"هآرتس":مرسي اعترف بعدم تنفيذ مصر بنود اتفاقية السلام

القدس المحتلة- وكالة قدس نت للأنباء
افادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن "الرئيس المصري محمد مرسى اعترف بعدم تنفيذ بلاده بنود اتفاقية السلام مع اسرائيل، عندما اشترط وفاء الجانب الإسرائيلي بالتزاماته تجاه القضية الفلسطينية، واعتبرها شرطا لالتزام مصر بدورها المنصوص عليه بالاتفاقية".

ولفت المحلل السياسي لشؤون الشرق الأوسط بالصحيفة "آلن بيكر" الى إن "مرسي نسي أن هناك بندا في معاهدة السلام، وهو تنفيذ مصر التزاماتها تجاه إسرائيل دون النظر إلى عمل أي طرف في علاقاته الخارجية، فتصريحاته بشأن اشتراطه تسوية القضية الفلسطينية ثم تطبيق معاهدة السلام تمس المعاهدة"، متسائلا "هل مرسي مشوش أم اشتراطاته مقصودة بشأن تطبيق معاهدة السلام في حال تسوية النزاع مع الفلسطينيين؟".!

وأوضح الكاتب أن "مصر فعليا لم تطبق أي بند من بنود اتفاقية السلام التي سارت مصر عليه 33 عاما والتي بموجبها انسحبت إسرائيل من سيناء واشتراطها بتسوية القضية الفلسطينية يعتبر أمرا يمس معاهدة السلام ويثير القلق والتساؤلات"، موضحاً ان "ما قاله مرسي يعد اعترافا بأن القاهرة لا تنفذ بشكل صحيح كامب ديفيد، وهنا يدور التساؤل هل تصريحا من هذا النوع ومن فم رئيس مصر لا يشكل في حد ذاته انحرافا شديدا عن إطار العلاقات القائمة بين القاهرة وتل أبيب منذ 33 عاما، وهي العلاقات التي بموجبها انسحبت إسرائيل من أراضي سيناء".

واشارت "هآرتس" إلى أن "سؤالا أخرا يفرض نفسه وهو هل يخلط الرئيس مرسي، وربما يكون متعمدا في ذلك، بين اتفاقيات كامب ديفيد التي تشكل إطارا عاما للسلام بالشرق الأوسط وتم توقيعها في ايلول 1978 على يد الرئيس السادات ورئيس حكومة تل أبيب وقتها مناحيم بيجن والرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر من ناحية، وبين معاهدة السلام الثنائية بين القاهرة وتل أبيب، التي تم توقيعها بعد عام من ذلك، في مارس 1979، على يد السادات وبيغن فقط".

وذكرت أن "كلا من الاثنتين منفصلتان من الناحية القانونية، فاتفاقيات كامب ديفيد كان هدفها عمل إطار لمسيرة السلام بين كل الأطراف في الشرق الأوسط، وتتضمن مفاوضات على نظام حكم مستقل بالمناطق الفلسطينية المحتلة، الأمر الذي تم تنفيذه بعد ذلك في اتفاقيات أوسلو، كما تتضمن تحقيق سلام بين تل أبيب وجيرانها، أما معاهدة كامب ديفيد بين القاهرة وتل أبيب فهي النتيجة الأولة لاتفاقيات كامب ديفيد وهدف تلك المعاهدة إنهاء حالة الحرب بين الجانبين، وإقامة علاقات سلام وجيرة طيبة بينهما"، لافتة الى ان "تصريحات مرسي وربطها بين التزام مصر بكامب ديفيد وبين تسوية القضية الفلسطينية، تأتي بعد أكثر من 30 عاما من إقامة علاقات السلام بين الدولتين، هذه التصريحات تثير تساؤلات ومخاوف إزاء سلامة سائر الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعت أو ستوقع بين تل أبيب وجيرانها، ويبدو أنه من المناسب أن تنتبه الدول التي رعت وسترعى المفاوضات بين إسرائيل وجيرانها، تنتبه لتلك المشكلة ويؤكدوا للرئيس المصري أن تصريحاته تشكل مساسا جديدا بالنسيج الحساس لعلاقات السلام بين القاهرة وتل أبيب".