامة للنقل على الطرق) لمعرفة إجراءات تسجيل المركبة.

كاميرا وكالة قدس نت للأنباء تجولت في مدينة غزة والتقطت مجموعة من الصور للمركبات القديمة التي تسير في شوارع مدينة غزة، وكذلك المركبات الحديثة المتواجدة في معارضها.

عدسة: محمود عيسى