جزء من الإعلام الفلسطيني ملاذ للتافهين

بقلم: رمزي صادق شاهين


منذ الانتشار الغير مضبوط للإعلام الإلكتروني في فلسطين ، وعشرات المواقع الإعلامية والإخبارية التي يُدار معظمها إما من المنازل ، أو من كوفي شوب هنا وهناك ، مواقع عبارة عن جهاز لاب توب وخط إنترنت فقط ، ولأننا في فلسطين نحب الفوضى فقد تركنا الأبواب على الغارب ليحلو لأي أحد أن يكتب أي شيئ وفي أي شيئ حتى وصل الأمر بنا للمزايدة على مشروعنا الوطني ومؤسساتنا الوطنية ، وعلى قادة ومناضلين وكوادر ، وأصبحت هذه المواقع عبارة عن سلة قمامة تحوي الكثير من الفضلات .

لا يمكن لأي نظام أو سلطة في العالم أن تسمح بالاستمرار بهذه الحالة من الفلتان الإعلامي ، حيث انتشار دويلات المواقع ، هذه المواقع التي تُستخدم للإساءة لمشروعنا الوطني بشكل عام ولعدد من القضايا ، خاصة إذا تعلق الأمر بالاصطفاف إلى جانب إسرائيل وأعوانها التي يسعون لإظهار السلطة الوطنية ومؤسساتها على أنها مُجرد كيان من الفساد وأنها ستنهار آجلاً أو آجلاً .

مؤخراً ازداد استخدام الإعلام الإلكتروني الفلسطيني من قبل بعض المرضى النفسيين والتافهين ، الذي لا يخضعون لأي رقابة وطنية أو أخلاقية ، فقد رأينا كيف يُستخدم الإعلام لتشويه نضالنا الوطني ، ورأينا كيف يتم تلفيق التهم والقضايا ، ورأينا كيف يصطف البعض مع أعداء حركة فتح لزيادة الوقيعة بين الأخ الرئيس أبو مازن وقادة حركة فتح ونواب بالمجلس التشريعي ومنهم الأخ محمد دحلان ، وغيره من الكوادر التنظيمية الذين تم الإساءة لهم باستخدام الإعلام المريض .

الإعلام الإلكتروني هو ملاذ آمن لبعض الموتورين ، فنجد أحد المطرودين من عملهم في مؤسسة إعلامية رسمية ، كيف يُهاجم المؤسسة بعد أن أصبح خارجها ، وكيف يحاول الإساءة لها وتشويهها برغم أنه كان يمدحها طيلة وجودة في الموقع ، أما الآن فهي مجموعة من الفساد والفاسدين ، وبها من الأخطاء ما يستحق أن نشمعها بالشمع الأحمر ، هذا الإعلامي ينتقد يومياً إجراءات تطوير المؤسسة الإعلامية الرسمية ، حتى لو كان هذا التطوير به أي إجراء خاطئ ، فلا يجوز أن نشبه المؤسسة بالاحتلال وإجراءاته .

نحن بحاجة إلى ثورة أخلاقية ووطنية ، يتم من خلالها الانتفاض على كُل الشوائب والسلبيات ، وطرد كُل من حاول ويحاول تمرير مشاريع الإحباط لشعبنا الذي سئم كُل الذين يتمتعون بشخصية موتورة وضعيفة ومريضة نفسياً ، فقد آن الأوان أن نضع الخطوط الحمراء لكي نُحاسب كُل من يستخدم الإعلام في القذف والتشهير والإساءة للرموز الوطنية والسياسية ، فباب النقد البناء مفتوح بشرط أن يكون انتقاد محترم مبني على معلومات واقتراحات بالبدائل البعيدة عن الشخصنة والإصطفافات .

مطلوب من وزارة الإعلام والجهات الرقابية وضع القوانين واللوائح التي تُنظم عمل المواقع والمؤسسات الإعلامية بشكل عام ، حتى لا نصبح رهائن لمزاجيات البعض ممن يحملون شعارات وهمية ، ويستغلون وضع السلطة لوطنية حالياً لتمرير خطاباتهم وتوجيه سهامهم المسمومة ضد سلطتنا الوطنية ومشروعنا الوطني وفصائلنا وكوادرنا .

مطلوب من الإعلام المحترم ، سواءاً إعلام رسمي أو حزبي أو خاص ، أن يعمل على تعزيز ثقافة الإيجابية ، وعدم السماح لبعض المرضى من استخدام مواقعهم وصفحاتهم لتصفية حسابات شخصية ، أو الدفاع عن أنفسهم بقضايا لها عناوين لحلها والإعتراض عليها ، فقد آن الأوان لأن نكون إعلام مساعد في عملية البناء والتطور .. إعلام ينبذ كُل الشوائب والسلبيات ليؤدي رسالته الوطنية والمهنية .

&&&&&&&&&&
إعلامي وكاتب صحفي – غــزة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت